خبر محطات هامة في حياة الشهيد « أبو جهاد »

الساعة 03:54 م|16 ابريل 2011

محطات هامة في حياة الشهيد "أبو جهاد"

فلسطين اليوم-وكالات

يحيي الفلسطينيون اليوم السبت, في محافظات الوطن، الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد القائد خليل الوزير "أبو جهاد" التي توافق 16 نيسان/ ابريل.

واستذكرت حركة فتح في بيان صحفي تاريخ ودور "أبو جهاد" والمحطات النضالية الهامة التي مثلها عبر رحلة نضاله التي كرس فيها حياته لقضية شعبنا والنضال في سبيل حريته.

وأشارت إلى بصماته الواضحة عبر مسيرة النضال الفلسطيني منذ انطلاقة حركة فتح التي كان أحد مؤسسيها والثورة الفلسطينية التي كان أبرز قادتها، وقاد العمل العسكري داخل الوطن المحتل.

وأشرف أبو جهاد شخصيا على تخطيط وتنفيذ أبرز العمليات النوعية الخاصة التي أنزلت بالاحتلال خسائر جسيمة، إضافة لمشاركته في قيادة معارك الدفاع عن القضية الفلسطينية والشعب والثورة في جنوب لبنان والبقاع ومخيمات شعبنا في لبنان.

النشأة

ولد "ابو جهاد" في مدينة الرملة، في 10 تشرين أول/ أكتوبر عام 1935، ولجأ مع أهله بعد النكبة إلى غزة وأكمل دراسته الثانوية، وكرس نفسه للعمل الفلسطيني المسلح ضد الاحتلال انطلاقا من غزة.

والتحق "أبو جهاد" بجامعة الإسكندرية دون أن يتمكن من إتمام تعليمه لاضطراره للعمل مدرسا في السعودية عام (1957) وفي الكويت في الفترة بين  (1958ـ1963).

وخلال وجوده في الكويت تعرف على الرئيس الراحل ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح وإطلاقها عام 1965، وساهم في توطيد العلاقة مع الكثير من حركات التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، وأقام كذلك علاقات قوية مع كثير من سفارات الدول العربية والاشتراكية.

وعاد "أبو جهاد" إلى سوريا ليشرف على قوات العاصفة هناك ثم إلى الأردن فأصبح مسؤول القطاع الغربي (الأرض المحتلة)، وحرص على تشكيل المجموعات الفدائية وتدريبها وتمويلها وتوجيه عملياتها.

وكان له الدور القيادي خلال غزو الاحتلال للبنان عام 1982، في معركة الصمود في بيروت التي استمرت 88 يوما. وفي أيلول عام 1982 غادر بيروت مع الرئيس عرفات، وتوجه إلى تونس ليواصل المعركة.

وفي عام 1984 توجه إلى عمان ورأس الجانب الفلسطيني وفي اللجنة المشتركة الأردنية-الفلسطينية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة، حتى اندلعت الانتفاضة وأصبح مهندسها الأول.

وشغل الوزير مواقع قيادية هامة منها: عضوا للجنة المركزية لحركة "فتح" منذ تأسيسها ونائبا للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، ومسؤولا للقطاع الغربي، وعضوا في اللجنة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، والمجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

 

الاستشهاد

وفجر السادس عشر من نيسان/ ابريل عام 1988، وصلت فرق "كوماندوس" الاحتلال بالزوارق المطاطية إلى شاطئ تونس، وتم إنزال 20 عنصرا مدربين من قوات وحدة "سييريت ماتكال" من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة، لتنفيذ مهمة اغتيال "أبو جهاد" على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة.

وبعد عودة "أبو جهاد" إلى منزله من اجتماعاته مع القيادات الفلسطينية، بدأ التنفيذ وإنزال الوحدة من كل مكان بسيارات أجرة، وبعد نزول أفرادها إلى الشاطئ بساعة تم توجيههم بثلاث سيارات أجرة تابعة ل"موساد" الاحتلال إلى منزل الشهيد الذي يبعد خمسة كيلو مترات عن نقطة النزول.

وعند وصولهم إلى المنزل الكائن في شارع (سيدي بو سعيد) انفصلت الوحدة إلى أربع خلايا، وقدر عدد المجندين لتنفيذ العملية بمئات جنود الاحتلال، وقد زودت هذه الخلايا بأحدث الأجهزة والوسائل للاغتيال.

وفي الساعة الثانية فجرا، اقتحمت إحدى الخلايا البيت وقتلت الحارس الثاني "نبيه سليمان قريشان" وتقدمت أخرى مسرعة لغرفة الشهيد "أبو جهاد"، فسمع الأخير ضجة بالمنزل بعد أن كان يكتب كلماته الأخيرة على ورق كعادته ويوجهها لقادة الانتفاضة للتنفيذ.

وكانت آخر كلمة خطتها يده هي (لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة)، ورفع مسدسه وذهب ليرى ما يجري- كما روت زوجته-، وإذا بسبعين رصاصة تخترق جسده ويصبح في لحظات في عداد الشهداء ليتوج أميرا لشهداء فلسطين.

ودفن "ابو جهاد" في العشرين من نيسان 1988 في دمشق، في مسيرة حاشدة غصت بها شوارع دمشق وحدها بأكثر من نصف مليون شخص بينما لم يمنع حظر التجول الذي فرضه الاحتلال جماهير الأراضي الفلسطينية المحتلة من تنظيم المسيرات الرمزية وفاء للشهيد الذي اغتيل وهو يتابع ملف الانتفاضة حتى الرمق الأخير.