خبر الارتجال بدلا من الخطة -هآرتس

الساعة 11:02 ص|13 ابريل 2011

الارتجال بدلا من الخطة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ببطء شديد يتحدث رئيس الوزراء عن الامكانية – التي يصفها كخطر – في أن تعترف دول العالم في ايلول بدولة فلسطينية مستقلة. يمكن الاختلاف حول مجرد الفهم، الذي يقول ان اعترافا دوليا كهذا واقامة دولة فلسطينية هما تهديد على اسرائيل؛ ولا سيما عندما يأتي الخطر الفوري من غزة او من لبنان، والنووي الايراني يتقرر كتهديد وجودي. ولكن لا خلاف في أن الخطوات التي يقترحها بنيامين نتنياهو "لصد" تدويل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، أي الانسحاب الجزئي احادي الجانب، او المبادرة الى مؤتمر دولي لاستئناف المفاوضات، هي في افضل الاحوال خطوة غير كافية، وفي اسوأ الاحوال مسرحية اعلامية اخرى.

       ظاهرا، مجرد الاستعداد للانسحاب من مناطق ليس فيها مستوطنات هو خطوة في الاتجاه السليم، ويجب الترحيب بكل تقليص، مهما كان صغيرا، لمدى الاحتلال الاسرائيلي. ولكن في ظل غياب خطة شاملة، تصمم التسوية النهائية، حدود دولة اسرائيل وفلسطين، مستقبل المستوطنين والمستوطنات، وبالاساس الترتيبات الامنية، ستصبح هذه الخطوة يافطة اعلانات عديمة المضمون. تختبىء خلفها النية لتقديم اسرائيل في صورة المستعدة لتنازلات غير ذات بال ومحاولة لالقاء تبعة فشل المسيرة على الفلسطينيين.

        خطة نتنياهو تستند الى الافتراض بان احتمال استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين متدن جدا، وبالتالي على الجبهة الاسرائيلية أن تنتقل الى الساحة الدولية. ولكن اذا كان رئيس الوزراء يريد أن يعرض حواجز حقيقية في وجه خطر الاعتراف الدولي بالفلسطينيين، او بذل جهد اضافي لاستئناف المفاوضات – فهو يعرف الشروط جيدا: تجميد البناء في المستوطنات، ارجاء مخططات البناء في المناطق وتفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية.

       لما كان نتنياهو رفض هذه الشروط فمن الصعب أن نتوقع بان يكون بوسع الاعلان عن انسحاب جزئي ان يصد حملة الاعتراف بفلسطين. مثل هذه الخطوة لا يمكنها أن تحل محل المفاوضات الجوهرية، ولا يمكنها أن تلقى القبول من الفلسطينيين أو من دول العالم كخطوة اختراقية.

       بدلا منها يجدر برئيس الوزراء ان يبدأ بالاستعداد للمفاوضات مع الدولة الفلسطينية التي سيعترف بها في ايلول.