خبر بين السيء والاسوأ.. يديعوت

الساعة 11:34 ص|10 ابريل 2011

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: لم يتبقَ لاسرائيل امكانيات كثيرة: إما التجلد، الشد على الشفتين، الهجوم قليلا وقلب العوالم في المجال السياسي والاعلامي – او الخروج الى عملية كبيرة، ولكن كبيرة حقا، كتلك التي تسقط تماما حكم حماس وتعيد الجيش الاسرائيلي الى الحكم العسكري للقطاع - المصدر).

هتافات الفرح بنجاح منظومة "قبة حديدية" في اعتراض صواريخ حماس التي اطلقت من غزة كان يمكن سماعها في نهاية الاسبوع في كل زاوية في البلاد. فقد كان لليهود مساحة ونجاة، ومثلما هو دوما انتفخ الصدر بهواء حار: لا يوجد مثلنا!

كانت هذه ايضا لحظة لاحصاء (مرة اخرى) عدد الحاصلين والحاصلات من اليهود على جائزة نوبل، والربت على كتف أنفسنا، والهزء من رجال الارهاب – الذين يطلقون، يطلقون، يطلقون دون ان يصيبوا.

صحيح أنه يتفطر القلب عند التفكير بالفتى الذي اصيب بجراح ميؤوس منها جراء اصابة صاروخ مضاد للدبابات لباص التلاميذ، ولكن اذا أخذنا بالحسبان عشرات عديدة من قذائف الهاون والمقذوفات الصاروخية التي اطلقت علينا في نهاية الاسبوع الاخيرة، فان هذا عزاء جميل مزعوم. فقد كان يمكن للامر أن يكون اسوأ بكثير – وان كان ابناء عائلة الفتى يعتقدون، وعن حق، بان الاسوأ قد تحقق بالفعل.

ينبغي لنا أن نكون مبنيين من الحديد كي نختبر مطر الصواريخ الذي نزل علينا أمس وأول أمس دون أن نرغب في الرد بالشكل الاشد: الابادة، السحق، التدمير، الهدم، اطلاق النار من كل المدافع وتصفية رجال الارهاب. اذا قتل نساء؟ اطفال؟ فماذا في ذلك؟ فهل عندما يطلقون النار علينا يميزون بمن سيصيبون؟ هل طيارو سلاح الجو يختبئون في بقالة برتشيك في أزقة عسقلان؟

بنيامين نتنياهو وايهود باراك على حد سواء، مهما كانا منغلقي الحس، لا يمكنهما أن يبقيا غير اباليين في ضوء ما يجري. وهما ينصتان الى اصوات الثأر الصادرة عن الشارع، وهما - مفاجأة، مفاجأة – يريدان ايضا أن ينتخبا من جديد لمنصبيهما.  وهما يعرفان بان سكان من مئات الاف الاسرائيليين، يتعرضون هذه الايام للنار سيتذكرونهما وسيتذكرون صمتهما عند وصولهم  الى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات.

ولكن نتنياهو وباراك، كسياسيين، يعرفان جيدا بان عملية واسعة في الايام القريبة القادمة ستجدي فقط لزمن قصير. فسرعان ما ستملأ مرة اخرى الجموع صفوف الموتى في غزة، ومرة اخرى ستعود القذائف والصواريخ للصفير في ساحات سديروت وعسقلان، اسدود وبئر السبع، القرى الزراعية والكيبوتسات.

وعليه، ومثلما بدا هذا في منتهى السبت، لم يتبقَ لاسرائيل امكانيات كثيرة: إما التجلد، الشد على الشفتين، الهجوم قليلا وقلب العوالم في المجال السياسي والاعلامي – او الخروج الى عملية كبيرة، ولكن كبيرة حقا، كتلك التي تسقط تماما حكم حماس وتعيد الجيش الاسرائيلي الى الحكم العسكري للقطاع.

هذا ما حصل في حرب الايام الستة، وهذا ما وقع في غزة، الى ان خرجنا منها، شكرا للرب، في فك الارتباط.

امكانية اخرى تبدو في هذه اللحظة بعيدة عن التحقق: السلطة الفلسطينية، مع أو بدون الجيش الاسرائيلي، تسيطر على غزة وتسحق حماس. من جهتنا، يمكن القول، هذا ينبغي أن يكون تقريبا الشرط لمواصلة محادثات السلام – وبالتأكيد لانهائها.

على الامكانيتين الحقيقتين آنفتي الذكر يمكن أن ينطبق القول الشعبي: هذا شيء وذاك أسوأ، والاختيار بين هذين الشرين ليس بالضبط حلم اجيالنا.

عمليا، نتنياهو وباراك، مثل كل الحكومة، يقفان (عمليا يجلسان) في هذه اللحظة امام امكانيات مختلفة، كل واحدة اسوأ من الاخرى. وهما يعرفان بان الشارع يطالب بصراخ  بالانتقام، وهما يعرفان انه لن يكون في ذلك الكثير من الجدوى للمدى البعيد – والان لم يتبقَ لنا غير أن ننتظر بصبر القرارات. هذه مهمتهما، وهذه ايضا فرصة كل واحد وواحدة منا لان نقول: مبارك انك يا ربي لم تجعلني رئيس وزراء أو وزير دفاع.

واستنتاج فوري آخر من المجريات الاخيرة: بارك الله في مناحيم بيغن واسحق رابين وجعل مثواهما الجنة، وشمعون بيرس أطال الله بعمره، الذين جلبوا لنا السلام مع مصر والاردن وحاولوا عقد سلام مع الفلسطينيين. ماذا كنا سنفعل وكيف كنا سنتصرف لو أنه بالتوازي مع النار من غزة كنا نقف امام جيوش مصر والاردن، وفي هذه المناسبة غير الاحتفالية امام سوريا وحزب الله اللذان كانا سينضمان من الشمال؟

الله يحفظنا، وهو في الزمن الاخير يتراخى قليلا في اداء مهامه.