خبر رعب أيلول.. هآرتس

الساعة 11:34 ص|10 ابريل 2011

بقلم: تسفي برئيل

(المضمون: أصبحت الدولة الفلسطينية التي قد يُعلن عنها في ايلول القريب معترفا بها في العالم، فيجب على اسرائيل ألا تقاوم ذلك وان تعمل بحكمة على بدء تفاوض مع مثل هذه الدولة - المصدر).

انتظار الترقب يرهق الأعصاب. في كل يوم تُنزع ورقة اخرى من الرزنامة، وتبدأ اجهزة رصد الزلازل السياسية الهياج. بخلاف تسونامي اليابان أصبح التنبؤ معروفا هنا. "يتوقع تسونامي سياسي"، أعلن وزير الدفاع. لكنه متنبيء فقط لا مخطط ومثل كل متنبيء يُقدم تقريرا فقط وليست له سيطرة على الأحداث. فليس هو الذي حدد متى يأتي ايلول الذي يظهر منذ أجيال دائما بعد آب وقبل تشرين الاول. ولا يعتزل في مكتبه ليخطط للخطوط الدفاعية السياسية. أخطة سياسية؟ أستراتيجية؟ أمبادرة؟ ليس عنده. من المؤكد أنه سيصرخ بعد خمسة اشهر بصوت أبح: "قلت لكم" وسيكون على حق، فقد قال.

ليس باراك هو المحذر الوحيد في هذه الحكومة، فالثرثار الذي يرأسها ومن يسمى كذلك وزير الخارجية يلوحان بقبضات تهديد ويُحذران من أن "اسرائيل ستخطو خطوات من جانب واحد اذا أعلن الفلسطينيون عن دولتهم". لكن أشك في ان يؤثر هذا في أحد. ففي حين يطلق هؤلاء السخافات يتقدم في الامم المتحدة الاعداد بكامل القوة، ويوجد الآن من يُقدر أن 130 دولة على الأقل أو ربما 150 ستعترف بالدولة الفلسطينية، بل إن موقف واشنطن ليس متنبأ به سلفا. فالدولة التي استعملت حق النقض لقرار التنديد بالمستوطنات بيّنت أن قرار النقض هذا هو الاخير في هذا الشأن، لكن من يُدريك. هل ستكون اللبنة الاخيرة في سور المقاومة الذي ينتقض أم تنضم الى المؤيدين؟ فليست لاوباما ايضا خطة عمل بديلة وقد تعلم انه ليس للوعود الاسرائيلية موعد وفاء بها.

بدل انتظار معجزة، أي مبادرة اسرائيلية أو امريكية جديدة، يجب تبني فرض العمل الذي يقول انه سيتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ايلول، وأنه في الحال بعد ذلك ستمتليء رام الله بمفوضيات رسمية لأكثر دول العالم. لكن هذا سيكون الجزء الرمزي فقط من الاعتراف. انه شيء من المحاسبة التاريخية لمن عرّف الامم المتحدة بأنها "جوفاء" ورأى قراراتها حروفا ميتة. فماذا ستفعل اسرائيل؟ هل تقطع علاقتها مع الدول التي ترسل سفراء الى فلسطيني؟ ألن تسمح بدخولهم عن طريق مطار بن غوريون؟.

وما يتلو ذلك هو ان دولة فلسطين باعتبارها عضوا كاملا في الامم المتحدة، ستكون ذات منزلة قانونية ودولية جديدة لا تسمح لها فقط بالادعاء على اسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية أو تنشيء مطارا بلا موافقة اسرائيلية – بل تُمكّنها ايضا من طلب عملية دولية لمجابهة الاحتلال الاسرائيلي. ليست هذه مجرد قرارات على الورق بل عقوبات حقيقية، بل قد تدعو قوات من الامم المتحدة تحافظ على أمن مواطني فلسطين. بل إن الفلسطينيين لن يضطروا الى إحداث انتفاضة اخرى "بيضاء" أو عنيفة. إن الغضب الدولي على اسرائيل كبير جدا، بحيث يمكن ان نتنبأ بأن تدويل الصراع سيقوم بالعمل من اجل الفلسطينيين.

لكن يوجد امكان آخر ايضا وهو ان تنضم اسرائيل هذه المرة الى الجماعة الدولية وتعترف بالدولة الفلسطينية وأن تكف عن رؤيتها عدوا وخطرا وجوديا بل أن تشارك في اجتماع الدول المانحة الذي سينظمه الفلسطينيون بيقين بعد الاعتراف بدولتهم. ليس يجب ان يكون ايلول حلبة مصارعين يبقى واحد منهم فقط حيا في النهاية.

يمكن ان يصبح رعب ايلول أداة ضغط عظيمة اذا أعلنت اسرائيل الآن بأنها ستقوم بالتفاوض المطلوب منها من اجل مغادرة المناطق مع دولة تتمتع باعتراف دولي لا مع سلطة فلسطينية. سيتغير ترتيب النشاط لا بما يسوء اسرائيل خاصة. ليس التفاوض هو الذي سيلد دولة فلسطينية بل العكس. إن الشرط الحديدي الذي أفشل حتى الآن كل تفاوض والذي يقول ان الاعتراف الاسرائيلي بدولة فلسطينية سيكون نهاية المسار سيصبح نقطة البدء. فمن هنا ستضطر الدولة الفلسطينية الى المصالحة ايضا فهي لن تستطيع ان تهدد بقلب الطاولة. فالدولة المعترف بها لا يمكن النزول عنها ويمكن ان يتم رسم الحدود النهائي بعد انشائها ايضا.

ستكون هذه فرصة لبناء محور جديد يشمل مصر والاردن وفلسطين واسرائيل ويصب مضمونا حقيقيا في المبادرة العربية. يستطيع من يخشى من الشرعية الدولية التي ستحظى بها انتفاضة فلسطينية في نطاق دولة أن يطمئن فهذه الشرعية أصبحت موجودة الآن. فليأتِ ايلول اذا.