خبر أصوات مقلقة من القاهرة -يديعوت

الساعة 09:10 ص|04 ابريل 2011

أصوات مقلقة من القاهرة -يديعوت

بقلم: سمدار بيري

العنوان الذي صدر عن القاهرة متفائل، ولكن يجب قراءة التفاصيل الصغيرة – فهي تشغل البال. ليس سرا أن الرب والله يوجدان دوما في التفاصيل المثيرة للاعصاب: بعد شهرين من الثورة التي ادت الى اسقاط الرئيس مبارك، فان وزير الخارجية المصري الجديد، د. نبيل العربي، يقدم "معتقداته" بشأن ما ينتظرنا، ينتظرهم وينتظر اتفاق السلام.

عن الاحتمال في أن يؤدي التحول الدراماتيكي الى منظومة علاقات جديدة وتعاون لم نشهده حتى اليوم لا يبذر الطاقات. التطبيع؟ الحقائق على الارض تتحدث من تلقاء نفسها. في القدس فهموا منذ الان باننا لا نسير نحو لعق العسل في القاهرة وان السلام البارد، اذا كان هناك احتمال في أن يتغير، فانه سيجري التفافة حادة في طالحنا فقط.

من جانب ما يعلن العربي بان مصر ملتزمة باتفاق السلام مع اسرائيل. كما أن يستغل الفرصة (مقابلة في برنامج تلفزيوني واسع المشاهدة "العاشرة ليلا"، في قناة "دريم" الخاصة) كي ينفي نفيا باتا موجة الشائعات وكأنه طالب بالغاء الاتفاق. حتى هنا هذه بالتأكيد بشرى طيبة، سمعنا مثلها أيضا من الحاكم الفعلي في مصر، الجنرال حسين طنطاوي. اما الحقيقة؟ فلمصر لا يوجد سبب يدعوها الى الغاء الاتفاق. في الوضع الجديد يحتاجون الى كل سنت من الملياري دولار من المساعدات السنوية الامريكية.

من جهة اخرى، العربي اياه، يحرص على الايضاح بان يديه نقيتان، كونه نفسه لم يكن شريكا في صياغة اتفاق السلام، "وكل شيء مفتوح الان". بين السطور يمكن أن نلتقط تلميحا شديد الوضوح: ما كان لن يكون بعد اليوم، ومصر ليست في جيب أن جهة اسرائيلية. من ناحيتنا، على هذا السلام وقع الطرفان: مصر، الملتزمة بالاتفاق، واسرائيل، الملتزمة بالتفاصيل الصغيرة. واذا حاولت اسرائيل التملص، مثلما حاولت في قضية الانسحاب من طابا، فثقوا بمصر الجديدة بان تجد السبل لاجبارها.

ليس صدفة أن يخرج العربي من الجارور قضية طابا: فقد اخذتنا مصر في حينه الى التحكيم الدولي المتصلب، الذي رجح الكفة في صالحهم. من وقف في حينه على رأس الفريق القانوني الذي حقق الانتصار؟ من غير الصعب التخمين: هو يطل علينا الان الى المشهد الرائع للنيل من داخل مكتب الوزير، في الطابق الاعلى لوزارة الخارجية في القاهرة.

العربي تسلم مهام منصبه بخطى رشيقة. حياته السياسية غنية، خليط مظفر من القضائي والدبلوماسي. رئيس الدولة بيرس، الذي في تصريح متسرع اكثر مما ينبغي وصف مبارك كذخر سقط في ايدينا (وان كان فقط في سنوات ولايته الاخيرة)، يضع العربي في صورة ان اسرائيل لم يعد بوسعها التسلي مع النظام المصري مثلما تسلت مع مبارك، حين استخدمته، على حد قوله، لنقل الرسائل. الذخر تبدد، ولا احتمال في ان يعود. وحين يكون رئيس الوزراء نتنياهو يجلس منذ سنتين ولا يفعل شيئا في الموضوع الفلسطيني، فان العربي ينسج منذ الان لعقد مؤتمر دولي.

بعد قليل ايلول، والفلسطينيون يعتزمون الاعلان في حينه عن دولة، ولكن قبل لحظة من ذلك، على نتنياهو أن يحذر من فخ مصري.

انتبه، يا نتنياهو، يوجد فخ آخر: العربي يمتشق، وليس صدفة المادة 8 في الاتفاقات، كي يلمح بالحق بالمطالبات المالية. حتى اليوم، يهزأ هو من أسلافه، بانهم دحروا المواضيع المالية الى اعماق الجارور. الان أنا هنا. توقعوا المفاجآت.

ما الذي يخطط له؟ يمكن التخمين. مثلا، تعويضات لعائلات الجنود المصريين الذين قتلوا في سيناء، استنادا الى ذات الثرثارين عندنا الذين تباهوا بقتل الاسرى. ولكن كل شيء مفتوح للمفاوضات: عدد القوات المصرية في سيناء، اتفاقات الغاز، الالتزامات للفلسطينيين، وحتى النظرة الجديدة للعلاقات مع ايران. يأخذون ما هو مجدٍ، ويطورون ما هو مفيد.

نحن نقف امام خليط سيء: شباب الثورة ولدوا في السلام معنا، دون تعليم للسلام. قلائل فقط، اذا كانوا موجودين اصلا، التقوا باسرائيليين في أي وقت من الاوقات. اصحاب القرار يعرفوننا اساسا من الزاوية السلبية. لديهم الان عدد لا حصر له من المشاكل، التحديات، المخططات والاحلام. نحن حقا لسنا في رأسهم.