خبر تهدئة بدون حسم..هآرتس

الساعة 03:12 م|11 ابريل 2011

بقلم: أمير اورن

السابع من نيسان هو موعد هام في تاريخ سلاح الجو الاسرائيلي. في 1967 اسقطت فيه ست طائرات سورية في معركة جوية فوق دمشق والشاطىء الشرقي لبحيرة طبريا وبدأ العد التنازلي لحرب الايام الستة. في الاسبوع الماضي اضيف له في الرزنامة السنوية سطر جديد: اول اعتراض لصاروخ غراد بـ "قبة حديدية".

 في الـ 44 سنة التي بين المنعطفين تغيرت الحرب العربية – الاسرائيلية. سلاح الجو كف عن اسقاط طائرات العدو وذلك لانها لا تقلع ضده الى المعركة. ثلاثة عقود، من 1955 وحتى 1985، اصطدم طيارو الطائرات النفاثة الاسرائيلية بالمصرية والسورية، الاردنية والعراقية وتغلبوا عليها في نسبة الاسقاط الساحقة. المساعي العربية اتجهت نحو اهداف اخرى. قدر اقل من الجيوش النظامية للدول والانظمة، وقدر أكبر من المنظمات شبه الدولة؛ الدبابة والطائرة تراجعتا، بينما العبوة الناسفة، الصاروخ المضاد للدبابات والمقذوفات الصاروخية وصواريخ أرض – أرض باتت تستخدم.

للطيار الاسرائيلي، بخصاله، تأهيله، طائراته الغربية والتطويرات الاصيلة في اجهزته، كان تفوقا كبيرا على خصمه المصري والسوري منذ أن كانت ميغ 21 لا تقل عن الميراج وبالتأكيد لاحقا. ولكن الفارق بين رجل حماس الذي يطلق صاروخا او مقذوفة صاروخية، ناهيك عن انتحاري متفجر، وبين الجندي، الشرطي او رجل المخابرات، الذي يحاول أن يصد قوة الهجوم، ليس كبيرا جدا. في كل الاحوال، لم يكن كبيرا بما يكفي ليطمس الاثر المتراكم للعمليات، سواء المباشرة في الشارع او في الباصات ام غير المباشرة، بالنار الصاروخية.

الرد على الهجوم الارهابي في النصف الاول من العقد الماضي كان متداخلا، دفاعيا وهجوميا. دفاعيا، في تحسين المنظومة الاستخبارية للمخابرات والاستخبارات، وفي النشر الجزئي للجدار شرقي الخط الاخضر، كمحاكاة جزئية ومتأخرة للجدار الجنوبي، حول غزة. الرد الهجومي كان حملة "السور الواقي". في الجنوب تحرك الجيش الاسرائيلي في الاتجاه المعاكس، المقاطع واستمر ارهاب جوي وغيره (النار، العبوات ومحاولات الاختطاف) من داخل المنطقة.

مدح مقاتلي الدفاع الجوي، الذين يستخدمون "قبة حديدية" هو ذم، أو بتعابير سلاح الجو تسجيل في طالح القيادة العسكرية والسياسية العليا. ومن يتباهى اليوم بالانجاز كانوا حتى وقت غير بعيد، هم واسلافهم، معارضين للاستثمار في منظومات اعتراض الصواريخ للمدى القصير والمتوسط. وعندما اقترح مستحدثون وخبراء من خارج المؤسسة الامنية عليهم حلولا سريعة، ردوا على اعقابهم بعدم اكتراث وبتعالٍ.

الحجج المضادة، في ظروف نقص الميزانيات الدائم، كانت من مجالات الاستراتيجية (من الافضل تركيز الجهود على الهجوم والوسائل المرنة ومتعددة الغايات وعلى رأسها الطائرات، على المعارك الجوية والهجمات البرية)، نظرية القتال (معرفة الخصم الذي تضطر اسرائيل الى مهاجمته، في غياب الدفاع، ستساهم في ردعه)، والتقاليد التنظيمية (في سلاح الجو تتصدر الطائرات المأهولة. الطائرات بدون طيار والوسائل البرية لاسقاط الطائرات تدحر الى المقعد الخلفي).

قصة "قبة حديدية"، مثل قصة المشروع حيال سكاد قبل عشرين سنة تؤكد صحة الحظر على ابقاء الحرب لادارة الجنرالات، بالبزات وبدونها – وهم الذين شغلوا مقاعد القيادة بأسرها، بما في ذلك في الحكومة، في سنوات الرفض للتطوير والتزود بمثل هذه المنظومات .

الضباط الذين تعلو الاشارات الحديدية اكتافهم تدربوا على العمل في الجبهة؛ ليست لديهم خبرة زائدة في فهم السكان المدنيين. منظومات الدفاع الجوي وان لم تحقق الحسم المتملص في الحرب، الا ان بوسعها ان تساعد في منع التصعيد، بمساهمتها في تخفيض مصادر قلق المدنيين وتبديد الضغط باتجاه حملة هجومية كبيرة. فالمواطنون، في الحرب الحالية، المفعمة بالاعلام، الانصات الدولي والاضطرارات القانونية، هم جحافل تؤثر بقدر لا يقل عن الفرق العسكرية واسراب الطائرات.

الى جانب الحسم، الانذار والردع، فان التهدئة هي عنصر اساسي في الامن. هي جزئية فقط، وذلك لان اسقاط غراد ليس نهاية المطاف – فلا يوجد تحصين ضد صاروخ كورنيت الذي يطلق نحو باص او نافذة بيت في كيبوتس، ولا يزال يحتمل ان في النهاية ستضطر اسرائيل الى العمل لاسقاط حكم حماس. ولكن يوجد فارق كبير بين النهاية وبين البداية، بين الاضطرار وبين النزعة، وهذا الفارق هو ايضا فارق الزعامة الذي تعاني منه اسرائيل.