خبر اسرائيل – بلاد الفرص- هآرتس

الساعة 07:50 ص|27 ابريل 2011

اسرائيل – بلاد الفرص- هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: شباب اسرائيل العرب يتخلفون وراء الشباب اليهودي في مجال التعليم العالي، وطالما لا يخدمون في الجيش الاسرائيلي، فان الكثير من الفرص التي تمنحها اسرائيل ستكون مغلقة في وجوههم، وذلك كون القسم الاكبر من الاقتصاد الاسرائيلي يرتبط بالقطاع الامني - المصدر).

        رويدا رويدا، دون ان ينتبه أحد – ربما باستثناء بعض الخبراء في بنك اسرائيل – أصبحت اسرائيل بلاد الفرص. في العالم الاكاديمي، في الطب، في البحث، في الجيش وفي الاعمال التجارية. ومثل الولايات المتحدة، بلاد الفرص الكلاسيكية، يمكن ان يصبح المرء في اسرائيل مليونيرا في سن مبكرة، حتى لو بدأ من لا شيء. وفضلا عن قصص النجاح الخاصة التي يلقاها كل اسرائيلي، يدل على ذلك ايضا النمو المثابر والثابت على مدى السنين في الانتاج الوطني.

        قصص النجاح الاسرائيلية ليست محصورة بأبناء الاغنياء. فلا يوجد سقف زجاجي للرجال والنساء. النمو الاقتصادي في اسرائيل والعولمة يخلقان الفرص للاسرائيليين والاسرائيليات من كل الطبقات ممن تحلوا بالكفاءة، الطموح والمبادرة. هذه الكفاءات تُكتسب في مؤسسات التعليم العالي، والكثير منها، بما فيها كفاءة المثابرة، تُكتسب في اثناء الخدمة العسكرية.

        وفرة الفرص هي الاخرى غير محدودة فقط لمن ولدوا وتربوا هنا. انظروا قصص النجاح في اوساط مهاجري الاتحاد السوفييتي سابقا. ففي أي مكان آخر يمكن التمتع بالفرص التي حصلوا عليها هنا؟ نجاحهم يثبت بأن المهاجرين من اثيوبيا هم ايضا، يمكنهم في يوم من الايام ان ينخرطوا في هذا الميل.

        ميل العديد من الاسرائيليين الى الشكوى والانتقاد لكل ما يحصل هنا تقريبا من شأنه ان يخفي عن عيوننا الصورة الشاملة، واحيانا نحتاج الى نظارات من الخارج تُذكرنا كم هي اسرائيل قصة نجاح تبعث على الفخار – قصة يصل صداها الى الآفاق كما يشهد العديد من الافارقة، الذين يُجتذبون الى اسرائيل كالمغناطيس.

        احدى الظواهر المقلقة في نجاح اسرائيل الاقتصادي هي الفوارق الكبرى بين الاغنياء والفقراء، وهي ظاهرة معروفة في الاقتصاد التي تتميز بالنمو السريع، ولا سيما تلك التي تتميز بالتكنولوجيا المتطورة. فالحوافز الاقتصادية تعطى أولا وقبل كل شيء لاصحاب الكفاءات الفنية والعلمية، ممن يُشغلون في الشركات المتنافسة في السوق الدولية، والتي تحتاج بالتالي الى ان تعرض على عامليها مردودات يمكنها ان تنافس هذه السوق. كما يتمتع بذلك ايضا أصحاب المهن الذين يشاركون في نشاط هذه الشركات، كالمحامين، مدققي الحسابات والمصرفيين.

        كان يمكن التوقع بأن حتى من لم يتحلى بهذه الكفاءات سيتمتع بالنمو الاقتصادي. غير ان الكثير منهم بقوا في الخلف حين تم استيراد عمال اجانب لاسرائيل وخُفض مستوى أجر العمال الاسرائيليين غير الخبراء، أو دُفعوا الى خارج دائرة العمل. وهكذا أخذت الفجوة في الاتساع.

        كما هو معروف، قطاعان لا يزالان لا يتمتعان بالفرص التي يعرضها الاقتصاد الاسرائيلي: الاصوليون والعرب. الجالية الاصولية تحاول ان تمنع عن أبنائها التعليم الذي يسمح لهم بالمشاركة في اقتصاد التكنولوجيا المتطورة. استعداد بعض منهم للتجند للجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة والتأهيل الفني الذي يكتسبه بعضهم في فترة خدمتهم، يخلق بارقة اولى من الأمل في أنه مع الزمن ستساهم الجالية الاصولية في الاقتصاد الاسرائيلي، وتستغل الفرص التي يعرضها.

        شباب اسرائيل العرب يتخلفون وراء الشباب اليهودي في مجال التعليم العالي، ولكنهم سيغطون هذه الفوارق في المستقبل. ومع ذلك، طالما لا يخدمون في الجيش الاسرائيلي، فان الكثير من الفرص التي تمنحها اسرائيل ستكون مغلقة في وجوههم، وذلك كون القسم الاكبر من الاقتصاد الاسرائيلي يرتبط بالقطاع الامني. وعليه، فان القدرة على الوصول الى المساواة في الفرص – اختبار المساواة المطلق – ستكون منوطة بقدر كبير بأن يخدموا في الجيش الاسرائيلي. هنا توجد الصلة بين المساواة في الواجبات والمساواة في الفرص.