خبر التحقيق وعدم الحماسة -هآرتس

الساعة 07:48 ص|27 ابريل 2011

التحقيق وعدم الحماسة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مقتل بن يوسيف لفنات في نابلس هو حدث مأساوي كان يمكن منعه. وحسب معطيات التحقيق الاولية، يتبين أن لفنات واصحابه قرروا زيارة قبر يوسف دون أن ينسقوا دخولهم مع الجيش الاسرائيلي مسبقا. وأغلب الظن اقتحموا بالقوة حاجزا للشرطة الفلسطينية، ونتيجة لذلك اطلقت النار عليهم من قبل افراد الشرطة.

النظام الذي بموجبه يمكن للمصلين اليهود أو الضيوف الاخرين ان يزوروا قبل يوسف يقضي ضمن امور اخرى بان عليهم أن ينسقوا الزيارة مع الجيش، الذي بدوره ينسق الزيارة مع السلطة الفلسطينية. هذا النظام هو جزء من التعاون الامني الذي يجري لرضى الجيش الاسرائيلي ولم يكن هناك أي مبرر للخروج عنه.

يتعاطى الجيش الاسرائيلي مع الحدث على أنه "خللا خطيرا للغاية"، ولكن ليس كعملية، وهكذا صحيح حاليا التعاطي معه. مثل هذا الخلل حصل في الماضي عندما اصاب جنود الجيش الاسرائيلي فلسطينيين على سبيل الخطأ، كما حصل ايضا في اراضي دولة اسرائيل عندما أطلق افراد الشرطة النار على مواطنين اسرائيليين.

لا يعني الامر ان احداث خلل كهذه هي قدر، ويجب قبولها كجزء من الواقع المعقد الذي توجد فيه أماكن مقدسة لليهود في منطقة خارج سيطرة الجيش الاسرائيلي. تحقيق متشدد وسريع مطلوب هنا لفحص ليس فقط المسؤولية عن النار والدخول غير المنسق، بل وايضا انظمة التنسيق القائمة بين اسرائيل والفلسطينيين، وذلك منعا لتكرار حوادث فتاكة كهذه.

طالما يجري التحقيق، سيكون من غير المناسب والضار اطلاق التصريحات الحماسية حول الحدث، وصف الشرطة الفلسطينيين كارهابيين وقتلة والنار كعملية تخريبية يجب الانتقام منها. التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية هو ذخر حيوي جدير بالتأييد والتعزيز. وهو يثبت نفسه كل يوم، ويشهد على ذلك ليس فقط ضباط الجيش الاسرائيلي بل وايضا الزوار الكثيرون لقبر يوسف. من الافضل ترك الطرفين ينهيان تحقيقاتهما دون تهديدات بالانتقام او ضغوط سياسية ودون الانجرار الى أعمال من النوع الذي حظي بلقب "رد صهيوني مناسب".