خبر استعدادات لتسونامي- هآرتس

الساعة 08:39 م|25 ابريل 2011

استعدادات لتسونامي- هآرتس

بقلم: عيران شيشون

استعدادا للقافلة البحرية القادمة "لكسر الحصار" عن غزة يجري في اسرائيل خاصة شحذ الشعور للحصار. ففي الخطاب العام يُقرن معا بين نية منظمي القافلة البحرية التشهير باسرائيل والتأييد الذي يزداد لنية الفلسطينيين ان يحصلوا في ايلول على اعتراف من الامم المتحدة بدولة مستقلة في حدود 1967، يتحدث وزير الدفاع عن تسونامي سياسي، ويزن رئيس الحكومة انسحابا من طرف واحد من أجزاء من الضفة.

إن ايلول القريب يقيم في وجه اسرائيل معضلة صعبة: فاذا نجح الاجراء الفلسطيني وقد يجعل دول العالم ترى الوجود الاسرائيلي في الضفة اخلالا بالقانون يعاقب بعقوبات. وفي مقابلة ذلك قد يفضي فشل الاجراء الى نقض السلطة الفلسطينية أو الى عزلة أشد لاسرائيل.

إن خطة الانسحاب من الضفة بلا هدف سياسي واضح بعد ان دُفعت اسرائيل الى الزاوية، ستُعمق عدم ثقة الجماعة الدولية بالتزام اسرائيل ان تخفف السيطرة عن الفلسطينيين. اذا لم يجر ضم هذا الاجراء الى استراتيجية شاملة فقد تسيء الواقع السياسي والامني معا، لكن اذا تنبأت اسرائيل وقبلت بل قادت اجراءات نحو ايلول بواسطة مبادرة تشتمل على أهداف وعلامات طريق وجدول زمني واضح، فقد تجد نافذة فرص نادرة لفك الحصار السياسي.

إن تطوير السلطة الفلسطينية استعدادا لتحولها الى دولة يجب ان يكون الهدف السياسي المركزي للحكومة. تستطيع اسرائيل ان تبادر الآن الى اجراءات متممة لانسحاب الجيش الاسرائيلي هدفها تغيير قيود علامات سلطان السلطة الفلسطينية كما جرى تحديدها في مسيرة اوسلو في كل ما يتعلق بالعلاقات الخارجية والاقتصادية، وتعزيز مكانتها السياسية – القضائية بحيث تصبح أقرب الى مكانة دولة ذات سيادة. من أمثلة العمل على التطوير إزالة معارضة اسرائيل اصدار عملة فلسطينية وبناء نظام جمركي وتعيين مفوضيات للسلطة في الخارج ومعارضة عضويتها في منظمات دولية.

لنقل الصلاحيات في هذه المجالات كلفة أمنية هامشية لكن يمكن ان يكون لها معنى سياسي كبير، وذلك اذا عرفت اسرائيل كيف تنشيء رزمة جذابة بقدر كاف تُمكّنها من مساومة الولايات المتحدة والرباعية في ماهية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعلى رأس ذلك الحدود والترتيبات الامنية. إن التطوير – وعلى نحو متناقض – قد يُمكّن اسرائيل من ان تحافظ على مصالحها الامنية على نحو أفضل من كل اتفاق في المستقبل القريب.

سيُحدد رد الجماعة الدولية على الوجود الاسرائيلي في الضفة بحسب توجه اسرائيل المبدئي والعملي للاستقلال الفلسطيني. فكلما أجرت اسرائيل تطويرا أشمل، وكلما اشتمل ذلك ايضا على ازالة مستوطنات معزولة وبؤر استيطانية أكثر، فستستطيع ان تقدم بسهولة أكبر موقفها وفحواه ان القيود الامنية على الدولة الفلسطينية سيمكن حلها في اتفاق في المستقبل فقط.

في الأمدين القصير والمتوسط فان انشاء دولة فلسطينية دون اتفاق يتوقع ان يوجه الضغط الدولي على اسرائيل الى القيود على سيادة السلطة الفلسطينية المطورة، وقد يصبح هذا واقعا أصعب على اسرائيل سياسيا وربما أمنيا - من الواقع في الوقت الحالي. لكن انشاء دولة فلسطينية سيغير في الأمد البعيد المعادلة الاسرائيلية الفلسطينية من الأساس. وسيكون من الممكن بعد ذلك صوغ الوضع الدائم بالتدريج بسلسلة اتفاقات توقع مع مرور الوقت بين الدولتين.

على كل حال لن يمكن الحفاظ على الوضع اليوم بعد ايلول، وينبغي تطوير استراتيجية التطوير في مقابلة أبدالها التي لا يمكن في الوقت الحالي معرفتها لان تسونامي سياسيا يحجبها.