خبر مجرد خرجا لصيد البشر- يديعوت

الساعة 10:34 ص|18 ابريل 2011

مجرد خرجا لصيد البشر- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: الجيران من ايتمار كانوا معروفين ومكروهين، وهذا كان كافيا. لم ينجحا في الحصول على سلاح؟ فدخلا بسلاح أبيض. لم تكن لهما أي فكرة عمن سيقتلون، اين وكيف. ما تناله اليد، فلتناله. لم تقف خلفهما أي منظمة، بل ولم يقع أي حدث باعثا على الصدمة سلب عقلهما. مجرد خرجا لصيد البشر - المصدر).

        قاتل رضع هو مريض عقليا. فلا عذر، لا ايديولوجيا، يمكنهما أن يحمياه ويحميا اولئك الذين تربوا معه، والان يتجرأون على حمايته.

        رئيس فريق المحققين في المخابرات، الذي جلس أمام قاتلي عائلة بوغل، وصف الجنون: "حققت مع كثير جدا من الناس في حياتي، ولكن برودة الاعصاب هذه في وصف الفظائع لم يسبق ان التقيت بمثلها. كان هذا وصفا تقنيا تماما دون ندم. وقد اعطيت لهما فرصة، عدة مرات للاعراب عن مشاعرهما. قلنا لهما اننا انهينا التحقيق، وقد اعترفتم بقتل العائلة، بقتل الاطفال، افلا يوجد فيكما بعض الندم؟ لا، هما غير نادمين على أي شيء. فضلا عن ذلك: لو كانا يعرفان بان هناك طفلان آخران في البيت، لكانا قتلاهما هما ايضا".

 هكذا، بنبرة تجمد الدماء، يتحدث ممثلو الجيل الجديد للمقاومة الفلسطينية. عندما اندلعت الانتفاضة الثانية، كانا ابني سبعة او ثمانية. جيل لا يعرف الاسرائيليين، باستثناء المستوطنين او رجال الجيش. جيل لم يرَ البحر. جيل تقييد الحركة والحواجز، جيل لم يخرج من قرية مولده، جيل هو نتيجة صرفة لصناعة التحريض والكراهية العمياء لكل ما هو يهودي او اسرائيلي. لا تبحثوا عندهم عن ايديولوجيا – ابحثوا في المواقع الصحيحة على الانترنت، في "الجزيرة"، ابحثوا عن التحريض في الشارع، في جهاز التعليم الفلسطيني وفي البيت.

القصص عن أن قاتلين جاءا من بيت ذي صلة ماركسية – لينينية لـ "الجبهة الشعبية" غير ذات صلة. جبهة جورج حبش قبل أربعين سنة لم تعد قائمة. نشيط "الجبهة الشعبية" الذي يخرج اليوم للانتحار يأخذ معه القرآن، وليس "رأس المال". الفتوى لقتل الرضع اصدرها شيوخ مسلمون منذ الانتفاضة الاولى. وقد استخدموا ذات التعليلات لهملر وغوبلز: هؤلاء الرضع سيكبرون ليصبحون مستوطنين يحملون العوزي.

نموذج القدوة للجيل الحالي هو القاعدة والجهاد العالمي: ذبح العدو. القتل يجب أن يكون وحشيا على نحو خاص كي يثير الرعب، ومرغوب فيه امام الكاميرات. هكذا صفوا أيضا الصحفي الايطالي في غزة. ليس مهما أنه كان مؤيدا للفلسطينيين – فقد كان مسيحيا، وعليه فان حياته لا تحتسب. هم خطرون على اسرائيل، ولا سيما على المؤسسة الفلسطينية. سكان قرية عورتا ورجال السلطة على حد سواء لم يصدقوا ان من داخلهم خرجت حيوانات بشرية كهذه.

حتى لو ادعى احد ما بانهما يأتيان من هوامش المجتمع الفلسطيني فانهما ليسا وحدهما. يوجد في الضفة شريحة كاملة من الشباب مثلهما لا يلعبان لعبة السلطة. فقد كان هذا بسيطا جدا، تافها جدا. لم يكن هناك تخطيط، لم يجمعا المعلومات الاستخبارية. لم يستثمرا اكثر مما يجب في التفكير في البحث عن نقاط ضعف في السياج بل ولم ينتظرا حتى لموعد ذكرى لاحد ما كي يخرجا الى العملية. مجرد قررا ذات جمعة ظهرا القيام بفعل ما. الجيران من ايتمار كانوا معروفين ومكروهين، وهذا كان كافيا. لم ينجحا في الحصول على سلاح؟ فدخلا بسلاح أبيض. لم تكن لهما أي فكرة عمن سيقتلون، اين وكيف. ما تناله اليد، فلتناله. لم تقف خلفهما أي منظمة، بل ولم يقع أي حدث باعثا على الصدمة سلب عقلهما. مجرد خرجا لصيد البشر.

الى جانب القتل الفظيع في ايتمار وقع مؤخرا فعلا قتل احرجا جدا السلطة الفلسطينية وحماس. قتل جوليانو مير – الذي يؤدي تحقيق السلطة الفلسطينية الى اتجاه شخصي وبقدر أقل اتجاه قومي – وقتل الصحفي الايطالي في غزة. حالات القتل الثلاثة جرت على ايدي محافل متطرفة، توجد خارج اجماع الشارع الفلسطيني. لاسرائيل، لحماس وللسلطة الفلسطينية يوجد عدو مشترك: الجهاد العالمي، بكل مؤشراته، التي تتغلغل، تسمم وتهدد بان تدمر من الداخل المجتمع الفلسطيني سوي العقل.