خبر الذراع الطويلة- معاريف

الساعة 08:12 ص|07 ابريل 2011

الذراع الطويلة- معاريف

بقلم: عميت كوهين

(المضمون: ذراع اسرائيل الطويلة تصل حماس برا وجوا وبحرا في مواجهات تحتاج الى دقة معلومات ومساعدة من الارض، في السودان، في البحر الاحمر، في البحر الابيض، بل وحتى في سوريا - المصدر).

الضربات الاليمة، الخفية، لا تتوقف. في السنوات الاخيرة تفاجأ حماس ومساعدوها الايرانيون بسلسلة من العمليات العالمية ذات الهدف الواحد: احباط منظومة تهريب السلاح – ولا سيما الصواريخ والمقذوفات الصاروخية – الى القطاع. الابداعية والجسارة في العمليات المنسوبة لاسرائيل، حسب منشورات اجنبية، هي نتيجة معلومات استخبارية نوعية ودقيقة. معلومات تسمح باختطاف المهندس ضرار ابو سيسي في ظلمة الليل من داخل قطار يشق طريقه نحو كييف في اوكرانيا او توجيه ضربة موت من الجو على قافلة شاحنات تندفع في الصحراء السودانية. ولكن رغم المساعي الكبيرة، فان احدا من مخططي العمليات لا يوهم نفسه: سلاح كثير لا يزال يواصل التدفق نحو غزة.

        في اطار استخلاص الدروس من حملة رصاص مصبوب، استوعبت حماس بان عليها ان تحقق سلاحا استراتيجيا، يزيد ردع المنظمة في وجه التفوق التكنولوجي للجيش الاسرائيلي. وفور الحملة، في كانون الثاني 2009 حاولت المنظمة تنفيذ تهريب ضخم لسلاح ايراني الى داخل القطاع. الوسائل القتالية، بما فيها صواريخ "فجر" التي تصل الى غوش دان، ارسلت الى السودان ومن هناك كان يفترض أن تنقل الى سيناء ومن ثم الى غزة. ولكن قافلة الشاحنات، التي شقت طريقها في الصحراء السودانية تعرضت للهجوم من الجو ودمرت تماما. وكشف النقاب عن الهجوم فقط بعد نحو ثلاثة اشهر، وعزي لسلاح الجو الاسرائيلي.

        بعد سنة بالضبط، في كانون الثاني 2010 صفي الحساب مع المسؤول عن عملية التهريب اياها. محمود المبحوح، الذي كان يعتبر رئيس شبكة تهريب السلاح في حماس، صفي في غرفته في فندق في دبي. بعد نحو اسبوعين أذهلت شرطة دبي العالم بنشرها شريط فيديو لكاميرات الحراسة التي توثق خلية المغتالين وتفاصيلهم. هنا أيضا، القيت المسؤولية على الموساد. وحسب المنشورات، فقد صفي المبحوح ضمن امور اخرى بسبب وظيفته في حماس وبسبب دوره في اختطاف وقتل الجنديين آفي ساسبورتس وايلان سعدون في التسعينيات.

        احباط سوبر مركز

        في الهجوم الذي نفذ قبل يومين في السودان، هكذا حسب تقارير اجنبية، يمر خط خيالي بين قصف قافلة السلاح وبين تصفية المبحوح. هنا ايضا هاجمت طائرات داخل السودان، ولكن هذه المرة يدور الحديث عن احباط مركز. شبكة "العربية" افادت بان هدف التصفية كان المسؤول عن جهاز التسليح في حماس، والذي يعتبر خليفة المبحوح. احباط مركز كهذا يحتاج الى مستوى استخباري دقيق أكثر بكثير مما يحتاجه قصف القافلة. كما أن التشخيص من الجو كان أصعب، وكان يحتاج اغلب الظن الى مساعدة من الارض.

        قبل نحو شهرين مرة اخرى وصلت الذراع الطويلة لاسرائيل الى غياهب الذراع العسكرية لحماس. في 19 شباط اختفي في اوكرانيا المهندس الفلسطيني ضرار ابو سيسي، نائب مدير محطة توليد الطاقة في غزة. بعد عدة اسابيع من التعتيم الاعلامي تبين ان ابو سيسي معتقل في اسرائيل.

        لائحة الاتهام ضده، التي كشف النقاب عنها هذا الاسبوع، تبين أن المهندس المخطوف تبوأ منصبا مركزيا في جهاز انتاج الصواريخ في حماس واقام علاقات مع القيادة العسكرية الاعلى لحماس.

        من سيناء الى غزة

        فضلا عن تلك القضايا، بقيت احداث اخرى اكثر غموضا، ولا سيما بسبب انعدام رغبة حماس في كشف مدى اصابتها. هكذا، مثلا، في كانون الاول 2009، قبل شهر من تصفية المبحوح وقع انفجار في "باص سياح" في دمشق. محافل أمن فلسطينية ادعت في حينه بان الباص اقل نشطاء من الحرس الثوري الايراني ونشطاء حماس من غزة، خرجوا لتدريبات عسكرية في الخارج. في انفجار الباص قتل خمسة من رجال الحرس الثوري وثلاثة نشطاء من حماس، ولكن دمشق، طهران وغزة حافظوا على تعتيم تام.

        بالتوازي مع الحملات الاستخبارية، عمل الجيش الاسرائيلي وهنا بدرجة انكشاف اعلى – على شل فعالية مسار التهريب البحري. قبل عدة اسابيع سيطر سلاح البحرية على سفينة الشحن فكتوريا والتي حملت صواريخ شاطىء – بحر متطورة واجهزة رادار لمنظمات الارهاب في غزة. والتقدير هو أن فكتوريا خططة لانزال السلاح في سيناء ومن هناك ينقل برا الى قطاع غزة.     ولكن رغم الجهود الكبيرة، والتي تكاد تكون في كل جبهة ممكنة، واصلت حماس عملية تسلحها. ارسالية صواريخ "فجر" الاولى وان كانت أُبيدت في الصحراء السودانية، الا ان ارساليات اخرى وجدت طريقها الى غزة. فقبل نحو سنة اعترف اللواء عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات في حينه بان حماس تملك صواريخ لمدى 60كم، تصف الى اطراف غوش دان. منذئذ نجحت حماس في زيادة المدى بل ونفذت عدة تجارب باتجاه البحر.