خبر ايجاد مبادرة السلام الصحيحة..إسرائيل اليوم

الساعة 03:59 م|12 ابريل 2011

بقلم: زلمان شوفال

روبرت كابلن من المركز الامريكي الجديد للامن كتب الاسبوع الماضي انه "في الشرق الاوسط، حين تتفك السلطة الفلسطينية، لا  تكون النتيجة هي الديمقراطية بل الفوضى". زعامة اسرائيلية مسؤولة لا بد لا يتعين عليها في هذه الظروف ان تتسرع فتتحلل من ذخائرها (او من اوراق مساومتها) فقط كي ترضي من يطالبها بـ "المبادرات" وفورا!

        العجيب هو أن أناسا مجربين في المفاوضات لا يفهمون بان حدود تنازلات طرف ما هو دوما تقريبا نقطة انطلاق لمطالب اضافية للطرف الاخر. لدى العرب اصبحت هذه عدة: في كل مرة تعرض فيه اسرائيل اقتراحات بعيدة الاثر – يتطرفون في موقفهم. في هذه الاثناء، على أي حال، يرفض الفلسطينيون ادارة مفاوضات واسبابهم معهم: فهم يتوقعون ان تعطيهم الامم المتحدة، الاوروبيون (وربما الولايات المتحدة ايضا) مبتغاهم دون حاجة الى تنازلات من جانبهم، وان لم يكن ذلك، فربما يفعل ضغط داخلي في اسرائيل، كذاك الذي تمارسه "المبادرة" الجديدة للسلام.

        ما يحرك معظمهم هو الخوف من أنه اذا لم تسارع اسرائيل الى صنع السلام مع الفلسطينيين – حتى بثمن التنازل شبه التام عن معظم مواقفها الامنية والسياسية – فانها ستجد نفسها في عزلة. وفي صالحهم يقال انه خلافا لـ "مبادرات" سابقة، على الاقل ليس في اقتراحاتهم ثغرة لـ "حق العودة" لـ "اللاجئين". من جهة اخرى لا يوجد ايضا أي تطرق لمواضيع حيوية مثل تجريد الدولة الفلسطينية، منع اتفاقات عسكرية مع دول اخرى، السيطرة على المجال الجوي، الحاجة الى سيطرة اسرائيلية في غور الاردن وما شابه. كما ان حكم حماس في غزة لا يذكر، وبالاحرى لا يوجد ايضا أي تناول لما هو شبه يقين في أن انه اذا قبلت اقتراحاتهم، فسنجد حيالنا في المستقبل السيد الايراني نفسه.

        مجرد تناول الخط الاخضر كحدود معناه ان ابقاء الكتل الاستيطانية الكبرى بيد اسرائيل سيعتبر تنازلا فلسطينيا وليس أمرا يوجد خارج كل جدال. اما القول ان الاحياء العربية في القدس ستكون في السيادة الفلسطينية فمعناه، ضمن امور اخرى، ان الطريق الى "هداسا" والجامعة العربية في جبل المشارف وقبور اليهود في جبل الزيتون سيكون تحت اشراف فلسطيني. بالمناسبة، "خطة السلام العربية" من العام 2002 التي يريد اعضاء المجموعة أن تتبناها اسرائيل ليست على الاطلاق خطة سلام بل املاء على اسرائيل في صيغة "مقدسة".

        أحد المتحدثين بلسان المجموعة علل حماسته في أن السعودية لن تعقد صفقات مع اسرائيل طالما لم تصنع هذه السلام مع الفلسطينيين. ولكن يتبين مرة اخرى، بما في ذلك في حديث الملك عبدالله مع وزير الدفاع الامريكي غيتس، بان القيادة السعودية قلقة من ايران، من ثورة الاقلية الشيعية الكبيرة في السعودية نفسها ومن اهتزاز الحكم في الاردن. القضية الفلسطينية لا تظهر ضمن المواضيع التي تشغل بالها. كما أن الثوار والمتظاهرين في مصر، في ليبيا، في اليمن وفي سوريا لا يشغل الموضوع الفلسطيني بالهم على نحو خاص. "هذا من شأنه ان يتغير في المستقبل، اذا ما وعندما استولى المذكورون اعلاه على الحكم"، كما يحذرون. بالفعل. ولكن هل الاتفاقات والترتيبات المختلفة التي ستتم الان مع ابو مازن و/او الحكام الذين تترنح كراسي بعضهم ستكون لها في حينه أي قيمة كانت؟

        رئيس الوزراء ينكب على اعداد اقتراحات وأفكار ملموسة تلقى اوباما، على لسان الرئيس بيرس، والمستشارة ماركيل، من نتنياهو نفسه، تفاصيل أولية عنها. "مبادرات سلام" خاصة وهاذية ليست بالتأكيد السبيل الى تقدم المصلحة الاسرائيلية، بما فيها السلام.