خبر انتصار القوة -يديعوت

الساعة 09:33 ص|06 ابريل 2011

انتصار القوة -يديعوت

يستهترون بالمحكمة

بقلم: بوعز اوكون

عندما تستسلم الشرعية للقوة، يسود ظلام شديد ولا يعود ممكنا التمييز بين الملاك والشيطان. هذا التشخيص للمؤرخ بول جونسون بدأ يناسب المرض الاسرائيلي المتمثل بتثبيت حقائق على الارض، بقدم فظة، في ظل الخرق الفظيع لحقوق الانسان.

الى هذا المرض اشارت الان، مرة اخرى يهوديت كارب، المساعة السابقة للمستشار القانوني للحكومة. ومثل كاترو الشيخ، فانها لا تيأس، وتواصل التحذير في كتاب رفعته الى المستشار فينشتاين من الخروقات المتكررة لقرارات المحكمة العليا. وهي لا تيأس ايضا عندما يبعث المستشار مساعده ليرد عليها، وكأن الحديث يدور عن أمر هامشي او شيء مقلق عادي.

عمليا، لا يمكن التقليل من خطورة ما طرح في ذاك التقرير. فتجاهل قرارات المحكمة معناه، قبل كل شيء، مس بالضعفاء. معظم القرارات المذكورة هناك تعنى بالدفاع عن حقوق الاقليات، العرب أو العمال الاجانب. اما التقرير السابق فقد تعلق ايضا بحقوق سكان المحيط.

عدم احترام قرارات المحكمة هو ترك فظ للضعفاء لمصيرهم، والاستهتار هو من الحكومة، ولكن على الاقل في بعض من الحالات توفر النيابة العامة موسيقى خلفية في أنها تقدم المعاذير للخرق الفظ. 

تجاهل قرارات المحاكم هو  مؤشر واضح على التفكك. معناه العملي هو انتصار القوة على الحقوق. ولهذا السبب، فان هذه الظاهرة هي علامة طريق في مسار يؤدي الى الطغيان. هذا لا يحصل دفعة واحدة بل بانجراف متواصل يجعل الفظيع امرا اعتياديا.

في تجاهل القرارات ثمة أيضا نوع من رفع اصبع اتهام من الحكومة باتجاه المحكمة: اذا لم تقرروا كما نتوقع منكم – فلن ننفذ قراراتكم. وعندما تصبح القوة عادة، يتطور مرض عضال يصعب الشفاء منه. المحكمة يمكنها، احيانا، ان ترد باوامر تحقير المحكمة ولكن لا يمكن تغيير ثقافة فاسدة واجرامية من خلال الاوامر.

تفضيل استخدام القوة لا يتقلص بالاستهتار بالمحاكم. تقريبا في كل المجالات تظهر سياسة القدم الفظة، التي تستخدم القوة في المكان الذي هناك حاجة فيه الى الجدال او الاقناع: التشريع المهووس متعلق بالعمال الاجانب، الذي يتعاطى معهم كأغراض، المحاولة لمكافحة "يوم النكبة" بالقانون وكأن القانون يمكنه أن يأمر أحدا ما بان يفرح اذا كان حزينا، مناورة عدم الدخول الى البلدات المجتمعية والتي ترمي الى المس بحقوق الضعفاء.

 كل هذه المظالم تبررها مظالم اخرى. العمال الاجانب يأخذون "لنا" العمل. يوم النكبة هو نكران للجميل تجاهنا. ليس فقط في البلدات المجتمعية يسود التمييز. لقد توقفنا عن الانتباه الى أن كل هذه المزاعم تخرج من الافتراض باننا زعران، ونحن نحاول اصلاح الظلم بالظلم.

الرسالة منبهة وواضحة: في عالمنا لا  دخول للحقوق او الحوار، هنا تسير القوة وحدها.

في كتاب "سفينة البرج" يصف زيغفريد لانس وضعية يسيطر فيها مجرمون على البرج كي يسيطروا على قدرة اطلاق الاشارة الى السفن التي تصل الى الشاطىء. والتخوف هو ان من يلتقط الاشارة، سيواصل متابعتها دون أن يلاحظ انه بذلك ينحرف بالذات عن الطريق المستقيم، وذلك لان السفن اعتادت على متابعة الاشارة ولا تفحص من يطلقها.

البرج، تقول المترجمة تالي كونيس، هو السلطة. احيانا يأتي منه الشر، وهو يحرف المتابعين له عن الطريق المستقيم. هناك حاجة لاحد ما لان يشرف على ان المتواجدين على البرج يطيعون قوانين اللعب. تقرير يهوديت كارب يذكرنا بذلك. قبل لحظة من أن نتحطم جميعنا على صخرة لا مرد لنا منها.