خبر عجل إنقاذ نتنياهو- هآرتس

الساعة 10:45 ص|28 ابريل 2011

عجل إنقاذ نتنياهو- هآرتس

بقلم: الوف بن

(المضمون: المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح تجعل نتنياهو يُسوغ في الداخل والخارج عدم الانسحاب وعدم تقديم تنازلات للفلسطينيين بزعم ان الخطر على اسرائيل يمنع ذلك - المصدر).

        إن اتفاق المصالحة الفلسطينية اذا تحقق، يُنذر بسيطرة حماس على الحركة الوطنية الفلسطينية – ويمنح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باب هرب من الازمة التي دُفع اليها بسبب جمود المسيرة السياسية. هذا ما كان يحتاجه نتنياهو لتوحيد الجمهور الاسرائيلي وراءه ولصد الضغط الدولي للانسحاب من الضفة الغربية.

        إن "حكومة الوحدة" و "حكومة الخبراء" اللتين أعلنهما الفلسطينيون أمس هما عنوانان حسنان لكنهما فارغان من المضمون. لا يوجد في الحياة الحقيقية سلطة غير سياسية ولا توجد حكومات متساوية. فدائما توجد جهة تسيطر وشركاء يُجرون وراءها. إن القوي والأكثر تنظيما وتسلحا، أي حماس، هو الذي سيحكم السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لا "الخبراء". هكذا سيطر الشيوعيون على اوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الثانية. فقد شاركوا في حكومات وحدة منحتهم شرعية ثم قلبوا الطاولة وانشأوا "ديمقراطية شعبية" في كنف الجيش السوفييتي.

        يرى نتنياهو أن اتفاق المصالحة الفلسطينية يسوغ تحذيراته من أن كل منطقة تخليها اسرائيل ستقع في يد حماس وتصبح قاعدة ارهاب ايرانية. في هذا الوضع، جميع مقترحات التسويات البينية والانسحابات من طرف واحد التي كانت ترمي الى ارضاء العالم وضمان الهدوء الداخلي تُمحى تماما من برنامج العمل. ويبقى امكانان فقط، الاحمر والاسود في الروليت: إما الخضوع الاسرائيلي للقرار المتوقع في الامم المتحدة على استقلال فلسطين والموافقة على الانسحاب الى الخط الاخضر وإما التحصن في المواقف القائمة في جو "العالم كله ضدنا".

        سيختار نتنياهو كالمتوقع البديل الثاني. سيقول ان اسرائيل تتم مهاجمتها بصواريخ غراد على أسدود وصواريخ مضادة للدبابات على حافلات طلاب وتفجيرات لانبوب الغاز من مصر – وإن العالم المنافق يؤيد الفلسطينيين. لا يوجد كجو الطواريء والحصار لتكتيل الجمهور الاسرائيلي من وراء حكومته. وعندما تنشب الانتفاضة الثالثة يستطيع ان يعرضها نتنياهو باعتبارها حربا لا مناص منها لايران وتوابعها، وأن يُبطل انتقاد بقايا اليسار على "اضاعة الفرصة السياسية" في السنتين الماضيتين.

        منذ الآن سيكبر الضغط على تسيبي لفني للانضمام الى حكومة وحدة اسرائيلية تواجه الفلسطينيين والجماعة الدولية. عندما ينضم محمود عباس الى حماس، لا يستطيع كديما أن يزعم أن له شريكا في المسيرة السياسية ولا يستطيع ان يقترح سياسة بديلة. فاهود اولمرت ايضا جمد التفاوض زمن المحاولة السابقة للتفاهم الفلسطيني الداخلي، ويؤيد قادة كديما اسقاط سلطة حماس. فلماذا يظلون في المعارضة الآن؟ أدرك وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أولا الوضع، باقتراحه قبل اسبوعين على نتنياهو ولفني أن يصوغا معا معه اقتراحا اسرائيليا لتسوية دائمة.

        تنقذ المصالحة الفلسطينية ايضا سفر نتنياهو القريب الى واشنطن ليخطب في مؤتمر الـ "ايباك" وفي مجلس النواب الامريكي. منذ الآن لا حاجة الى تعزيز السفر بتنازلات للفلسطينيين لم يؤمن نتنياهو بها. انتهى الضغط ويمكن ان يخطب خطبة دم وعرق ودموع تشرتشلية، كما يحب نتنياهو وأن يظهر بمظهر آخر المدافعين من الغرب للموجة الاسلامية التي تغرق الشرق الاوسط.