خبر أطباء نفسيون حذروا من مصير مبارك نتيجة حالته النفسية السيئة

الساعة 06:23 ص|18 ابريل 2011

أطباء نفسيون حذروا من مصير مبارك نتيجة حالته النفسية السيئة

فلسطين اليوم-وكالات

في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول نقل الرئيس السابق، حسنى مبارك، من مستشفى شرم الشيخ الدولي، أكدت مصادر محلية في محافظة جنوب سيناء لـ«الشرق الأوسط» أن مبارك وزوجته لا يزالان موجودين بالمستشفى، وأنه لن يغادرها قبل يومين. وبينما ذكرت مصادر طبية أن حالة مبارك الصحية غير مستقرة وحالته النفسية سيئة للغاية، حذر أطباء نفسيون من استسلام مبارك للاكتئاب.

وأوضحت المصادر المحلية أن مبارك وزوجته سوزان موجودان في الجناح رقم «309» بالمستشفى، وأنه لن يغادرها قبل يومين. ورجحت المصادر احتمالية بقاء مبارك وعدم مغادرة مستشفى شرم الشيخ خلال الفترة المقبلة. وقالت المصادر المحلية لـ«الشرق الأوسط»: «إلى الآن لم يعرف المستشفى التي سوف يتوجه إليها مبارك حال نقله من شرم الشيخ، وأن كل ما قيل حول نقله إلى المركز الطبي العالمي بالإسماعيلية أو مستشفى عسكري داخل القاهرة مجرد تكهنات».

في حين ذكرت مصادر طبية بمستشفي شرم الشيخ الدولي أن الحالة الصحية للرئيس السابق غير مستقرة، وأن حالته النفسية سيئة للغاية بسبب ما يُنشر عنه من اتهامات بالفساد ولنجليه علاء وجمال. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئيس السابق طلب عدم نقله إلى القاهرة، وإن عددا من الأطباء بمستشفى شرم الشيخ طلبوا من المسؤولين بمحافظة جنوب سيناء بقاء الرئيس السابق وعدم نقله، حتى لا تزداد حالته الصحية سوءا».

وكان النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، قد أصدر قرارا، الجمعة الماضي، بنقل مبارك من مستشفى شرم الشيخ الدولي، الذي يرقد به حاليا للعلاج منذ الأربعاء الماضي، إلى أحد المستشفيات العسكرية.

وفي سياق مواز، شغلت شخصية مبارك الأطباء النفسيين، خاصة كيفية مواجهته التداعيات المتلاحقة لثورة «25 يناير»، التي أجبرته على التنحي عن السلطة، بعد أن ظل ممسكا بزمامها طيلة 30 عاما. وأشار الدكتور، أحمد شوقي العقباوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إلى أن حالة مبارك تنطبق على أي شخص ذي سلطة وتُسحب منه، فهو رئيس تحول إلى مواطن عادي، ونزعت منه كل سلطاته وامتيازاته، فبالتأكيد يتسبب هذا في انهيار البنية النفسية للشخص، فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة وأصبحت جزءا من حياة الشخص؛ فالسلطة إدمان مثل المخدر بالضبط، تسبب تغييرا بيولوجيا ونفسيا في داخل الشخص، وقد لا يدرك هذا الإنسان العادي.

وأضاف: «عندما تسحب السلطة من الشخص تظهر لديه أعراض شبيهة بأعراض انسحاب المخدر، يمكننا أن نطلق عليها مجازا (أعراض انسحاب السلطة)، وهي تسبب ارتباكا في الجهاز العصبي والدوري للإنسان، وتحوله إلى شخص قد يتصرف تصرفات غريبة، وفي حالة مساءلته من قبل المحققين، فإن المحقق لا بد أن يكون ذا سمات خاصة، ولابد أن يضع في اعتباره سمات الشخص الذي يقوم بالتحقيق معه، لأن رد فعله غالبا ما سيكون عدوانيا».

ويتابع العقباوي: «بشكل عام مبارك بنيته الجسمانية قوية، على الرغم من عمره، وأرى أن بنيته النفسية بنفس القوة، فهو واجه ضغوطا كبيرة ولم ينهر، ظهر هذا واضحا من خلال خطاباته أيام الثورة».

بينما يرى الدكتور محمد عويضة، أستاذ الطب النفسي بطب الأزهر، أن ما يحدث الآن هو النهاية الطبيعية لمبارك، فبعض الحكام يتوحدون مع السلطة، ولا يتخيلون أن تنفصل عنهم، أما عن الحالة النفسية للشخص فإنها تمر بأربع مراحل؛ الأولى هي «الإنكار»، فهو غير مصدق لفكرة ما حدث، ولا يتخيل حدوثه من الأساس، ويحاول عقله أن يبرر هذا بأي شيء، مثل: عناصر مندسة، خونة، أصابع خارجية. أما المرحلة الثانية فهي «الغضب»، وهذه الحالة ستستمر لفترة أطول لتصوره أنه الحاكم العادل المحبوب من الشعب الذي لا يمكن أن يثور شعبه عليه، وهو حتى لو قدم أشياء جيدة، فإن الجماهير لا تتذكرها الآن لأنه في عالم السياسة الحسنات لا تذهب السيئات.

ويضيف عويضة: «على سبيل المثال هتلر نهض بألمانيا على كل المستويات ورفع كرامة الشعب الألماني في السماء، ولكن ماذا كانت النهاية، ومرحلة الغضب عادة ما تنتهي باكتئاب شديد ويكون هذا بداية المرحلة الثالثة وهي (الإدراك)، فالآن يتم إدراك الحقيقة والواقع ومحاولة التكيف معه، وقد لا يستطيع الشخص التكيف، وأحيانا ينتحر في هذه المرحلة، ولكن هذا مستبعد في حالة الرئيس مبارك، لأنه شخص قوي نفسيا وجسمانيا، ولكن من الممكن أن الاكتئاب يسبب حالة ضعف شديد للجهاز المناعي، فيتسبب في مشكلات صحية كبيرة، قد تصل للسكتة القلبية».

ويتابع عويضة قائلا: «أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة (التقبل)، وهي قد تحدث أو لا تحدث، وفيها يتم القبول بالأمر الواقع والتعايش معه، وسبق حدوث هذا مع الرئيس السابق محمد نجيب على سبيل المثال، فقد تقبل الواقع، وعاش 30 سنة بعد تحديد إقامته».

بينما يشير الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، رئيس قسم الطب النفسي بطب الأزهر، إلى أن هذه الشخصيات التي تمكث في السلطة مدة طويلة يكون لديها اعتبار عال جدا للذات، وربما يصل إلى جنون العظمة ولديهم نرجسية كبيرة، وهذا يؤدي إلى جرح شديد عندما يوضع في موقف محرج أو ضد، مثلما يحدث للرئيس مبارك الآن، ووارد أن يدخل الشخص في حالة اكتئاب شديد مصحوبة بالصدمة، فيعيش فيما يشبه الحلم، لافتا إلى أن حالة الاكتئاب ستجعل الحالة النفسية تتدهور بشدة وتضعف جهاز المناعة.