خبر خطاب بار ايلات 2- يديعوت

الساعة 09:01 ص|17 ابريل 2011

خطاب بار ايلات 2- يديعوت

صباح الخير نتنياهو

بقلم: جادي طؤوب

البالون الجديد المسمى خطاب بار ايلان 2 سيكون، كما ينبغي الافتراض فارغا كسابقه. فنتنياهو غير قادر الا على ادارة سياسة كبح. وهو يعرف كيف يرد ولكن ليس كيف يبادر. خطاب بار ايلان 1 كان خطاب صباح الخير الياهو والقسم الثاني من غير المتوقع أن يكون مغايرا.

وهكذا سنجر على الفور مع الاعلان احادي الجانب للفلسطينيين عنت الاستقلال في ايلول مباشرة الى داخل "التسونامي السياسي" الذي يحذر منه محللنا لشؤون الامن، السيد ايهود باراك.  العالم سيعترف بالدولة الفلسطينية، والاحتلال الاسرائيلي في يهودا والسامرة سيصبح متعذرا. بعد ذلك سيأتي النبذ والعقوبات التي ستجبرنا على الخروج من هناك في النهاية. ولكن فقط في النهاية، بعد أن نخسر في الطريق كل الذخائر السياسية التي يمكننا أن نكسبها.

لو أنه بدلا من فريق ردود مشكل على عجل كانت لنا قيادة سياسية في القدس، لكانت شخصت هنا فرصة لتقسيم البلاد – مصلحة اسرائيلية واضحة – رغم الرفض الفلسطيني للسلام، وفي ظل اعادة بناء مكانتنا وتحسين مواقعنا السياسية. لو كانت لنا قيادة، لكنا نعد الان لهجوم سياسي وليس خندقا للاختباء  فيه.

مثلا، كنا سنشمر عن اكمامنا ونسعى لان نضمن بان الدولة التي سيعترف بها كفلسطين ستكون في حدود 67 مع التعديلات المطلوبة لنا من خلال تبادل الاراضي. إذ ان هناك قوى في الجانب الفلسطيني تسعى الى ابقاء مسألة الحدود مفتوحة، ويرون في الاعلان مجرد خطوة واحدة في الطريق لتصفية اسرائيل. على اسرائيل أن تحرص على ان تكون الحدود معترف بها، دولية ونهائية، فتضمن بذلك وجود دولة يهودية وديمقراطية داخل الخط الاخضر على مدى الاجيال.

لقد كان بوسع اسرائيل، لو اخذت زمام المبادرة، ان تعمل على ازالة المطلب الذي يسميه الفلسطينيون "حق العودة" رغم أنه لا يوجد حق عودة للاجئين في القانون الدولي – عن جدول الاعمال الدولي. مطلب العودة هو عنصر آخر في الخطاب الفلسطيني يقوض مبدأ التقسيم، وفي واقع الامر يتطلع الى اغلبية فلسطينية على جانبي الحدود. وخلافا للدعاية التي دارت حول الوثائق الفلسطينية التي سربت لادارة ويكيليكس، فان القيادة الفلسطينية لم تتنازل في أي مرحلة من مراحل المفاوضات عن مطلب عودة اللاجئين الى داخل اسرائيل. كان بوسعنا أن نستغل الفرصة كي ننزع شوكة هذا المطلب. كما أن الترتيبات الامنية بضمانة دولية كان يمكننا أن نحققها.

كان يمكننا ان نفعل كل هذا، لو أنه بدلا من رد الفعل الشرقي ضد الخطوة الفلسطينية كنا اشترطنا اعترافنا بفلسطين التي على الطريق، وتعاوننا في اقامتها عمليا، بضمان المصالح الاساسية لاسرائيل. غير انه بدلا من كل هذا يواصل نتنياهو، رجل الامس، الحديث عن اعتراف فلسطيني بدولة يهودية كشرط لخروج كل اسرائيلي من خندق الرفض. وفيما أن المطلب ذاته مبرر، كما هو مبرر الطلب بان تعترف اسرائيل بالدولة التي ستقوم الى جانبها كدولة القومية الفلسطينية. معنى الامر ان اسرائيل لم تحاول أن تخلق هناك اغلبية يهودية من خلال الاستيطان، مثلما معنى طلب نتنياهو هو أن يدع الفلسطينيون مطلب العودة.

ولكن نتنياهو، الذي القى خطاب بار ايلان 1 بتأخير عقدين، يوشك على أن يلقي خطاب بار ايلان 2 بتأخير عقد. في طلبه قد يكون هناك معنى ما في اواخر ايام اوسلو، عندما كان لا يزال على جدول الاعمال اتفاق سلام. ولكن الان على جدول الاعمال تقسيم بدون سلام، وعرض شروط لاتفاق سلام ليس ذا صلة. في هذا الوضع فان ما تريده اسرائيل ينبغي ان تطالبه من الاسرة الدولية، وليس من الفلسطينيين. موقف نتنياهو نهايته ان يجلبنا الى خط الاعلان عن الاستقلال الفلسطيني مع صرخات تدعي الحق ولكن بدون أي ذخائر سياسية.