خبر الاستيطان وضرورة وحدة فلسطين.. عدنان السيد

الساعة 07:26 ص|15 ابريل 2011

في الوقت الذي يسود الارتباك أوساط الحكومة “الإسرائيلية” بفعل الثورات العربية، والتغيير الحاصل في مصر وتونس، والذي قد يحصل في بلدان أخرى، قررت هذه الحكومة زيادة الحجم الاستيطاني في القدس الشرقية بما يقارب ألف وحدة سكنية، ناهيك عن الاستيطان المستمر في جوار القدس، من جبل أبو غنيم إلى مواقع أخرى .

الغريب أن السلطة الفلسطينية وحركة حماس لم تصلا بعد إلى اتفاق تاريخي ينهي حالة التشرذم، ويوحد الإرادة الفلسطينية الوطنية في التعامل مع الاستحقاقات القادمة، بما فيها قضية توسيع الاستيطان في الضفة الغربية .

الشعب الفلسطيني تصرّف بعفوية عندما طالب بالوحدة الوطنية، وإحياء منظمة التحرير الفلسطينية في إطار تنظيمي جديد، وإعادة تقويم العملية السلمية في الشرق الأوسط منذ مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991 وحتى الآن . فهل يُعقل أن يبقى الانقسام الوطني قائماً فيما يستعيد المصريون والتونسيون وحدتهم الوطنية تمهيداً لتأسيس نظام سياسي جديد يحاكي آمال الشعب وأهدافه بعيداً من الاستبداد والفساد؟

اجتاحت آثار الثورتين المصرية والتونسية مجمل بلاد العرب، وأحدثت مفاعيل مدوّية قد تبدّل أنظمة سياسية وحكومات قائمة، وتفتح آفاقاً جديدة للتغيير لم تكن مألوفة سابقاً . وهناك جيل من شباب العرب آل على نفسه مكافحة الاستبداد والفساد مهما غلت التضحيات . فكيف يتخلف الفلسطينيون عن هذا الركب وهم المعنيون بالتحرير قبل غيرهم من شعوب العرب؟ وكيف يمكن القفز فوق المعطيات القائمة التي تشغل العالم؟

من المتوقع أن يتخلى الفلسطينيون عن الروتين التقليدي الذي ساد في العقدين الماضيين، ويتجهون نحو إعادة صوغ مشروع جديد للعمل الوطني، واستكمال البرنامج التحرري. وبقدر ما تستقر أوضاع مصر تحديداً، بقدر ما ينجح الفلسطينيون في الانتقال إلى حالة جديدة.

بالطبع، سيعمد "الإسرائيليون" إلى إفشال هذا التوجّه بالتركيز على الخلافات الداخلية بين الفلسطينيين، ريثما ينجلي الغبار في الشرق الأوسط، وتهدأ عواصم العرب . سيركزون على استئناف الاستيطان بطريقة مكثّفة، دون الالتفات إلى ردود فعل دولية بعيدة لم تنجح حتى الآن في إدانة الاستيطان داخل مجلس الأمن الدولي .

في حمأة هذه الحوادث وتداعياتها، ثمة مجموعة أسئلة مطروحة أمام الفلسطينيين:

1- ما الجدوى من تجميد الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع، طالما أن مرحلة التغيير بدأت من الباب الواسع في الوطن العربي؟

2- ما قيمة المناوشات العسكرية على حدود قطاع غزة، والتفجيرات في القدس والضفة الغربية، قبل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والاتفاق على استراتيجية جديدة؟

3- هل من الحكمة تحميل السلطة المصرية المؤقتة مسؤوليات أمنية كبيرة في غزة وعلى حدودها، قبل توفير حد أدنى من استقرار السلطة في القاهرة؟

4- ما هو التصور حيال أدوار القوى الدولية داخل الأمم المتحدة وخارجها، في ظل تلاحق المتغيرات الإقليمية في الشرق الأوسط؟

5- ما الخطاب الفلسطيني الناجع تجاه الإدارة الأمريكية التي تستعد لخوض غمار التحضير لانتخابات رئاسية مقبلة؟

هذه الأسئلة وغيرها، لا تسقط أهمية استمرار أعمال المقاومة، وخاصة مقاومة الاستيطان، إنما بخطى مدروسة بعيدة من الارتجال والانفعال والانقسام الداخلي الفلسطيني . إن التنازل المطلوب في هذه المرحلة هو لصالح فلسطين وقضيتها، مهما بدا كبيراً أو مجحفاً بدور طرف فلسطيني من الطرفين المتنازعين .