خبر الشهيدة نضال قديح.. زفت إلى الجنة قبل أن تزف لعريسها هذا الصيف

الساعة 06:58 م|08 ابريل 2011

الشهيدة نضال قديح.. زفت إلى الجنة قبل أن تزف لعريسها هذا الصيف

فلسطين اليوم – غزة

لن تزف الشهيدة نضال قديح إلى عريسها هذا الصيف، كما كانت تحلم، لأنها زفت شهيدة برفقة أمها نجاح، بعد أن استهدفت طائرة استطلاع إسرائيلية، اليوم الجمعة، منزلهما الواقع في منطقة الفراحين ببلدة عبسان الكبيرة، شرق خان يونس.

وكان استشهد في قطاع غزة، اليوم الجمعة، سبعة شهداء، في عدوان إسرائيلي متواصل، لترتفع حصيلة الشهداء منذ عصر أمس الخميس، إلى 12 شهيدا، وإصابة نحو 50 مواطنا بينهم نساء وأطفال وكبار سن.

الشهيدة نضال، الطالبة الجامعية في السنة أولى، كانت تنتظر أن تزف هذا الصيف إلى عريسها ابن خالتها من عائلة القرا، بعد أن كان من المقرر أن تزف قبل ثلاثة أشهر حين تم عقد قرانها، لكن عرسها تأجل لهذا الصيف بسبب وفاة عمها.

ففي مقبرة آل قديح، شرق خان يونس جنوب القطاع، سجي جثماني الشهيدتين إلى جوار بعضهما، بعد أن أديت عليهما الصلاة في مسجد آل قديح، ليواري الثرى جثمانيهما.

الأم (45 عاما)، وابنتها (19 عاما) رحلتا شهيدتان، قبل أن تعدا وجبة غداء برفقة الأخت نداء، التي أصيبت بالقصف، لباقي أفراد العائلة الذين كان يؤدي الذكور منهم صلاة الجمعة في المسجد، في حين كانت أختين صغيرتين أخريتين تلهوان في فناء المنزل البدائي.

كانت الأم وابنتيها الشهيدة نضال، والجريحة نداء، التي ترقد على سرير الشفاء للعلاج، في فناء بيت من القرميد مكون من غرفتين، حين باغتتهن طائرة استطلاع بصاروخ شتتهن، وحول الأم إلى جريحة بجروح خطيرة نقلت على أثرها إلى المستشفى الأوربي توفيت فيما بعد، في حين استشهدت نضال على الفور وتم نقلها شهيدة مشوهة المعالم على 'توكتوك' إلى مستشفى ناصر في خان يونس، بينما نقلت نداء جريحة.

ولم يكن رب العائلة إبراهيم قديح يعلم انه حين خرج لأداء صلاة الجمعة برفقة ابنيه تاركاً بناته الأربعة، أنه سيعود ليجد رفيقة دربه نجاح وفلذتي كبده نضال شهيدة ونداء جريحة، لكن القدر كان أسرع من الجميع ليجد نفسه الأب والأم لباقي أسرته.

نضال هي البنت رقم إثنين في العائلة، حيث تسبقها أختها بسمة المتزوجة قبل مدة قصيرة، وكانتا تحلمان معاً برفقة الأم في كيفية التجهيز للعرس وما سيتم جلبه للعروس، لكن زُفت نضال في ثوب أبيض أيضاً مع اختلاف بسيط هو أنها زفت شهيدة إلى القبر وليست عروساً إلى عريسها كما كانت تحلم الأم كغيرها من الأمهات.

وهذه ليست المرة الأولى التي يصاب بها البيت المتواضع بصاروخ، فقد أصيب قبل نحو ثلاثة أشهر بصاروخ محلي الصنع، أدى لتدمير جزء منه دون إصابات بشريةـ واليوم أصيب بصاروخ قتل إسرائيلي أدى لاستشهاد ربة المنزل وابنتها وجرح الأخرى، ورحلتا تاركتين البيت بلا ربة بيت