خبر « الفيس بوك »و« التويتر »..مرتع خصب للعابثين بـ« أمن المقاومة »!!

الساعة 07:31 ص|21 ابريل 2011

"الفيس بوك "و"التويتر"..مرتع خصب للعابثين بـ"أمن المقاومة"!!

فلسطين اليوم-"الاستقلال" (آمنة محمود حميد)

"الفيس بوك "و"التويتر".. وغيرهما من المواقع والشبكات الإخبارية -السياسية منها والاجتماعية- كلها باتت تقدم كمّا هائلا من المعلومات التي يتبادلها ملايين البشر؛ مما جعلها حلمًا جميلا وكابوسًا مزعجا يقضّ مضاجع البعض في نفس الوقت.. فكل ما يحمله ملفك الشخصي هناك أصبح بمثابة هوية شخصية تحدد ملامح شخصيتك الشكلية والجوهرية: "ماذا تحب؟، وأي شيء تكره؟ لأي تنظيم تتبع؟، ولأي فكرٍ تنتمي؟، وما هي مواقفك السياسية؟".. وتحديدا بعد أن تعدى وجود هذه الشبكات الهدف الأول من تأسيسها.. وهو التواصل مع الأهل والأقارب لتصبح أرضًا خصبة لنمو العلاقات الجماعية والفردية التي لا تفرّق بين لون أو أصل أو مكان أو زمن، فباتت حديث الشارع، وأكثر تأثيرا من المجتمعات الواقعية.

ولم تتوقف قضية هذه المواقع الاجتماعية عند هذا الحل، فأصبح الفلسطينيون يرتادونها بكثرة مع اختلاف أعمارهم وانتماءاتهم السياسية، وبدت هذه الشبكات حلقة وصل بين الداخل والشتات بين المحاصرين في قطاع غزة والمناطق الأخرى في فلسطين، كما أن هذه الشبكات عناوين واضحة لحالة المناكفات السياسية بين عناصر الفصائل الفلسطينية وخصوصًا مناصري حماس وفتح بعد الانقسام.

إعادة ترتيب !!

"أخبار عاجلة من فلسطين أو من غزة".. إحدى الصفحات التي تهتم بصورة كبيرة بالأخبار العاجلة الميدانية، ويديرها عدد من الأفراد الذين يتبعون لإحدى فصائل المقاومة، وينقلون -إلى جانب مئات الأعضاء من المشتركين في الصفحة- الأخبار الميدانية والتي تشهد في كثير من الأحيان المشاركة بأخبار تضر بأمن المقاومة، وتشكل بهذا خطرًا على المقاومين في الميدان، وذلك بالرغم من التحذيرات التي أطلقها مسبقًا متخصصون حول دور جهاز "الموساد" الإسرائيلي في متابعة الصفحات الخاصة بالفلسطينيين على "الفيس بوك"، ومحاولة تجنيد عملاء عبر إسقاطهم بطرق تتبعها أجهزة الأمن الصهيونية؛ لمحاولة إعادة ترتيب صفوف عملائها بعد الحملات المثمرة التي قامت بها الحكومة الفلسطينية في غزة بالتواصل مع فصائل المقاومة لمواجهة عملاء الاحتلال واعتقالهم.

وبهذا الصدد يتحدث "يوسف عمر" -أحد مشرفي صفحة أخبار عاجلة- قائلا: "هناك كثير من الأعضاء المشاركين ينقلون أخبارا تعود على المقاومة بالضرر أكثر من  النفع، ولكن نتداركها فورا ونحذفها لوجود طاقم إداري يُشرف على الصفحة في كل وقت؛ تخوفًا من سقوط المعلومات من دون قصد". ويضيف: "يوجد أعضاء مشاركون بدون قصد ومن أجل السرعة في نقل الخبر ينشرون معلومات فيها أسماء مقاومين مطلوبين لقوات الاحتلال، أو السبق في نشر أسماء شهداء يستهدفون ويتبين فيما بعد أنهم أحياء وأن المستهدفين أناس آخرون".

ويتابع عمر: "كما يقوم آخرون بنشر معلومات عن أماكن إطلاق صواريخ من مناطق معينة في القطاع، وبذلك يستفيد العدو من مثل هذه المعلومات المجانية لأهميتها وخطورتها". مؤكدا أن الاحتلال يحاول المشاركة في الصفحات الفلسطينية كافة على "الفيس بوك" ومتابعتها جيدا؛ "ويحاول إثارة الأعضاء الآخرين لنشر المعلومات التي يريد الاستفادة منها قدر الممكن".

(الشهداء من قادة سرايا القدس ومن بينهم مسؤول السرايا في القطاع).. هذه إحدى المشاركات للعضو "حكاية ثورة" الذي قام بنشرها في صفحة "أخبار عاجلة من فلسطين" في الثاني من أبريل بعد دقائق من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على استهداف سيارة استشهد فيها ثلاثة من مجاهدي القسام.

ويقول المشارك بـ"حكاية ثورة: "كانت المعلومات تقول بأن الشهداء من سرايا القدس، وقمت بنشر الخبر بناءً على ما وردني من معلومات، وبعد لحظات تبيّن أن جميع ما نُشر كان غير دقيق، حين أعلنت كتائب القسام أن الشهداء من أبرز قادتها". ويضيف: "لا أُنكر هنا موقف أحد المشرفين الذي كان ينّم عن حالة الوعي الأمني لدى إدارة هذه الصفحة، حين طالبني وعدد من المشاركين بوقف نشر أي معلومات ما لم تصدر عن مصادر رسمية -كالتنظيم الذي يتبع له الشهداء أو جهات طبية أو أمنية فلسطينية- في ظل تضارب المعلومات الكثيرة التي كانت تتداولها عديد من المصادر المحلية المختلفة". وفي حادث مماثل، قامت "هنادي محمد" -إحدى عضوات المجموعة ذاتها- بنشر مشاركة في الخامس عشر من أبريل، تعليقًا على خبر منشور حول سقوط صاروخي جراد في مدينة أسدود المحتلة، وكتبت (صواريخ الجراد أطلقها المقاومون من منطقة العطاطرة شمال القطاع وفق الرواية الإسرائيلية).

باتت واقعا

وفي حوار أجرته "الاستقلال" مع المهندس أسامة قاسم -مسؤول وحدة الحاسوب في وزارة الداخلية والأمن الوطني بحكومة غزة- حول موضوع الاستخدام غير السليم للشبكات الاجتماعية والإضرار بأمن المقاومة، أوضح أن الإنترنت والشبكات الاجتماعية باتت عموما واقعا مفروضا يجب عدم تجاهله، "ويجب التعامل معه بإيجابية لتوظيفه توظيفا جيدا يخدم المواطنين".

وقال: "كرّست الوزارة في هذا الوقت خططا توعوية وإرشادية لاستخدام هذه الشبكات عبر نشرات ومجلات وحوارات، و(الداخلية) كفيلة بمعاقبة أي شخص يستخدم مواقع التواصل لابتزاز آخرين، وإذا ثبتت على أحد تهمة الإضرار بأمن المواطنين والمقاومين تحديدا، يُتأكد من شخصه تقنيًا، والتعرف عليه لمحاسبته".

 أصغر التفاصيل

من جانبه، أكد "أبو أحمد" الناطق الإعلامي باسم سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- ، أن "الفيس بوك" كغيره من الوسائل الأخرى التي تستخدم الاتصالات السلكية واللاسلكية، لا يصلح لاستخدام المجاهدين سواء أكان الاستخدام بصورة فردية أو عبر المجموعات التي تشكل على المواقع. وقال: "البعض يلجأ للأسف إلى نشر معلومات يعتبرها عادية وغير مؤثرة؛ في محاولة منه لكسب سبق معلوماتي كما يعتقد، ولا يدري أن العدو يهتم بأصغر وأدق التفاصيل، ويمكن أن يستغل أي معلومة للوصول لما هو أكبر منها، بحيث يتم تجميع المعلومات الصغيرة حتى تصل في نهاية المطاف إلى معلومة مهمة قد تضر بالمقاومة".

وأشار "أبو أحمد" إلى أمر مهم آخر وهو "أن نشر المعلومات الشخصية بما في ذلك الصور العائلية وغيرها من الخصوصيات قد يجعل الشخص كتابا مفتوحا للعدو وأجهزة استخباراته، ويمكن بعد ذلك البحث عن نقاط ضعف يجري عبرها إسقاطه في مستنقع الخيانة".

وأردف قائلا: "لو نظرنا للأشخاص الذين ينشرون هذه المعلومات لوجدناهم من صغار السن، حيث يحاولون اكتساب الثقة بأنفسهم والإشادة بها من أصدقائهم، والظهور بأنهم يملكون معلومات مهمة، دون إدراك الخطر الكبير الذي يمكن أن تسببه هذه المعلومات، خصوصا نشر معلومات عن الأماكن التي تستخدم لإطلاق الصواريخ". مؤكدا مراقبة سرايا القدس المستمرة لهذه الشبكات في محاولة رصد أي معلومة قد تضر بالمقاومة.