خبر كي لا ننسى..الجندي الذي قهر الجيش الذي لا يقهر

الساعة 10:16 ص|06 ابريل 2011

كي لا ننسى..الجندي الذي قهر الجيش الذي لا يقهر

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

حاضر في كل مواجهة ... ناثر في أزقة الفقر رايات نصر وإباء ... بكله خرج ومدرك إلى أين يمضي .. عبد بالقرآن دربه وبالبندقية هدفه ... واستأنس بالموت فكان مثالا للشموخ والإقدام .

و من رحم المعاناة التي قاسى و عانى منها شعبنا في مخيم جنين، و في التاسع عشر من مارس 1979كان ميلاد الجنرال محمود طوالبة،حيث تلقى تعليمه الأساسي والإعدادي في مدرسة وكالة الغوث قبل أن يتفرغ للعمل في مجال البناء، في أحد المحلات التجارية بمدينة جنين.

تلقى الشهيد تعليمه في مدارس وكالة الغوث ولكنه آثر ترك الدراسة ليبدأ رحلة الشقاء والمعاناة لكي يعمل من اجل تحصيل رزق عائلته , تلك المعاناة التي ما لبث إلا وان أدرك أسبابها وأبعادها الكامنة في الاحتلال الجاثم على أراضي الوطن المغتصب.

محمود في الانتفاضة الأولى

حين اندلعت الانتفاضة الأولى كان عمر الشهيد قد تجاوز الثماني سنوات , ولكنه رغم صغر سنه شارك الطفل كسائر أبناء شعبه في المواجهات والمسيرات والفعاليات واعتقل من قبل قوات الاحتلال عدة مرات وامضي فترات متقطعة في السجون الصهيونية ولكن تلك المرحلة أثرت في نفسه كثيرا وما زادته إلا حقدا على الصهاينة المجرمين .

 بدأ الشهيد ينقطع عن المدرسة في الصف الثاني الإعدادي واتجه إلى رحلة الجهاد التي بدأها مع رفيقه الشهيد إياد الحردان في تصنيع المواسير الشبيهة بالبندقية, وكان حريصا على التزود بالمعلومات حول تصنيع الأسلحة التي سرعان ما أصبح أشهر مصنعيها في المخيم.

تزوج طوالبة من (سماح جودت أبو الوفا) ورزق بطفلين، "دعاء و عبد الله"، وبقيت حياته روتينية حتى اندلاع انتفاضة الأقصى.

 

أبا عبد الله خلال انتفاضة الأقصى المباركة

بعد انطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000، بدأ دور طوالبة المميز في هذه الانتفاضة، فالتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي بعد تعرفه على محمد بشارات أحد مقاتلين حركة الجهاد الإسلامي، وبدأ المشاركة في عمليات إطلاق النار على حواجز الاحتلال الصهيوني، وعلى الطرق الالتفافية التي كانت تمر منها سيارات المستوطنين اليهود وآليات الجيش.

 

وبعد فترة من العمل العسكري في صفوف سرايا القدس، أصبح طوالبة مسؤول سرايا القدس في مخيم جنين، وقام بتجهيز الكثير من الفدائيين الذين نفذوا عمليات فدائية كثيرة ضد جنود الاحتلال و مستوطنيه.

 

في عام 2001 ، تعرض محمود للاعتقال من قبل أجهزة السلطة، وتبع هذه الحادثة العديد من المظاهرات أمام المركز الأمني الذي كان طوالبة يقبع فيه، وبعدها قامت السلطة بنقل طوالبة إلى معتقل آخر في مدينة طولكرم، وبعد قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف السجن الذي كان يقبع فيه بهدف القضاء على من فيه، تمكن طوالبة من الهروب.

تلك المحطات تبعها محطات أخرى للشهيد الشيخ الجنرال جعلته على قائمة المطلوبين للاغتيال من قبل قوات الاحتلال، و قام الاحتلال بعدة محاولات لاغتياله و لكنها باءت بالفشل.

 

احترف طوالبة مهنة تصنيع المتفجرات اليدوية والأحزمة الناسفة، يقول الأسير ثابت مرداوي وهو أحد مقاتلين معركة مخيم جنين: "أما على صعيد المواد المتفجرة اللازمة لإعداد العبوات بأنواعها المختلفة، فقد انصبت جهودنا في تحضير مادة قوية وبكميات ضخمة قياسا بعامل الزمن والإمكانات".

وهذه المادة تحضر من مادتين فرعيتين حيث تم شراء ما يقارب ثلاثة أطنان من كل مادة والطاقم المختص في هذا الجانب الذي كان على رأسه البطل القائد محمود طوالبة هو الذي كان يصل الليل بالنهار حتى استطاع أن يجهز طنين من هذه المادة بشكلها النهائي في غضون عشرة أيام فقط.

معركة جنين البطولة

شهدت له أزقة المخيم و ركام البيوت التي قام بتلغيمها و تفجيرها في جنود الاحتلال خلال المعركة،حتى بيته قام بتفجيره عندما لاحظ بقاء جنود في بيته، فقام بإلقاء العديد من القنابل اليدوية على البيت مما أدى إلى مقتل أربع جنود من جنود الاحتلال.

كان القضاء على محمود طوالبة أحد أهداف جيش الاحتلال في معركة جنين، لما كان يشغله محمود طوالبة من منصب مهم في حركة الجهاد الإسلامي، ولقيامه بتجنيد العديد من الفدائيين وإرسالهم لتفجير أنفسهم في التجمعات الصهيونية

خاض محمود طوالبة ورفاقه من كافة الفصائل الفلسطينية معركة مخيم جنين بكل بسالة وشجاعة، وقاموا بإعداد الكمائن لجنود الاحتلال، واستطاعوا قتل العشرات منهم.

 

 

لاحق محمود الشهادة وطاردها من حارة لحارة ومن زقاق إلى زقاق من أزقة المخيم متزنراً بحزامه وقابضا على زناده حتى شكل أسطورة عنوانها التحدي والفداء لشعب فلسطين , إلى أن ترجل الفارس عن جوداه مفسحاً الطريق أمام فرسان اخرين ممن أيقنوا بان الحل بيد الاستشهاديين والمقاومة وليس بيد أمريكا وان المستقبل يصنعه المجاهدون الأبطال وليس المفاوضون المهزومون , ويصنعه طوالبة و تلاميذه ممن ساروا على نهج الجهاد والمقاومة.