خبر عضو مجلس الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب مع حماس قادمة

الساعة 10:26 م|07 ابريل 2011

فلسطين اليوم- القدس العربي

رأى المحلل والخبير الإسرائيلي، الجنرال المتقاعد عوديد طيرا، أن المواجهة بين الدولة العبرية وبين حركة حماس في قطاع غزة قادمة لا محالة، لكن الأهم في هذا التوقيت، برأيه، نشاط سري غامض، وإقصاء للإعلام، وتدريب القوات على شحذ الحواس والانتظار.

 

وفي مقال نشره على موقع مركز الدراسات الإستراتيجية المح الخبير إلى ضرورة أن يقترن أي قرار إسرائيلي بالدخول إلى عملية برية في غزة بما اسماها الصورة الواسعة التي يجب أن تتناول مجموع مسارات التطورات في المنطقة، رافضاً الاكتفاء بنقاش ذي قطبين يبحثون فيه مواقف إسرائيل وحماس وحدهما، ومع ذلك فلا يحل أن نهمل احد أهدافنا المركزية المتمثل بالإفضاء آخر الأمر إلى القضاء على حماس.

 

وزاد العميد في صفوف الاحتياط، وعضو مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، انه على الصعيد التبادلي، قاصدا بين إسرائيل وحماس، فلا ينبغي أن نزن مصالحات في جانب الأهداف البعيدة الأمد، ذلك أن حماس من جهتها تريد الاستمرار على العمل في القضاء علينا، ونحن نريد الاستمرار على البقاء مع النماء والرفاهة، لهذا، يرى الخبير الإسرائيلي أن الحديث عن لعبة حاصلها صفر حلها احد أمرين: إما أن تعترف حماس بوجود إسرائيل، ويبدو أن هذا لن يحدث، وإما أن يقضى عليها.

 

وتابع قائلا: لولا التطورات الأخيرة في المنطقة، لأشرت على بنيامين نتنياهو وايهود باراك بالدخول في عملية (رصاص مصبوب) أخرى تكون غايتها إسقاط حماس في قطاع غزة، لكن التطورات الأخيرة في المنطقة تقتضي في رأيي جعل المعادلة بيننا وبين حماس معركة متعددة الأقطاب، على حد وصفه.

 

ويطالب طيرا، الرئيس السابق لاتحاد الصناعيين الإسرائيليين، بضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن حركة حماس، بحسب زعمه، تعمل تابعة للإيرانيين، وربما حتى للسوريين، وهم الذين يشعرون بأن الشعب يهددهم ويريد الحرية، باتوا اليوم معنيين باشتعال الوضع على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة، لان اشتعالا كهذا سيوحد الرأي العام في إيران وسورية على إسرائيل، ويخفف التوتر مع السلطات هناك. بموازاة ذلك، يزعم طيرا أن حركة حماس من جهتها ليست معنية بعملية كبيرة للجيش الإسرائيلي، لأنها تخاف أن يمضي السكان على حسب النموذج الساري، ويتمردوا عليها، ومع ذلك، فهي معنية بالسير قريبا من الهاوية.

 

وينتقل سريعا للجبهة اللبنانية بالقول: حزب الله يخاف تمرد سكان لبنان عليه، يمتنع في هذه اللحظة عن العمل على مجابهة إسرائيل، لكن هذا قد يحدث في اللحظة التي تصبح معضلته فيها البقاء أو الفناء.

 

كما أن الأردن ومصر في هذه اللحظة في موقف حساس، حيث يرى طيرا أن النظام العسكري في القاهرة يريد الحفاظ على استقرار نسبي في الدولة، فيما يريد الملك الهاشمي الحفاظ على سلطته، ولو كان ذلك عبر قمع بالقوة، لهذا يفضلان في هذه اللحظة الحفاظ على مضاءلة الظهور في السياق الإسرائيلي.

 

كما أن اشتعالا في غزة، أو على الحدود الشمالية، بحسب المحلل الإسرائيلي، سيضطر الأردن ومصر لشحذ موقفهما من إسرائيل، وتعرضان موقفا معاديا لها، وإلا فستجابهان رعاياهما على خلفية قومية، وهذا لن يريحهما.

 

على صعيد متصل، ينظر طيرا بعين ثاقبة إلى موقف الأتراك، وهم الموجودون قبيل انتخابات داخلية، ولهذا يراقبون ما يجري هنا بقلق، فتركيا التي تريد الحفاظ على علاقات اقتصادية بإسرائيل قد تجد نفسها تقطع العلاقة بها، إذا وقعت هنا أعمال عدائية بقدر كبير، وإسرائيل لا تريد هذا بطبيعة الأمر. أخيراً، فان الولايات المتحدة وأوروبا اللتين اخذ وزنهما يقل في الشرق الأوسط ليستا في هذه اللحظة عنصرا مؤثرا في المنطقة، فالأولى متورطة مع نفسها فلا تعلم من تؤيد ولاية مصلحة، وحربها المروجة خارجيا من اجل حرية الشعوب في الشرق الأوسط تُرى نفاقا. كما انه ليس من الممكن أن تساعد الولايات المتحدة محاربي الحرية في ليبيا من جهة، وتقمع التمرد بالقوة في البحرين من جهة أخرى، ولو أن وكالة الاستخبارات الأمريكية سُئلت ما هو الوضع الذي تفضله لأجابت بصراحة أن يعود القذافي ليحكم ليبيا، وان يصمد الأسد في سورية، وان يكون النظام العسكري في مصر قويا ومستقرا من غير انتخابات حرة، على حد تعبيره.

 

في المحصلة، يرى طيرا في نهاية تقديره العسكري، انه بحسب هذه المعطيات، فانه كان سيوصي حكومة إسرائيل بعدم الرد بعملية واسعة في غزة، أو على الأقل ليس في هذه اللحظة، مطالبا بإعمال طريقة مؤلمة جدا أساسها المس بقادة في القطاع، بالاغتيالات المركزة، واستعمال وحدات منتخبة، مع الإقلال من ظهورها من اجل القضاء على أهداف حماس والجهاد.

 

كما ينبغي الامتناع عن كل تصريح يتعلق بالعمليات، مشيراً إلى انّه يجب علينا أن ننشئ وضع نشاط سري غامض مع إقصاء شامل في وسائل الإعلام، وهذه طريقة تحدث عند حماس ذعراً وخوفاً من المجهول، وفي الحدود الشمالية ينبغي تدريب القوات على شحذ الحواس والانتظار، كما يجب على الجيش الإسرائيلي عامة أن يعجل دورات تدريبه، كي يكون مستعدا لكل تطور، وكي يكون قادرا على الردع.

 

يشار إلى أن طيرا (71 عاما) رجل عسكري وصناعي قديم، انخرط في الخدمة العسكرية في وقت مبكر، وشارك في احتلال القدس، وفي السنوات الأخيرة، أسس مع عدد من رفاق دربه، ورجال الجمهور، وبعض الشخصيات الأكاديمية المعهد الإسرائيلي لقيادة المستقبل.