خبر عندما يقع قتل في أيدينا.. هآرتس

الساعة 09:39 ص|20 ابريل 2011

بقلم: عميره هاس

(المضمون: لا يحمي القضاء الاسرائيلي والسلطة الاسرائيلية القرى الفلسطينية من تنكيل الجيش والمستوطنين بزعم ان هذه القرى خرج منها منفذو اعمال قتل في المستوطنين - المصدر).

لا يحتاج مشروع الاستيطان الاسرائيلي الى قتل عائلات يهودية من اجل سلب الفلسطينيين ارضهم وتعريض مستقبل الشعبين للخطر في هذه الارض الواحدة، لكن عندما يقع قتل كهذا في يديه فانه يعرف كيف يستخلص منه القدر الأكبر. أحياء جديدة وبؤرا استيطانية، واتهام التربية والدم الفلسطينيين وسلسلة مصطلحات مثل "أشرار" و"عمليق".

إن تاريخ استيطان البيض في بلدان ليست لهم مليء بأعمال قتل مقززة نفذها أفراد من بين شعوب المولّدين أو العبيد الأفارقة. ولم تمنع شعوب أبناء البلاد بذلك سلبها المنهجي والقضاء عليها تقريبا. ليست اعمال القتل هي التي أفضت الى نهاية العبودية أو نهاية الفصل العنصري، وإن قبح اعمال القتل في الجزائر لم يمنح الاستعمار الفرنسي – أو كل استعمار آخر – الحق في الوجود.

ربط البيض في الوقت المناسب اعمال القتل بطبيعة المتوحشين، وقسوتهم الفطرية، وعنصرهم الدون. وفي الوقت المناسب بدت السيطرة والاستعباد الفتاك على أنهما رسالة إلهية وبطولة وحفاظ على القانون والنظام، واليوم بعد عشرات السنين ومئات السنين يعترف كثيرون بالقسوة التي ميزت استيطان آباء آبائهم.

سنترك للعالمين محاولة تخمين ماذا سيحدث بعد 150 سنة. أما نحن فيهمنا الغد، أي اليوم. واليوم ينبغي أن نتناول في جدية ما يقول الحاخام العسكري السابق، العميد (احتياط) أفيحاي رونتسكي، من مؤسسي ايتمار الذي قال في مقابلة لموقع "والله"، حتى قبل نشر أسماء المشتبه بهم: "ان قرية كهذه مثل عورتا التي خرج منها قتلة عائلة بوغل وعائلة شابو يجب أن تعاني كقرية. يجب إحداث وضع يمنع فيه السكان أنفسهم كل واحد من هذه القرية الخروج والمس باليهود. اجل، هذا عقاب جماعي. يجب ألا ندعهم ينامون في الليل وألا ندعهم يخرجون للعمل وألا ندعهم يخرجون في سيارات، توجد طرق شتى".

لا توجد كلمة واحدة عن القاتلين اللذين خرجا من ايتمار أو عن امتياز سلطات القانون والنظام بعدم العثور على قاتلي فلاحين فلسطينيين ماتا باطلاق النار عليهما قرب ايتمار. حتى قبل العثور على المشتبه فيهم عاقب الجنود عورتا عقابا جماعيا. ففي لغة القانون الاسرائيلي يُجرّم الفلسطيني حتى قبل أن يكون مشتبها فيه. لم يُمكّن أمر حظر نشر التحقيق في عملية القتل من أن نكتب ما فعل الجيش في القرية في الشهر الاخير. لكن من الواضح انه من اجل الحصول على بصمات أصابع أو مورثات جينية لا يُحتاج الى تكسير آلات غسل وثلاجات واجهزة تلفاز ودُمى أو نثر أكياس أرز وسكر وإفراغ زجاجات الزيت على الارض.

إن الحاخام العسكري السابق لا يكفيه ذلك، بل يطلب أكثر. ألن يُطيع زملاؤه السابقون من لابسي البزات العسكرية؟ ألن يترجم طلابه الروحيون كلامه الى فعل؟ ومن يحتج على ذلك فسيقولون انه يسوغ ذبح الاولاد.

إن القرى الفلسطينية وكذلك المدن والبلدات تعاني حتى من غير القتل على أيدي المستوطنين والسلطات الاسرائيلية. تنكيل أفراد وتنكيلا بنيويا سلطويا. ينتقمون من الفلسطينيين لأن هذه ارضهم. يسيطرون على غراس الزيتون والينابيع ويطردون من البيوت، ويحظرون الغرس والبناء، ويصادرون اراضي بقوة أوامرهم ويهدمون ويطردون من البيوت، أما موارد المياه فاستولوا عليها منذ زمن، وكل ذلك مغموس في حوض قرارات المحكمة.

إن سلطات القانون والنظام عندنا لا تحمي القرى الفلسطينية من المشاغبين الذين يجبون ثمنا عن هدم كوخ غير مرخص. فكيف نتوقع منها أن تحميها من منتقمين لمقتل عائلة بوغل. إن المستوطنين هم مبعوثو الدولة، فكيف نتوقع من الدولة أن تمنعهم من الاستمرار في فعل ما أُرسلوا من اجله؟ وهو السلب والتنكيل وإفساد مستقبلنا جميعا.

ــــــــــ
خطاب للأمة غير المناسبة.. هآرتس

بقلم: شلومو افنيري

(المضمون: يجب على بنيامين نتنياهو الذي ينوي ان يخطب في مجلس النواب الامريكي قريبا ان يخطب في الشعب الاسرائيلي بدل ذلك وأن يُبين له ما هي سياسته الحقيقية والى أين يتجه ويقود اسرائيل في المستقبل - المصدر).

إليكم نبأ مدويا: في الشهر القادم سيخطب رئيس الحكومة أمام مجلس النواب الامريكي. من شبه المؤكد ان تكون خطبة ممتازة فصيحة بلغة واسلوب يقتدر بنيامين نتنياهو عليهما.

سيُبين لماذا اسرائيل على حق، وما هي الأخطار التي تحلق فوقها؛ وسيحذر من المحرقة المهددة من قبل ايران؛ وسيقول إن اسرائيل مستعدة للتفاوض وإن الفلسطينيين يتهربون منه. وسيُذكر بأننا نعيش في حي خطر وأنه عندما تزمجر العاصفة حولنا فان الوقت ليس وقت قرارات متعجلة. سيُطري تراث الولايات المتحدة الديمقراطي ونظامها الاقتصادي ويُسخن قلوب من يعتقدون أننا امريكا صغيرة.

سيقنع المقتنعين، لكن هذه ستكون خطبة للأمة غير المناسبة. لا يجب أن يخطب نتنياهو في الامريكيين خطبة سياسية بل في الاسرائيليين. فنتنياهو باعتباره انتخبه مواطنو اسرائيل لم يُبين الى اليوم كيف يرى مستقبل دولة اليهود. إن مواطني اسرائيل – لا مواطني الولايات المتحدة – هم الذين انتخبوه، وهو ملزم لهم – أي لنا – أن يقدم كشف حساب.

بعد سنتين من انتخابه رئيسا للوزراء، برغم ان حكومته لم تفز بالمكان الاول، يوجد في اسرائيل من يعتقدون انه فشل في منصبه لانه لم يقُد اجراءات سياسية ولم يدفع الى الأمام التفاوض مع الفلسطينيين. لكنه فعل بالضبط ما يرشد اليه اعتقاده وعقيدته وهو عدم التخلي عن اراضي ارض اسرائيل.

عرف في الحقيقة كيف ينثر التصريحات هنا وفي الخارج بأنه يريد تقديم التفاوض، لكن حقيقته الداخلية مختلفة، والفلسطينيون بعنادهم وتطرفهم، والرئيس اوباما بعدم تجربته، قد عملوا في مصلحته. ها هي ذي قد مرت سنتان وما زال لا يوجد تفاوض. ولم تُخل أي مستوطنة، والبناء في المناطق مستمر، ولا تزداد سيطرة اسرائيل عليها سوى عمق.

ثبت ان تكتيك نتنياهو ناجع – اذا تجاهلنا بطبيعة الامر الثمن الفظيع الذي تدفعه اسرائيل من جهة مكانتها الدولية. لكن يجب على نتنياهو ان يُبين لمواطني اسرائيل لا لأمم العالم الى أين يريد أن يقود دولة اسرائيل وما هو الهدف الذي من اجله يتخذ التكتيك الذي يتخذه. بعبارة اخرى: أي اسرائيل يرى بعد بضع سنين؟.

عبّر رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين ووزير الخارجية والامن السابق موشيه آرنس عن رأييهما وهما يلائمان موقف الليكود التقليدي، وهو الحفاظ على اراضي يهودا والسامرة والافضاء الى ضمها في نهاية الامر. وعن اخلاص للجانب الليبرالي من تراث جابوتنسكي يشفع ريفلين وآرنس موقفهما بقول انه ينبغي منح الفلسطينيين جنسية اسرائيلية وإن كنا بقراءة معمقة لكلامهما نجد تحفظات مثل ("اذا حان الوقت" و"بالتدريج"، و"بحسب الظروف"). إن ثعبان الضم الذي كان دائما أساس موقف الليكود يخرج من الكيس. من الواضح ان هذه هي نهاية اسرائيل بصفتها دولة يهودية وديمقراطية – وسينكر ريفلين وآرنس وشركاؤهما هذا بطبيعة الامر.

يحق لمواطني اسرائيل ان يعلموا أهذا هو موقف رئيس الحكومة ايضا؟ هل يرى نتنياهو اذا تجاوزنا التكتيكات والحيل الاعلامية – وليست كلها داحضة – هل يرى اسرائيل تتابع سيطرتها على ملايين الفلسطينيين؟ اذا كان كذلك فليقله بصراحة، وإن لم يكن فليقل ما هو البديل الذي يقترحه. لا يستطيع أي خطاب اعلامي مهما يكن ناجحا أن يعفيه من واجب الحديث الى الأمة التي تسكن صهيون لا الى سواحل الفوتوماك.