خبر يسيرون حتى النهاية .. يديعوت

الساعة 09:40 ص|20 ابريل 2011

بقلم: سمدار بيري

­هناك نوعان من المتظاهرين ضد بشار الاسد.

الشباب، ابناء عشرين – ثلاثين، ولدوا في اطار قانون حالة الطوارىء. وهم لا يعرفون غير الحالة التي يسمح فيها للسلطة بان تفعل كل ما يروق لها ضدهم، ممن هم عديمي الحقوق والقوة: العنف، الاعتقالات التعسفية، التعذيبات الفظيعة في السجن دون أن يروا قاضيا أو محاميا، كم الافواه. كم أنه محظور اقامة احزاب او ادارة احاديث صالون خاصة. فدوما سيكون هناك من يشي، والنظام سيصفي الحساب.

وهناك الجيل الاكبر، الذي يخرج الان الى الشوارع ضد بشار. هم ايضا عاطلون عن العمل ومحبطون، هم ايضا لا يؤمنون باي كلمة يقولها "الرئيس" وهم ايضا، مثل الشباب، فقدوا حاجز الخوف. الشتائم والسباب ضد "الخائن" و "الكاذب" و "الفاسد"، البصق على صور الاب والابن، القاء الاحذية – وهي أمور لم يحلموا بها في سوريا حتى قبل ثلاثة، اربعة اشهر – تذكر بما حصل في ثورة الياسمين في تونس ولدى مبارك في الميدان.

والان، تجدهم يقسمون على السير حتى النهاية. للمتظاهرين السوريين ليس هناك الكثير مما يخسروه، وهم واثقون بان الاسد بات منذ الان مع قدم واحدة خارج القصر. ولكن خلافا لحالتي مبارك وبن علي، فان كبار الضباط في الجيش السوري لا يزالون مع الاسد. وابناء طائفة الاقلية العلوية وحدهم يقبلون بإمرة الرئيس. فهم يأكلون من يد الحكم ويعرفون بانه اذا ما ذهب فسيظلل ظل كبير ومهدد فوق مكانتهم الاقتصادية. لدى الاسد يزدهر الفساد حسب صيغة مال – سلطة بحجوم مذهلة.    المعركة بين الشوارع وبين "قصر الشعب" لم تحسم بعد. واذا ما علق في أزمة تحكم حقيقية، فان للاسد حلفاء قد يتجندون: ايران معنية بالذات به، هو المطيع والخانع؛ ولتركيا توجد مصلحة في حدود هادئة مع سوريا بسبب المشكلة الكردية؛ وحزب الله هو الاخر يفضل ان يبقى الاسد، في صالح ارساليات السلاح، الاموال، المرشدين وكل ما يخرج من طهران. بعد مظاهرات أمس بدا الرئيس كمن يحتاج للمساعدة اكثر من أي وقت مضى.

الادارة في واشنطن، في هذه الاثناء، لا تتدخل. غير أن وثائق ويكيليكس الجديدة تثبت بان القيادة الامريكية مولت منظمات المعارضة السورية، أقامت محطات تلفزيونية ضد الاسد وبحثت عن مرشحين لانتاج حكم جديد في دمشق. هذا ليس بسيطا: تدخل قوي جدا من شأنه أن يفتح جبهة مع طهران. وهذا ما لا يحتاجه اوباما الان.

رغم ان النظام السوري يحاول الان ان يسوق للعالم صورا رومانسية لمواقع سياحية هادئة، ورغم أنه يبيع دون نجاح قصص الجدة عن "عصابات ارهابية" وعن "مافيا اسلامية متطرفة"، فلا يزال لا يمكن القول بيقين ان بشار الاسد أنهى حياته السياسية. يبدو ضائعا، فزعا وضعيفا، ولكن لا يزال توجد له امكانية للبقاء. عندها، كما يعرف الجميع، سيأتي الحساب الوحشي مع المتظاهرين.