خبر من غزة حتى غزة..يديعوت

الساعة 03:15 م|11 ابريل 2011

بقلم: افرايم هليفي

حكومة اسرائيل بادرت الى حملة "الرصاص المصبوب" قبل سنتين وربع السنة، كي "ترفع التهديد من قطاع غزة على بلدات الجنوب". ولكن، حسب أحداث الاسبوع الماضي، فان بلدات الجنوب مهددة مرة اخرى – بالضبط مثلما كانت في نهاية 2008 بل وأكثر.

        من تابع تصريحات الشخصيات المركزية في الحكومة في تلك الايام فهم انه في القيادة السياسية انقسمت في حينه الآراء حول الترجمة العملياتية للتعليمات التي صدرت للجيش الاسرائيلي والخلاف الحاد الذي احتدم كلما مرت الايام. ومن منشورات "ويكيليكس" يتبين ان قائد المنطقة الجنوبية، الذي أدار المعركة، شعر بأنه لم تكن للحكومة سياسة واضحة تجاه حماس – لا في المدى القصير ولا في المدى البعيد ايضا.

        جملة تصريحات الايام الاخيرة تشير الى انه الآن ايضا، بعد تغيير الحكومة، لا توجد سياسة واضحة تجاه القطاع، ومن المهم التحذير بأن الخروج الى معركة دون تحديد سياسة واضحة من شأنه ان يؤدي الى نتيجة مشابهة، بالضبط مثلما نشهد نحن اليوم.

        بالتأكيد ينبغي أن نضرب مهاجمي باص الاطفال بقوة، وبالتأكيد ينبغي كي وعي هذه الحركة من أنه ستُقطع كل يد تُرفع على الاطفال في اسرائيل – ولكن ماذا سيحصل بعد أن تهدأ الموجة الحالية؟ ما هو الحل بالنسبة لعلاقات اسرائيل والقطاع؟ وكيف الوصول الى حل توجد فرص لأن يثبت على مدى أكثر من سنتين؟.

        الوضع اليوم، بالطبع، أكثر تعقيدا مما كان من قبل. في واشنطن وفي القاهرة تغير الحكم، وفي رام الله ينكبون على مبادرة ايلول في الوقت الذي تطل فيه علائم مقلقة من الاضطراب في يهودا والسامرة ايضا.

        في السنوات الاخيرة عملت حكومة اسرائيل وفقا للفرضية بأنه يمكن دفع المسيرة السلمية مع الفلسطينيين الى الأمام في ظل التجاهل التام لغزة، واعتقدت بأنه يمكن الاكتفاء بتطبيق سياسة أمنية صرفة تجاه القطاع، على نحو منقطع عن الاعتبار الفلسطيني العام.

        ولكن سواء كان هذا ممكنا في الماضي أم لا – فاليوم لا يوجد أي احتمالية لذلك. مظاهرة الآلاف أمام السفارة الاسرائيلية في القاهرة وموقف السلطات الجديدة من هذه المظاهرة هما اشارة تحذير لكل من يخطط خطواته التالية.

        النشاط من القطاع يمهد لأحداث ايلول، وبقدر ما يرفع لنا كرة لنضعها: هذا ليس الوقت للغوص في مخططات سلام شاملة في الشرق الاوسط والتسلي بالأحلام الحلوة لتسويات شاملة ونهائية. مطلوب اليوم خطة واضحة وعملية، اسرائيل والفلسطينيون قادرون على تطبيقها في غضون فترة زمنية قصيرة نسبيا.

        جملة الأحداث ووفرة انعدام اليقين ليسا الخلفية المناسبة للخطط الكبرى والمفعمة بالمخاطر. فالنار اليومية تطالب بحلول تنفيذية على الارض، والحكومة مطالبة بأن تصمم سياسة عملية، قابلة للتحقق بسرعة نسبية.

        هذه السياسة يجب أن تتضمن ليس فقط يهودا والسامرة بل والقطاع ايضا، وذلك لضمان نجاعة نشاطات الجيش الاسرائيلي. في ظل عدم وجود خطة حيال غزة، ففضلا عن "رفع التهديد على البلدات" لن تجلب حملة عسكرية وحدها حلا حقيقيا للمشكلة.

        قبل بضعة ايام من بدء "الرصاص المصبوب" جلس رئيس الوزراء اولمرت في أنقرة مع نظيره التركي، وكانا على مسافة خطوة من اختراق في علاقات اسرائيل – سوريا. بنظرة الى الوراء، وفي حكمة تأتي بعد تحقق الأمر – هل الثمن السياسي للتخلي عن الفرصة للسلام مع سوريا وتدهور علاقاتنا مع تركيا أثبت نفسه، حين كان المقابل بالاجمال سنتين من الهدوء النسبي حيال القطاع.

        كلنا نأمل في ان تنتهي الجولة الحالية بأن تستوعب حماس موازين القوى وتختار "كف النار". السؤال هو ماذا سنفعل نحن عندها؟ أسننسى غزة مرة اخرى حتى الجولة القادمة؟.