خبر الاحتلال يلجأ لـ« الفيسبوك » و « التويتير » لتحسين صورته أمام الرأي العام العالميّ

الساعة 12:19 ص|23 ابريل 2011

فلسطين اليوم- القدس العربي

أكد الخبير العسكري "الإسرائيلي" "روبن بن يشاي" في مقال له على صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن مهمة الناطق العسكري باسم "الجيش" تحولت لعنصر استراتيجي في خضم حرب الوعي التي تعيشها الدولة "الإسرائيلية".

 

وأشار "بن يشاي" في مقاله الذي نشر على موقع الصحيفة، إلى أن مهمة الناطق العسكري للجيش "الإسرائيلي" تحولت إلى عنصر استراتيجي في حرب الوعي، في ظل ما تخوضه "إسرائيل" مما وصفها حرباً ناعمة في موازاة واستكمال الحرب القاسية في ميدان الحرب التقليدي، رغم أن حقيقة المعيار الوحيد للإخفاق أو للنجاح لمؤسسة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي تمثلت بمصداقية المعلومات التي وفّرتها.

 

ورأى الخبير، الذي أشاد بدور الناطق العسكري الذي أنهى مهامه مؤخراً "آفي بنياهو"، أن مؤسسة الناطق العسكري "الإسرائيلي" تحولت في السنوات الأخيرة من عنصرٍ مساعد للإعلام "الإسرائيلي"، إلى مرشحٍ لعنصرٍ ناشطٍ في مجال الدبلوماسية العامة القومية والدولية.

 

وأشار يشاي إلى أن وحدة الناطق باسم الجيش "الإسرائيلي" ليست فقط مؤسسة الإعلان التابعة للجيش، وعنصر العلاقات العامة لها، بل إنها إلى جانب هذا المنصب التقليدي يجب عليها أن تؤدي اليوم مهمتين جديدتين في ظل تعيين الناطق الجديد يوآف مردخاي، وهما: إحباط ودفع الهجمة غير الشرعية التي تدار اليوم في الساحة الدولية ضد الجيش "الإسرائيلي" بشكلٍ خاص، ودولة "إسرائيل" بشكلٍ عام، وابتكار منهجية علمية لتحسين وتوثيق العلاقة والتفاهم بين الجيش وطبقات المجتمع والقطاعات في "إسرائيل"، وتخفيف الاحتكاك الطبيعي بينهم.

 

ولفت إلى أنّ النطاق السابق قام تقليص عدد المقابلات لوسائل الإعلام مع مسؤولي الجيش "الإسرائيلي"، ورغم سخط الإعلام على ذلك، باعتباره حجة للتملُّص، لكن هيبة الجيش وهيبة هيئة الأركان العامة لدى "الإسرائيليين" ازدادت دون توقف، وتنبأ للناطق العسكري الجديد أياماً عصيبة قادمة، فهو رجل عسكري خريج أجهزة الاستخبارات، نجح كثيراً رئيساً للإدارة المدنية في الضفة الغربية، لكنه يفتقد للخبرة الإعلامية، ومن التحديات الصعبة المتوقعة له في الفترة المقبلة: يوم النكبة في أوساط أيار (مايو)، القافلة البحرية في نهايته، ما يجعله في حالة عمل طيلة الوقت لسد الفجوات والاستعداد.

 

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن أهمية الأداء الإعلامي لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" ينبع من حقيقة أن الحروب لم تعد منذ زمن رصاصاً ودبابات، فالبيان الدعائي لتسويغ العمليات لا يقل أهمية في العالم، بدليل أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لديه موقع انترنت رسمي منذ أكثر من ثلاث سنين، كما بات يعرف أن الحاضر هو الشبكات الاجتماعية.

 

وفي نهاية الأسبوع الأخير، طرح مكتب الناطق العسكري الإسرائيلي في قناة (اليوتيوب) التابعة للجيش مقاطع فيديو عرضت خلالها ادعاءات كيفية إطلاق أفراد من المقاومة الفلسطينية الصواريخ من مناطق مأهولة في قطاع غزة، كما يجري تحديث موقع الجيش وقنوات الإعلام الاجتماعي التابعة له على مدار الـ24 ساعة، وبإيقاع أعلى من المعتاد، إثر الاشتعال الذي شهده القطاع. مقابل ذلك، تابع يشاي فإنّ الجيش الإسرائيلي افتتح حساب (تويتير) خاص لتركيز المعلومات عن المهمة الإنسانية للقوات الموجودة في اليابان بعد التسونامي، وتُبث هناك قصص ومقاطع فيديو مؤثرة، وهو ما من شأنه أن يترك انطباعاً إيجابياً عند جمهور جنوب شرق آسيا. وإذا كانت الصورة الواحدة تساوي ألف كلمة، فإن مقطع فيديو يساوي مليون كلمة، ما يعني أنه لا يجب الاكتفاء في الجيش الإسرائيلي بوجود سلاح جو وذراع برية متفوقان فقط، بل سلاح إعلام فاخر، يستطيع أن يدير حرب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في ساحة الشبكة العنكبوتية.

 

وذكر بعض المعطيات الرقمية والإحصائية الهامة، ومنها: أصبح يوجد لأفلام قناة جيش الاحتلال الإسرائيلي في (اليوتيوب) أكثر من 22 مليون مشاهدة، وعندما تقع حادثة أمنية في الضفة الغربية أو قطاع غزة، ويكون لديه مادة مصورة في (اليوتيوب)، فإنها تكون دائماً بين المكان الأول والرابع في عدد المشاهدات العالمية، كما أن لحساب (التويتر) الخاص بالجيش الذي يجري تحديثه في كل بضع ساعات 15 ألف متابع، أكثر بضعفين مما يوجد للجيش البريطاني.

 

ونقل المحلل عن مسؤول في وحدة الناطق العسكريّ قوله إنّه إذا كان التصور عن الجيش "الإسرائيلي" في العالم بأنه جيش محتل وعنيف، فسنحاول بواسطة قواعد الإعلام الجديد عرضه باعتباره جسما إنسانياً مفتوحاً، في محاولة للاستفادة من الإخفاق الذي رافق دعاية الجيش في قضية قافلة (مرمرة) البحرية، بسبب زمن الرد الطويل على الأحداث الميدانية. ومع ذلك، يستدرك المسئول عن موقع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في شبكة الانترنت، تساحي بيران، بالقول إنّ تأخير نشر المواد في قضية (مرمرة) جاء لأن المروحية التي خصصت انشغلت بنقل جرحى، كما مضى وقت طويل حتى حصل الناطق على سلسلة موافقات على عرض الفيلم القصير، وصعدت حتى بلغت موافقة وزير الأمن، ومن التحقيقات التي تمت، فقد جرى استخلاص دروس للوقائع القادمة، ومنها انخفاض مستوى الموافقات إلى متحدث الجيش، كي تحرر المواد في أسرع وقت، على حد تعبيره.