خبر عذر نتنياهو- يديعوت

الساعة 08:45 م|25 ابريل 2011

عذر نتنياهو- يديعوت

بقلم: شمعون شيفر

في مكتب رئيس الوزراء يتابعون صراع البقاء الذي يخوضه الرئيس السوري. ومن المتوقع لبنيامين نتنياهو أن يقول لمحادثيه في الكونغرس الامريكي: "انتم ترون. كنت محقا حين لم أرغب في التوقيع على اتفاق مع الاسد. فها هو نظامه يوشك على السقوط". في هذه الحكمة بأثر رجعي لا يوجد أي مواساة.

في السنتين الاخيرتين حاول رؤساء دول ودودة ومسؤولون كبار في جهاز الامن في اسرائيل اقناع نتنياهو باستئناف المفاوضات مع سوريا. المبرر الاساس الذي طرحه المؤيدون لاستئناف المسيرة السياسية كان أن اتفاق سلام مع سوريا سيدق اسفينا في حلف "محور الشر" الاقليمي: رغم أن الاسد كرر تصريحه بانه لن يقطع علاقاته مع ايران ومع حزب الله، الا ان اتفاق سلام مع اسرائيل سيلزمه عمليا بالابتعاد عنهما. في جهاز الامن ذكروا أيضا منظومة الصواريخ السورية، التي من شأنها أن تهدد مدن اسرائيل اذا ما اندلعت مواجهة عسكرية.

رئيس الوزراء فضل تبني نهج الوزراء موشيه يعلون، بيني بيغن وجدعون ساعر. وحسب هذا النهج، فان الاسد يضع الحلف مع ايران في مكان عال في سلم اولوياته، أعلى حتى من اعادة الجولان. الرئيس السابق، حافظ الاسد، كان ممكنا جلبه الى طاولة المفاوضات من خلال الوعد بدعم امريكي سخي. اما الابن بشار، بالمقابل، فلا يعتقد أن الطريق الى واشنطن تمر عبر القدس.

وهكذا، على مدى سنتين امتنع نتنياهو عن اتخاذ خطوة بعيدة الاثر تحطم الجمود في القناة السورية، مثلما في القناة الفلسطينية ايضا. منذ بدأت المظاهرات في العالم العربي، يقول نتنياهو: "كنت محقا". والان يبرر نتنياهو عدم فعله بانه استشرافا للمولود. وخسارة أن هكذا. فالتهديد الذي يحدق باسرائيل جراء استمرار الجمود مع سوريا لن يقل مع انصراف الاسد. بل ربما يزداد. "يحتمل أن ننجح في تدمير سوريا اذا اطلقت الصواريخ علينا. ولكني لا اريد أن افكر ماذا سيحصل لنا في الطريق الى هناك"، قال مؤخرا واحد من وزراء الدفاع السابقين.

السابقة المصرية تثبت، في هذه الاثناء على الاقل، بان السلام قادر على النجاة حتى من الثورات. مبارك ذهب، ولكن خلفاءه لا يتجرأون على الغاء اتفاقات السلام مع اسرائيل. المصالح الامنية والاقتصادية لمصر في الوضع القائم أقوى من هتافات الكراهية لاسرائيل في ميادين القاهرة. في نهاية المطاف، بعد أن يستقر الوضع في سوريا، سيتعين على اسرائيل أن تتحدث معها أيضا.