الأسيرة المحررة الشويكي تروي بشاعة السجان مع الأسيرات الفلسطينيات
فلسطين اليوم _ الخليل (خاص)
قد لا ترى المشهد وتسمع به وكأن أمرا لم يحدث , ولكن أن تسمع ممن كان هو القضية والحدث فهذا أمر مغاير , فرغم أنفك تبكي وكأنك تعيش الحدث في اللحظة , وما يبكي ويشجي القلب كثير .
الأسيرة المحررة نفين الشويكي إحدى حرائر فلسطين , تحملت ظلم العدو مرات , ,فقبل اعتقالها قامت قوات الاحتلال بتصفية زوجها الشهيد المجاهد ذياب شويكي ( أبو يوسف ) قائد سرايا القدس بمدينة الخليل , وعادوا ليعتقلوها بعد تسعة أيام من استشهاده .
ترى الوفاء والصدق ما بين السطور , حين استهلت الأسيرة المحررة الشويكي حديثها بالقول " أنا زوجة الشهيد ذياب شويكي " وكأنها أرادت أن تذكرنا بعلم لا يمكن لخليل الرحمن أن تنساه ولو للحظة واحدة فذكراه في كل بيت من مدينة الخليل .
ووصفت الأسيرة المحررة الشويكي ليلة اعتقالها لمراسل " فلسطين اليوم " قائلة :"حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل وفي ساعات الفجر الأول من شهر رمضان 4 112003 حاصرت قوات الاحتلال المنزل بعدة آليات عسكرية إضافة إلى سيارة إسعاف تتبع للجيش الإسرائيلي وطلبوا عبر مكبر الصوت أن يخرج كل من في المنزل و يحملون البطاقات الشخصية , خرجت أمي وأختي وبقيت أنا , طلبوا مني الوقوف رافعة اليدين مع عدم إبداء أية حركة وقد هددوني بإطلاق النار , فلم يمضي على استشهاد زوجي تسع أيام علما أنه أستشهد في 2592003 م " .
وأضافت الشويكي :"أعادوني إلى المنزل بعد تفتيشه وقلبه رأسا على عقب , إلى غرفتي وخضعت لتفتيش مهين من قبل مجندة , ثم اقتادوني إلى منطقة مجهولة وأنا معصوبة العينين , ومقيدة اليدين والأرجل , ثم أنزلوني إلى مكان ما , وقام جندي ويدعي انه طبيب بسؤالي إن كنت حاملا أو أعاني من أية أمراض , ومن ثم توجهوا بي إلى مركز توقيف عصيون , وهناك بقيت مقيدة ومعصوبة العينين ثم أجلسوني على كرسي مكسور في العراء حتى الصباح .
أما عن مرحلة التحقيق فقالت الشويكي :" بدأت مرحلة التحقيق ,الإذلال والتحقير , والشتائم , كانوا خمسة محققين , منهم من استخدم أسلوب الصديق الذي يريد مساعدتي ومنهم من كان قاس وعنيف وهددني بالضرب وهدم المنزل وتعريض إخوتي داخل الأسر للتعذيب علما أنهم اعتقلوا والدي والأخوة عبد القادر ولؤي , وغير ذلك من الأساليب النفسية فقد اسمعوني أصوات شباب معتقلين يصرخون بأصوات مرتفعة .
وأردفت الشويكي قائلة :" بعد أيام نقلوني إلى سجن الرملة نفي ترتسيا وأمضيت يوم الجمعة والسبت فيه , وصبيحة يوم الأحد نقلوني إلى مركز توقيف وتحقيق عسقلان وهناك بدأت المأساة وأشد ألوان التحقيق من شتائم وزنازين وصراخ , حرمت من النوم وكنت أفطر على ماء وعلبة لبن ".
أما التهم التي وجهت للأسيرة المحررة الشويكي فكانت إحداها الاتصال عبر الانترنت بقيادة الجهاد الإسلامي في سوريا , وتجنيد استشهاديين كان قد عكف الشهيد على تدريبهما , المتاجرة بالسلاح , والانتماء لحركة معادية ,و المسؤولية عن عملية إطلاق نار على مستعمرة أوقعت قتيلا عقب استشهاد دياب بيوم واحد , تشكيل خطورة على امن إسرائيل .
وعن أوضاع الأسيرات داخل سجون الاحتلال فأكد الشويكي أن معاملة السجان للأسيرات قاسية وسيئة للغاية موضحة أنهم كانوا في ابسط الأمور يقومون بمعاقبة الأسيرات , إما بالمنع من الكانتينا أو بحرمان الزيارة للأهالي أو العزل الانفرادي .
وذكرت الشويكي أنها شاركت في الإضراب مع الأسيرات عن الطعام الذي استمر لمدة 12 يوم .
وأوضحت الشويكي أن هناك عدد من الأسيرات التي أنجبن داخل السجون وكن مقيدات أثناء الولادة في المستشفى وهن : "مرفت طه وابنها وائل من القدس ,منال غانم وابنها نور ,
ومن غزة سمر الصبيح وابنها براء " .
ووصفت الشويكي غرف السجن حيث رطوبة عالية جدا , وكذلك العفن والنوافذ مغلقة بالحديد , الصراصير في كل مكان إضافة إلى الفئران في الحمامات والساحة , الحمام داخل الغرفة بلا باب وإنما يتم وضع ستارة , نظام التفتيش مهين للغرف والأجساد , وكذلك العدد الذي يقومون به و بشكل يومي يزيد عن 4 مرات .
وتمنت الشويكي خلال حديثها أن أرى بأم عيني الأسيرات والأسرى خارج السجن وكما أتمنى أن يدرك الجميع معاناة الأسرى والأوضاع التي يعيشون والعمل على تحريرهم بكل الوسائل المتاحة .