خبر خير سلام من عدم سلام -هآرتس

الساعة 10:46 ص|28 ابريل 2011

خير سلام من عدم سلام -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

استطلاع لمواقف الجمهور في مصر أجراه معهد البحوث الامريكي "بيو" أظهر بان اكثر من نصف المستطلعين يؤيدون الغاء اتفاق السلام مع اسرائيل وان 36 في المائة يؤيدون ابقاءه على حاله (تقرير نتاشا موزغوبية في "هآرتس" امس). التأييد للتسوية اوسع في اوساط المصريين الاغنياء وذوي التعليم العالي، ومعارضته تسود في اوساط اصحاب الدخل القليل.

        النتائج تعزز ظاهرا التخوفات في اسرائيل من أن اتفاقات السلام غير مستقرة ومن شأنها أن تنهار بسبب تغيير الانظمة في الدول المجاورة. ومرة اخرى يثور الجدال اذا كانت الديمقراطية المستقرة هي شرط الزامي للسلام.

        التطورات في مصر منذ الثورة الشعبية، والتي أدت الى انهاء الحكم الطويل لحسني مبارك، تدفع نحو استنتاج معاكس. اتفاق السلام ينفذ حتى بدون مبارك. الحدود مفتوحة، والكثير من الاسرائيليين تنزهوا في سيناء اثناء الفصح. لا يوجد حراك عسكري خاص على الحدود الجنوبية، والاتصالات الامنية تتواصل.

        في الحدود الشمالية، بالمقابل، الصورة مغايرة ومقلقة. لسوريا نزاع مفتوح مع اسرائيل، التي تحتل ارضا سورية في الجولان، ولكن في غياب السلام لا يوجد حوار مباشر بين دمشق والقدس. كل حاكم مستقبلي في سوريا يمكن أن ينطلق نحو حرب على "استعادة الاراضي والكرامة" والتمتع بشرعية داخلية وخارجية. اصعب بكثير الغاء اتفاق قائم ودفع ثمن دولي لقاء ذلك، من رفض تسوية جديدة. هذا هو الدرس من تفويت السلام مع سوريا.

        ضعف السلام مع مصر ومع الاردن نبع من كونه من نصيب القلة – سياسيين، ضباط، دبلوماسيين وحفنة رجال اعمال في الطرفين – في الوقت الذي تواصلت فيه القطيعة بين الشعوب. السبب الرئيس للقطيعة كان ولا يزال الانتقاد الجماهيري في الدول العربية على موقف اسرائيل من الفلسطينيين في المناطق. الرأي العام العربي يحرص على الفلسطينيين مثلما يحرص يهود الشتات على سلامة اسرائيل، امنها وازدهارها.

        لاسرائيل مصلحة واضحة في توسيع التأييد العالمي لاتفاقات السلام، تضمن استقرارها وتطورها. ولهذا الغرض فان عليها أن تحقق تسوية سلمية مع الفلسطينيين ايضا، يقوم على اساس تقسيم البلاد الى دولتين.