خبر كلمات خرجت من فمك- هآرتس

الساعة 10:32 ص|18 ابريل 2011

كلمات خرجت من فمك- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

لاسحق بوجي هيرتسوغ تجربة استخبارية غنية. في خدمته العسكرية كان ضابطا في وحدة جمع المعلومات في شعبة الاستخبارات العسكرية "امان". وقد تربى في بيت استخباري. أبوه اللواء حاييم هيرتسوغ، خريج الاستخبارات البريطانية شغل مرتين منصب رئيس الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي. من كاسحق هيرتسوغ يفترض به أن يكرر حقيقة ثابتة للامن الميداني، "كلمات خرجت من فمك، لا تعود سيدا عليها".

        وعليه يمكن ان نفهم أزمة النائب هيرتسوغ، عند قراءة برقيات السفارة الامريكية في تل أبيب الى قيادة وزارة الخارجية في واشنطن، والتي تنشر في "هآرتس" بادارة موقع ويكيليكس. هيرتسوغ انكشف هناك لشدة حرجه، كمن يبلغ عن المزاج العام والشخصي، يكاد يكون كمراسل للشؤون الحزبية، للسفراء الامريكيين الذين يأتون ويذهبون في اسرائيل وللموظفين الذي يصلون من العاصمة. هيرتسوغ كان مقتنعا ببراءته، بانه يحكي سرا للممثلين الامريكيين. وهؤلاء، على عادة الدبلوماسيين الذين تعد برقياتهم الى الوطن أدوات عملهم، اشركوا في تقاريرهم عن المحادثات مع هيرتسوغ العالم بأسره من خلال الكشف الضخم في ويكيليكس.

        أكثر من مضمون الحديث – عن الاشكناز والمغاربة، عن بيرتس وبيرس وما ومن لا – غريبة الرغبة في قول كل شيء للامريكيين. هذا ليس جديدا. في كل جيل وجيل يوجد للسفارة في تل أبيب سياسيون، في الغالب ليس من المستوى الاعلى، ممن يتمتعون بالمكانة الوهمية التي في هذه الاحاديث. الوثائق التي تكون الادارة الامريكية ملزمة بالكشف عنها، بعد عشرات السنين، بل واحيانا اقل من ذلك، بفعل قانون حرية المعلومات، تذكر بالاسماء هؤلاء السياسيين. في الستينيات المتأخرة وفي اوائل السبعينيات، مثلا، كان النائب غاد يعقوبي احدهم، بفضل قربه من موشيه ديان ولكن ايضا آخرون في حزب السلطة في حينه، المعراخ، يذكرون في البرقيات.

        أهمية السفارة الامريكية في تل أبيب هامشية اليوم في الصراع الدبلوماسي المركزي. النشاط يدور اساسا بشكل مباشر بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع وبين البيت الابيض، مجلس الامن القومي ووزيري الخارجية والدفاع. ولكن السياسيين الاسرائيليين لا يزالون لم يستوعبوا بان العالم تغير – وانه اذا كانوا لا يريدون النفي في الغد، فمن الافضل لهم الا يثرثروا اليوم او أن يتزودوا بالشهود الذين يسجلون روايتهم فيمتشقوها عندما يتم التسريب.