خبر طائرات أميركية موجهة تبحث عن القذافي لاغتياله

الساعة 07:11 ص|23 ابريل 2011

طائرات أميركية موجهة تبحث عن القذافي لاغتياله

فلسطين اليوم-وكالات

وصف احد مقاتلي المعارضة في مصراتة المحاصرة قرار الولايات المتحدة استخدام طائرات بدون طيار لاستهداف الزعيم الليبي وقواته بانها 'انباء رائعة' وقال ان اهالي مصراتة يحتفلون فرحا.

ويظهر القرار الاميركي الاخير الذي صادق عليه الرئيس الاميركي باراك اوباما بانه خطوة للتأكيد على ان اميركا لا زالت موجودة في المعادلة ولدعم حلفائها الغربيين الذين يطالبون بتدخل اميركي اوسع في عمليات الناتو الجوية، ولمساعدة المقاتلين التابعين للمعارضة الذين فشلوا حتى الان بوقف تقدم قوات القذافي وفك الحصار عن مدينة مصراتة المحاصرة منذ شهرين.

 

واستبعد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان يكون التطور الجديد مقدمة لتدخل عسكري على الارض وهو ما تدفع باتجاهه فرنسا. ويخشى محللون ان تؤدي العمليات التي تستخدم فيها طائرات بريديتر القادرة على التحليق بشكل منخفض بدون ان تعرض حياة الطيار للخطر، مقدمة لانخراط طويل في الحرب خاصة ان اميركا تلاحق ناشطي القاعدة ومقاتلي طالبان في الباكستان وافغانستان واليمن منذ اكثر من سنتين ولم تستطع حتى الان ان تنهي خطر هذه الجماعات.

وترى المعارضة في القرار الاميركي انتصارا جديدا خاصة بعد ان قررت الادارة الاميركية دعمها باجهزة اتصال واخرى غير قتالية بقيمة 25 مليون دولار، اضافة لوصول مستشارين عسكريين ايطاليين وفرنسيين وبريطانيين على امل تدريب القوات التابعة لها ومساعدتها في جهودها للاطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي.

ويعترف عدد كبير من العسكريين الاميركيين ان عمليات الطائرات الموجهة هذه لن تكون كافية للاطاحة بالقذافي او اضعاف سيطرته على الحكم خاصة ان العملية الجوية ثبت انها ليست كافية لتحقيق النظام او فك الحصار عن مدينة مصراتة. وتعتقد اميركا ان الطريقة الوحيدة لانهاء القذافي هي مواصلة الضغط عليه عبر العمليات الجوية بشكل يضعف قدراته الجوية وهو ما اكده غيتس يوم الخميس.

 ويعتبر محللو قرار اوباما هذا بمثابة الخطأ، حيث كتب ديفيد اغناطيوس في 'واشنطن بوست' تحت عنوان 'الهجمات بطائرات بريدتير في ليبيا خطأ'. وقال ان الوسيلة هذه تحولت لادمان من قبل الولايات المتحدة واعتبر الاعلان يوم الخميس بانه 'غير موفق'.

 وقال ان الطائرات هذه المحملة بصواريخ هيل فاير هي اداة تستخدمها الولايات المتحدة للاغتيال من على ارتفاع 10 اقدام. وقال ان هذا الاسلوب استخدم في المناطق القبلية الافغانية والباكستانية لضرب القاعدة وحثت عليه ظروف ما بعد هجمات ايلول/سبتمبر 2001 خاصة ان هذه المناطق بعيدة على الرغم من نفي وانكار الولايات المتحدة استخدامها الطائرات.

 ويضيف ان باكستان قد تكون حالة خاصة. وقال ان وزير الدفاع عندما اعلن عن بداية العمليات يوم الخميس والتي اوقفت بسبب الظروف الجوية، فانهما لم يتحدثا عن طبيعة الاهداف التي كانت الطائرات تستهدفها، ويرى الكاتب ان الهدف بالتأكيد هو الرئيس الليبي معمر القذافي او اعضاء في الدائرة المقربة منه.

 ويرى الكاتب ان رد فعله عندما سمع الاخبار ان القرار لتوسيع مدى عمليات الطائرات هذه لليبيا قرار خطأ. والسبب هو ان الطائرات هذه صارت تمثل لقطاع كبير من المسلمين رمزا للغطرسة الاميركية، خاصة ان المسرح الجديد للعمليات قريب من جارتين قدمتا ثورتين واعدتين لم تشهدها المنطقة منذ عقود ـ تونس ومصر- فدخول اميركا بهذه الطريقة تعطي صورة سلبية عن القوة الاميركية. ويرى الكاتب ان الطائرات هذه تعطي اجابة سهلة وسريعة للمشاكل السياسية والعسكرية.

 ويضيف الكاتب ان السعوديين طلبوا استخدامها لملاحقة ناشطي القاعدة في اليمن وكذا الاتراك استخدموها لملاحقة مقاتلي حزب العمال في مناطق الاكراد شمال العراق والان تستخدم لمساعدة عملية الناتو التي دخلت حالة جمود ولدعم قوات معارضة قد تضم في صفوفها اسلاميين، وهم انفسهم قد يكونون هدفا لها في ظروف اخرى. وختم قائلا 'ليست فكرة جيدة، السيد الرئيس، وخطأ نادر في التقدير من وزير الدفاع غيتس، آمل ان لا يكون الوقت متأخرا للتراجع عن القرار'.

وكانت وكالة الانباء التونسية قد اعلنت عن سيطرة المعارضة على معبر وازن الحدودي في تطور يراه البعض انه سيعطيها القدرة على نقل المؤن والاسلحة للمحاصرين في مصراتة، لكن مع اعلان السيطرة، زحف الاف اللاجئين نحو الحدود التونسية.

 ومع ان الكثيرين يرون في التطور حلا للجمود وتطورا قد يضعف سيطرة القذافي على مناطق في الغرب الليبي الا ان الحرب قد تطول، فقد نقل عن دبلوماسي قوله ان بعض الدول اعتقدت ان العملية ستكون سريعة لكن 'ليس هذا رأي العسكريين'. وما قد يطيل امد الحرب هو الانقسام داخل دول حلف الناتو، وضعف المعارضة وتكيف نظام القذافي مع الوضع. ومن هنا يرى البعض ان القذافي يستفيد من الانقسام ومن عدم تماسك المعارضة من اجل ان يظل في السلطة وان يكون هو واولاده جزءا من اي ترتيب سياسي.

 وفي الوقت الذي تدعو فيه دول الى تبني الحل السلمي وجلوس الليبيين مع بعضهم البعض، فهناك من يرى ان الحل في ليبيا يجب ان يكون عسكريا وسياسيا وهما الطريقان الكفيلان باخراج القذافي من المعادلة. ويرجع محللون ضعف اداء الناتو وانقسامه الى مشاكله التي برزت بعد الحرب الباردة وتوسيع مجال العضوية فيها مما ادى لتحوله من حلف الى تحالف يجمع دولا متفقة على هدف ولكنها مختلفة على طريقة تحقيقه. وفي المعادلة الليبية فالناتو ومعه اميركا يعتقدان ان الوقت في صالحهما وهو نفس ما يراه القذافي.

وفي مطالب المعارضة برحيل القذافي وابنائه عن البلد ورفض الدول المعنية بالصراع في ليبيا مكان له في ليبيا القادمة فالعمل العسكري سيتواصل مما يعني انه لا مجال للمفاوضات، الا اذا اراد الغرب تقسيم البلاد الى شرق وغرب.

 وينظر الى العملية العسكرية انها الان زاحفة خطوة خطوة نحو غزو بري، وهو ما توافق عليه المعارضة. وفي حالة عدم تغيير الطائرات الموجهة مسار الوضع في مصراتة فقد تجبر الادارة الاميركية على نشر طائرات اي-10 و اي سي -130 وهما مصممتان لهجمات على مستويات منخفضة من الجو.

وتقول وزارة الدفاع الاميركية انها جاهزة للانطلاق حالة احتيج اليها. ويظل ارسال كل هذه الحشود من الطائرات والمستشارين والمساعدات العسكرية غير القتالية داخل كما يقول المسؤولون في لندن وباريس ضمن صلاحيات قرار 1973 والذي ينص على استخدام كل الوسائل الممكنة 'لحماية المدنيين'.