خبر مبعوث نتنياهو- هآرتس

الساعة 08:26 ص|05 ابريل 2011

مبعوث نتنياهو- هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: هبط بيرس في واشنطن مزودا بصيغة سياسية يثير وصفها في صحيفة "نيويورك تايمز" تشاؤما عميقا - المصدر).

        في مثل هذا الاسبوع قبل 15 سنة، في الطريق من عُمان الى قطر، في طائرة ليس فيها غرفة نوم، كتب المراسلون الكلام الآتي من فم رئيس الحكومة: "نحن ماضون الى انتخابات بحسب المعايير التالية: الاردن باعتبارها حدودا أمنية، والقدس لن تُقسم والمستوطنات لن تُزال. سيكون هذا موقفنا في التفاوض. لا حاجة الى إزالة مستوطنات".

        كان رئيس الحكومة شمعون بيرس. بعد ذلك بأقل من شهرين استولى بنيامين نتنياهو وسارة على الطائرة وأرسلوا بيرس الى الجلاء في المعارضة. سيدخل بيرس اليوم البيت الابيض في نعلي رئيس الدولة محاولا أن يُخلص رئيس الحكومة نتنياهو من ضائقة كبيرة.

        يعلم بيرس ان "معاييره" من نيسان 1996 التي تبناها نتنياهو أقل صلة بالشرق الاوسط الجديد (بغير أقواس الآن) من تقرير غولدستون بعد المقالة في صحيفة "واشنطن بوست". انه يقول في أحاديث خاصة انه لا يمكن التعلق بالشجرة العالية لخطبة بار ايلان، في حين تهتز الارض تحت أقدام اسرائيل. إن التهديد الهاذي بأن ترد اسرائيل على قرار من جانب واحد على الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967 (كيف يُعد تأييد متوقع من أكثر من 100 دولة "أحادي الجانب"؟) بخطوات من جانب واحد، هو شهادة على ذعر في ديوان رئيس الحكومة (ما الذي يقصدونه؟ أقطع العلاقات بـ 100 دولة؟).

        يستطيع نتنياهو أن يجابه تصويتا للعالم كله مؤيدا لفلسطين في حدود الخط الاخضر والتي عاصمتها القدس. كل العالم ما عدا دولة واحدة. تلك التي سيجلس الرئيس بيرس اليوم قبالة رئيسها. إن "توبة" غولدستون ستساعد نتنياهو على اقناع الجمهور الاسرائيلي، بأن العالم كله ضدنا طوال الوقت. أصعب من ذلك الترويج لتصويت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة تأييدا لدولة فلسطينية في حدود 1967 وتقسيم القدس.

        تحدي بيرس هو أن يضع أمام اوباما صيغة عجيبة يستطيع الرئيس الامريكي أن يروجها لشركاء الولايات المتحدة في الرباعية في لقائهم في برلين في يوم الجمعة القادم. سيكون هذا أول لقاء للرباعية الدولية منذ هجوم قوى التحالف على نظام حكم القذافي. أصبح الاوروبيون ولا سيما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ والامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد ربطوا بين الصراع مع النظم الدكتاتورية العربية وبين نظام الاحتلال الاسرائيلي في المناطق.

        اقتبس مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" في القدس، ايتان برونر، هذا الاسبوع من اقوال مسؤول اسرائيلي كبير قال، "هل يعتقد العالم انه سيضطر اسرائيل الى الاعتراف بحدود 1967 وتقسيم القدس باعتبار ذلك تفاوضا؟ لن يحدث هذا أبدا". ماذا يعرض نتنياهو على "العالم" بدل ذلك؟ يمكن ان نفهم من تقرير صحفي في الصحيفة المهمة أن "المعايير" التي زود بها بيبي بيرس هي نقل جزء من المناطق التي لا يسكنها مستوطنون الى سيطرة فلسطينية وكذلك "عنصر اقليمي" يشتمل على لجنة دولية – ردا على مبادرة السلام العربية. لم يُظهر المسؤول الفلسطيني الكبير الدكتور نبيل شعث حماسة لسماع الاقتراح. وقال ان الفلسطينيين مصممون على عزل اسرائيل كي يساعدوها على فهم انه لا تفاوض دون تجميد البناء في المستوطنات.

        أثر في برونر درجة التشاؤم التي لا مثيل لها عند الموظفين الاسرائيليين والفلسطينيين والغربيين الذين تحدث اليهم. والموقع أعلاه مشارك في هذا الانطباع الحزين.

        طواحين العدل

        طلبت قبل سنة الى المستشار القانوني للحكومة أن يُشرك الجمهور في وضع الشكوى التي قدمها رئيس الموساد السابق تسفي زمير ومسؤولان رفيعا المستوى في "أمان" في 2004 على رئيس "أمان" السابق ايلي زعيرا. تتعلق الشكوى بشبهة أن زعيرا كشف عن اسم العميل المصري أشرف مروان الذي وجدت جثته في حزيران 2007 قرب بيته في لندن. يُعد مروان أفضل جاسوس كان لاسرائيل. ورد عن متحدث وزارة العدل آنذاك ردا على ذلك: "نأمل أن يُتخذ قرار في السرعة الممكنة".

        مر نصف سنة واليكم الرد التالي: "كما أبلغنا وكيل مُقدم الشكوى في القضية، يتم الفحص عن الموضوع في هذه الاسابيع في مكتب المستشار القانوني بل تم نقاش أول بمشاركة المدعي العام للدولة وممثلي الجهات المختصة. لم يُتخذ بعد أي قرار في هذا الشأن وينوي المستشار القانوني اجراء نقاش آخر".

        هذا الاسبوع سألت المستشار يهودا فينشتاين بواسطة المتحدث هل يعتقد ان سبع سنين هي مدة معقولة لاتخاذ قرار. وكان الرد: "أبلغنا مكتب المستشار ان القرار سيُتخذ في موعد قريب". حبست أنفاسي.