خبر في فلسطين..رجال يعانون الألم مرتين

الساعة 10:57 ص|14 ابريل 2011

في فلسطين..رجال يعانون الألم مرتين

فلسطين اليوم– غزة (خاص)

هناك في الأماكن المغلقة وسط الظلام الدامس، يقبعون رجال عِظام يضحون بأرواحهم فداءً للوطن، يتركون خلفهم نساء وأطفال وأمهات يبكون دماً على فراقهم، يعانون بطش السجان الصهيوني، وآلام المرض التي تلازمهم في زنازين الظلم.

 

الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الصهيوني، جانب آخر من الظلم والاستبداد، أعدادهم تتزايد، ومعاناتهم تتفاقم، لا صوتاً يساندهم من بين الأصوات التي تعلو وسط الانقسام الفلسطيني، ولم يتبق لهم سوى ذكريات أيام مضت بعيدة عن الأحباب والرفاق والأصحاب.

 

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تفتح ملف الأسرى المرضى، حيث ارتفعت أعدادهم داخل سجون الاحتلال الصهيوني والتي تقدر بـ1500 أسير وأسيرة، وباتت قضيتهم مقلقة للغاية،

خاصةً أن خطر الموت يحدق بالمئات من الأسرى جراء المماطلة الإسرائيلية في تقديم العلاجات اللازمة لهم وإجراء العمليات الجراحية الضرورية.

 

وقد أكد عبد الناصر فروانة الباحث والمختص في شؤون الأسرى في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية ، أن وضع الأسرى المرضى والجرحى الرازحين في السجون الصهيونية من أكثر القضايا إلحاحاً في ظل معاناة كبيرة وقاسية يواجهونها، تتمثل بسياسة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم وعدم تقديم العلاج المناسب لهم.

 

وقد اعتقل العديد من الجرحى والمصابين برصاص الاحتلال ضمن حملات الاعتقال الواسعة والمكثفة التي نفذتها وتنفذها سلطات الاحتلال، وكثيراً ما اختطف جرحى من سيارات الإسعاف ومن المستشفيات.

 

وأضاف إن العديد من الأسرى المرضى والجرحى بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية وعناية صحية مكثفة، وهناك العديد من الأسرى مصابين بأمراض صعبة كالسرطان والقلب وأمراض الرئة والكلى وأمراض العمود الفقري، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية ومنهم عدد فقد الذاكرة  وعدد كبير من الجرحى مصابين بالشلل ومبتورة أياديهم أو إقدامهم.

 

وقال:"إن العلاج الذي يقدم للأسرى المرضى لا يذكر، حيث لا يتعدى الأدوية المسكنة فقط وحبوب الأكامول ناهيك عن عدم توفر أطباء أخصائيين داخل عيادات السجون الأسرى".

 

وبين، أن إدارة السجون تماطل في نقل المرضى إلى المستشفيات مما يزيد من تفاقم أوضاعهم الصحية، مع العلم أن العديد منهم بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية طارئة، مستعرضاً قصة الأسير أكرم عبد العزيز منصور الملقب "بالوحش" الذي يقضي في سجون الاحتلال حكماً مدته 33 عاماً ومصاباً بورم في الرأس وحالته الصحية تتدهور يوم تلو الأخر .

 

وأشار إلى قرار منظمة الصحة العالمية التي أتخذ في مايو/ أيار في العام السابق الذي ينص على إشراف وفد طبي مختص لحالة الأسرى في السجون ومراقبة كيفية تعامل إدارة السجون مع الأسرى ولكن هذا القرار  بقي حبر على ورق ولم ينفذ إلى الآن .

 

وفي إحصائية لفروانة، فقد تبين أن ما يقارب من ستة آلاف أسير لا يزالون قابعين في سجون ومعتقلات الاحتلال، بينهم عشرات الأسرى العرب من جنسيات مختلفة، ومن بين هؤلاء 820 أسيرًا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة منهم 5 أسيرات هن: أحلام التميمي، قاهرة السعدي، دعاء الجيوسي، آمنة منى، سناء شحادة، وتعتبر الأسيرة أحلام التميمي الأعلى حكمًا في تاريخ الحركة النسوية الأسيرة، حيث تقضي حكما بالسجن المؤبد 16 مرة، وهي معتقلة منذ قرابة عشر سنوات.

 

وأوضح فراونة أن من بين العدد الإجمالي للأسرى يوجد 37 أسيرة، و245 طفلاً يشكلون ما نسبته 4.1 % من إجمالي عدد الأسرى، فيما يوجد المئات من الأسرى اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا مرحلة الطفولة وهم في السجن ولا يزالون، و180 معتقلاً إداريًا، و12نائبًا، وعدد من القيادات السياسية.

 

وذكر، أن هؤلاء الأسرى موزعون على قرابة 17 سجنًا ومعتقلاً ومركز توقيف، أبرزها نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة، الرملة، الدامون، هشارون، هداريم، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو غيرها من السجون.