خبر السيد نصر الله: هناك صفقة بين أميركا و14 آذار نعطيكم السلطة مقابل رأس المقاومة

الساعة 09:00 م|09 ابريل 2011

السيد نصر الله: هناك صفقة بين أميركا و14 آذار نعطيكم السلطة مقابل رأس المقاومة

فلسطين اليوم-غزة

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري كان شريكا اساسيا في مواجهة العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز 2006 كما كان الاخوة في حركة امل شركاء في هذه الحرب سواء في المشاركة في الميدان او بتقديم الشهداء او بتحمل نتائج العدوان. واضاف انه "خلال الحرب كان هناك توزيع في المسؤولية والمهام بيننا وبين الرئيس بري والاخوة في حركة امل".

 

واشار السيد نصر الله في كلمة له على قناة "المنار" مساء السبت الى ان "حرب تموز ساهمت في زيادة التلاحم بين حركة امل وحزب الله"، وشدد على ان "هذه العلاقة أقوى وأصلب من أن ينال منها احد خصوصا اننا ابناء امام واحد هو الامام موسى الصدر وان كنا حزبين منفصلين لنا آراءنا المتنوعة خول مختلف القضايا".

 

ولفت السيد نصر الله الى انه "كان هناك رهان عند من يستهدفون المقاومة وموقعها وقوتها على العمل على موضوع التفرقة بين امل وحزب الله"، وتابع "اقول لكل هؤلاء عليهم ان ييأسوا من هذا الامر لأن التعاون والتكامل الذي تم تكريسه خلال 20 عاما جعل العلاقة اعمق من ان ينال منها احد".

 

وحول ما نشر من وثائق "ويكيليكس" لفت السيد نصر الله الى ان "الرئيس بري منذ بداية العدوان على لبنان في تموز 2006 قال لنا إن له اسلوبه الخاص في التعاطي مع الاميركيين وكيفية التواصل واسلوب الحوار الذي يتبعه معهم".

 

واسف السيد نصر الله "لمحاولات البعض تحميل حزب الله مسؤولية ما نُشر في جريدة الاخبار ولما اشيع في لبنان من ان جريدة الاخبار تابعة لحزب الله وما يكتب فيها يتم بعلم حزب الله ورضاه وهذا امر خطأ"، واوضح ان "جريدة الاخبار وان كانت تسير في خط المعارضة السابقة ونحن ونتعاطف معها ولكن بالحقيقة لها سياستها الخاصة".

واشار سماحته الى انه "كيف يُعقل اذا كانت صحيفة تابعة لنا ان تكتب مقالات تمس بنا وبحلفائنا"، مؤكدا ان "حزب الله يتحمل مسؤولية فقط عما تقوله اذاعة النور وتلقزيون المنار وصفحات الانترنت التابعة للحزب اما الصحف والاذاعات الصديقة والتلفزيونات الصديقة فلا نملي عليها واحيانا نختلف معها"، داعيا "من يهمه الامر ان لا يبني اية حسابات خاطئة على ما تقوله هذه الصحف".

 

ولفت السيد نصر الله إنه "عندما علمنا ان هناك طريقا ما بين جريدة الاخبار وموقع ويكيليكس للحصول على الوثائق الاميركية شجعناهم اذا كان هناك امكانية للحصول على وثائق عن حرب تموز تحديدا ولكن لم نتدخل بالحصول على وثائق ولا بنشرها كما اننا لم نحصل على نسخة من الوثائق".

 

وحول وثائق ويكيليكس التي تناولت شخصيات من فريق "14 آذار"، لفت السيد نصر الله الى ان "لم يصدر من هذا الفريق نفي واضح حول مضمون هذه الوثائق بل صدر تأكيد احيانا لما تضمنته"، واضاف انه "بشكل عام هناك مضمون واحد يوصل الى نتيجة واحدة عندما نستنتج نجد اننا كنا امام واقع خطير جدا هو ان فريق 14 آذار منذ بداية 2005 وحتى اليوم وما زال بعد تحقيق هدف خروج سوريا من لبنان يعمل لتحقيق هدف مركزي وربما الوحيد هو ضرب المقاومة ونزع سلاحها وعزلها والنيل منها وكيف يتم الاجهاز على المقاومة"، سائلا "ما سبب عمل هذا الفريق لتحقيق هذا الهدف وخدمة لمن وما هو الثمن؟"، مشيرا الى ان "الثمن عندي واضح وهو ان هناك صفقة بين قوى 14 آذار واميركا نعيطكم السلطة في لبنان مقابل رأس المقاومة لذلك كل المخطط متركز حول نقطة كيف ننهي هذه المقاومة في لبنان".

 

واوضح السيد نصر الله ان "الهدف من عدوان تموز كان تدمير حزب الله وكل فصائل المقاومة"، وتابع ان "ويكيليكس اظهرت ايضا انهم ارادوا بناء المنازل لمحاصرة المقاومة والحصول على مزارع شبعا لتحصل حكومة السنيورة على قوة بوجه حزب الله والهدف ايضا ابعاد بري عن حزب الله وتحطيم العماد عون وليس هناك اقتراح لوقف الاعتداءات الاسرائيلية".

 

وسأل السيد نصر الله "اليس امرا مؤلما اننا في بلد بعض قياداته السياسية تطلب من اميركا واسرائيل ان يعاقب المقاومة وحزب الله لانه شوكة في مشروع اسرائيل وجريمته انه يحمل همّ الامة"، وتساءل "هل هذه العقلية تحمي لبنان بكل المخاطر بالمنطقة والتهديد الاسرائيلي اليومي وهل هذه العقلية كفؤوة لايجاد استراتيجية دفاعية وهل هذه العقلية تحمي لبنان وسيادته وعزته وهل هي بهذا المستوى من الحقد وتدني التعبير والاخلاق يمكن ان تبني دول حديثة وتحقق الامن والازدهار؟".

 

وشدد السيد نصر الله "هل هذه العقلية وهذه المجموعة يمكن ان تعبر بلبنان الى الدولة وهل هكذا تُكافأ المقاومة لتحريرها الارض واعادة كرامة لبنان والحقت الهزيمة باسرائيل بهذا الكم من الغدر"، مشيرا الى ان الحصيلة كانت بأن بقيت المقاومة وذهبت السلطة"، مؤكدا انه "لم تستطيعوا ان تفعلوا شيئا مع المقاومة لا انتم ولا اسرائيل ولا المال ولا اقوى جيش بالمنطقة ولن تستيطعوا القيام بأي شي".

 

ودعا السيد نصر الله "من خسروا السلطة في لبنان ان يقوموا حرصا ومحبة واخلاصا بهذا البلد والشعب بمراجعة وان لا يذهبوا بعيدا بارتكاب الاخطاء وبالتخلي عن هذه العقلية التي لن توصل الى مكان ولن تنقل هذا الفريق الا من فشل الى فشل"، ولفت الى ان "لا مصلحة لاحد في لبنان بإلغاء احد وان مصلحة اللبنانيين بتجاوز مشاكلهم والتطلع الى المستقبل"، واكد ان "هذا لا يتنافى ان تذهب الناس الى القضاء ومن يريد اخذنا الى قضاء فنحن جاهزون"، وتابع "قالوا إنهم يريدون تحضير ملف عن اعتقالنا لجنديين اسرائيليين فليحضروا ونحن ايضا لدينا ملف قضائي".

 

ومن جهة ثانية تناول السيد نصر الله في كلمته الازمة التي تعرض لها اللبنانييون في ساحل العاج، واسف "لفتح سجال حول هذا الموضوع لان الجالية اللبنانية هناك فيها من كل المناطق والطوائف ونحن امام كارثة وطنية وانسانية وعشرات آلاف العائلات اللبنانية تعيش في ابيدجان ورزقها هناك"، وسأل "اين كانت الحكومة عندما كانت حكومة فعلية واين خلية الازمة وما هي السياسات التي رُسمت".

 

واشار السيد نصر الله الى انه "كان هناك غياب تام في موضوع ساحل العاج ولكن عندما يكون هناك خطر على اللبنانيين بدل ان نتعاون كدولة لمواجهة هذه الكارثة الوطنية يتم فتح النار من قِبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ونوابه على الخارجية هل هذا وقته اليوم؟ هذا يظهر عقلية ادارة قضايا وطنية بهذا الحجم"، داعيا "الجميع لوضع الخلافات جانبا لان هناك آلاف العائلات اللبنانية المنكوبة ويجب الوقوف الى جانبهم"، مؤكدا ان "اي كلام تعاطف يبقى عاجزا امام ما عانته هذه العائلات واليوم هذه العائلات تطلب من المسؤولين اللبنانيين ان يكونوا الى جانبهم في مواجهة هذه المحنة لمواجهتها على كل صعيد".

 

كما تناول السيد نصر الله في كلمته الموقف والكلام الاخير لرئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري عن ايران، قال السيد نصر الله "نحن نفتخر ونعتز بعلاقتنا مع بإيران وتحالفنا معها وعلاقتنا وتحالفنا مع سوريا ودول اخرى"، واضاف "لن تجدوا لنا ويكيليكس لان ما نقوله بالعلن هو ما نقوله بالسر"، وتابع "لكن لا يمكن السكوت عندما يُساء الى دولة وقفت الى جانب لبنان على كل صعيد"، مذكرا انه  "لولا مساعدة إيران ولولا وقوفها الى جانب لبنان لما تعمر لبنان"، مشيرا الى انه "اذا كان هناك احد ما زعلان لأننا اسقطنا حكومته فلا علاقة لايران بالموضوع".

 

عن الوضع في البحرين، لفت السيد نصر الله الى ان "الانباء الواردة من البحرين تشير الى ان السلطات هناك ستطرد 10 لبنانيين"، معتبرا ان "هذا يدل على ضيق صدر حكومة البحرين وانها لا تتصرف بعقل ومسؤولية"، واضاف انه "إذا كانوا يعتقدون أنه من خلال الضغط على اللبنانيين في البحرين ان هذا الامر يمكن ان يعدل من مواقفنا فهذا خطأ"، داعيا "حكومة البحرين الى عدم الاقدام على هذه الخطوة الخاطئة لانها لن تحقق اي هدف من اهدافها سوى المزيد من التعقيد".

 

وحول الاحداث التي شهدها سجن رومية، أسف السيد نصر الله "لادعاءات فريق 14 آذار بأن حزب الله هو من حرك هذا الموضوع وحرض اهالي السجناء"، وشدد على ان "المشكلة الحقيقة في السجون ان الكثافة كبيرة ولا تساع السجون لهذه الكمية من المسجونين ويجب تحّمل المسؤوليتة ومعالجة الموضوع وتحسين الادارة والقيام بالعديد من الخطوات وإلا سيبقى هذا الجرح مفتوح"، مؤكدا "الجهوزية للقيام بكل جهد للمساعدة لأن هذا الموضوع انساني بالدرجة الاولى".

 

 

في موضوع تشكيل الحكومة، رأى السيد نصر الله انه "منذ اليوم الاول وعندما حصلت الاستشارات استُخدمت لغة مذهبية"، واشار الى انه "بحسب اتفاق الطائف الذي ترفع رايته قوى 14 آذار هناك غالبية نيابية تسمي رئيس حكومة"، مضيفا انه "بالشكل تقدم الموضوع كأن الشيعة يسمون رئيس الحكومة السني وهذا غير صحيح بل هناك كتل نيابية تشاورت فيما بينها"، مؤكدا انه "من المعيب على قوى 14 آذار وتيار المستقبل ان يستخدموا هذا الموضوع بسياق غير منصف"، مضيفا ان "الجميع يعرف ان هذه كذبة ولن تؤدي الى نتيجة وسياسة التحريض لن تؤدي الى نتيجة".

 

 

وشدد السيد نصر الله على انه "ليس حزب الله من يشكل الحكومة بل نحاول ان نساعد كما غيرنا والكل حريصون على ان تشكل الحكومة باقرب وقت ممكن"، ولفت الى ان "هناك خطوات تقدمنا وتقريبا وصلنا الى نتيجة".