خبر الأسيرة المحررة الشويكي تروي بشاعة السجان مع الأسيرات الفلسطينيات

الساعة 10:11 ص|16 ابريل 2011

الأسيرة المحررة الشويكي تروي بشاعة السجان مع الأسيرات الفلسطينيات

فلسطين اليوم _ الخليل (خاص)

قد لا ترى المشهد وتسمع به وكأن أمرا لم يحدث , ولكن أن تسمع ممن كان هو القضية والحدث فهذا أمر مغاير , فرغم أنفك تبكي وكأنك تعيش الحدث في اللحظة , وما يبكي ويشجي القلب كثير .

 

الأسيرة المحررة نفين الشويكي إحدى حرائر فلسطين  , تحملت ظلم العدو مرات , ,فقبل اعتقالها قامت قوات الاحتلال بتصفية زوجها الشهيد المجاهد ذياب شويكي ( أبو يوسف ) قائد سرايا القدس بمدينة الخليل , وعادوا ليعتقلوها بعد تسعة أيام من استشهاده .

 

ترى الوفاء والصدق ما بين السطور , حين استهلت الأسيرة المحررة الشويكي حديثها بالقول " أنا زوجة الشهيد ذياب شويكي " وكأنها أرادت أن تذكرنا بعلم لا يمكن لخليل الرحمن أن تنساه ولو للحظة واحدة فذكراه في كل بيت من مدينة الخليل .

 

 ووصفت الأسيرة المحررة الشويكي ليلة اعتقالها لمراسل " فلسطين اليوم " قائلة :"حوالي الساعة الثانية  بعد منتصف الليل وفي ساعات الفجر الأول من شهر رمضان 4 112003 حاصرت قوات الاحتلال المنزل بعدة آليات عسكرية إضافة إلى سيارة إسعاف تتبع للجيش الإسرائيلي وطلبوا عبر مكبر الصوت أن يخرج كل من في المنزل و يحملون البطاقات الشخصية  , خرجت أمي وأختي وبقيت أنا , طلبوا مني الوقوف رافعة اليدين مع عدم إبداء أية حركة وقد هددوني بإطلاق النار , فلم يمضي على استشهاد زوجي تسع أيام علما أنه أستشهد في 2592003 م " .

 

 وأضافت الشويكي :"أعادوني إلى المنزل بعد تفتيشه وقلبه رأسا على عقب , إلى غرفتي وخضعت لتفتيش مهين من قبل مجندة , ثم اقتادوني إلى منطقة مجهولة وأنا معصوبة العينين , ومقيدة اليدين والأرجل , ثم أنزلوني إلى مكان ما , وقام جندي ويدعي انه طبيب بسؤالي إن كنت حاملا أو أعاني من أية أمراض , ومن ثم توجهوا بي  إلى  مركز توقيف عصيون , وهناك بقيت مقيدة ومعصوبة العينين ثم أجلسوني على كرسي مكسور في العراء حتى الصباح .

 

 

 أما عن مرحلة التحقيق فقالت الشويكي :" بدأت مرحلة التحقيق ,الإذلال والتحقير , والشتائم  , كانوا خمسة محققين , منهم من استخدم أسلوب الصديق الذي يريد مساعدتي ومنهم من كان قاس وعنيف وهددني بالضرب وهدم المنزل وتعريض إخوتي داخل الأسر للتعذيب علما أنهم اعتقلوا  والدي  والأخوة عبد القادر ولؤي , وغير ذلك من الأساليب النفسية فقد اسمعوني أصوات شباب معتقلين يصرخون بأصوات مرتفعة .

 

وأردفت الشويكي قائلة :" بعد أيام نقلوني إلى سجن الرملة نفي ترتسيا وأمضيت يوم الجمعة والسبت فيه , وصبيحة يوم الأحد نقلوني إلى مركز توقيف وتحقيق عسقلان وهناك بدأت المأساة وأشد ألوان التحقيق من شتائم وزنازين وصراخ , حرمت من النوم وكنت أفطر على ماء وعلبة لبن ".

 

أما التهم التي وجهت للأسيرة المحررة الشويكي فكانت إحداها الاتصال عبر الانترنت بقيادة الجهاد الإسلامي في سوريا , وتجنيد استشهاديين كان قد عكف الشهيد على تدريبهما , المتاجرة بالسلاح  , والانتماء لحركة معادية  ,و المسؤولية عن عملية إطلاق نار على مستعمرة أوقعت قتيلا عقب استشهاد دياب بيوم واحد  , تشكيل خطورة على امن إسرائيل .

 

وعن أوضاع الأسيرات داخل سجون الاحتلال فأكد الشويكي أن معاملة السجان للأسيرات قاسية وسيئة للغاية موضحة أنهم كانوا في ابسط الأمور يقومون بمعاقبة الأسيرات  , إما  بالمنع من الكانتينا أو بحرمان الزيارة للأهالي أو العزل الانفرادي .

 

وذكرت الشويكي أنها شاركت في الإضراب مع الأسيرات عن الطعام الذي استمر لمدة 12 يوم .

 

وأوضحت الشويكي أن هناك  عدد من الأسيرات  التي أنجبن داخل السجون وكن مقيدات أثناء الولادة في المستشفى  وهن : "مرفت طه وابنها وائل من القدس ,منال غانم وابنها نور ,

ومن غزة سمر الصبيح وابنها براء " .

 

 ووصفت الشويكي غرف السجن حيث رطوبة عالية جدا , وكذلك العفن والنوافذ مغلقة بالحديد  , الصراصير في كل مكان إضافة إلى الفئران في الحمامات والساحة  , الحمام داخل الغرفة بلا باب وإنما يتم وضع ستارة , نظام التفتيش مهين للغرف والأجساد , وكذلك العدد الذي يقومون به  و بشكل يومي يزيد عن  4 مرات .

 

وتمنت الشويكي خلال حديثها  أن أرى بأم عيني الأسيرات والأسرى خارج السجن وكما أتمنى أن يدرك الجميع معاناة الأسرى والأوضاع التي يعيشون  والعمل على تحريرهم بكل الوسائل المتاحة .