خبر لسان البطولة- معاريف

الساعة 09:04 ص|04 ابريل 2011

لسان البطولة- معاريف

بقلم: يهودا باور

(المضمون: رئيس الوزراء يدعي بأن دولة اليهود لو كانت قائمة في الحرب العالمية الثانية – لما وقعت الكارثة. يصعب علينا أن نفهم اذا كان هذا جهلا أم نزعة قومية متطرفة  – المصدر).

        في مقابلة مع دانا فايس بُثت في القناة الثانية يوم الاربعاء الماضي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمورا أهم بكثير من ناحية الفهم الذاتي لمواطني اسرائيل، من قضية سفريات الزوجين نتنياهو الى خارج البلاد على حساب الاغنياء والأسخياء. وادعى انه لو كانت دولة اليهود، دولة اسرائيل، موجودة في الحرب العالمية الثانية – لما وقعت الكارثة، ولكان الملايين الستة من اليهود جاءوا الى هذه البلاد.

        هذا الهراء حاول رئيس الوزراء، ابن المؤرخ الهام، بيعه لمواطني اسرائيل اليهود. هذه الترهات، يجب الافتراض، يريد ان يعلمها لجيل التلاميذ. هكذا تُبنى ايديولوجيا قومية متطرفة، عديمة أي أساس تاريخي، لتجهيل الجمهور.

        لو قامت دولة يهودية في بلاد اسرائيل قبل الحرب العالمية الثانية، لكانت ستقوم فقط بموافقة البريطانيين الذين سيطروا على البلاد. كان يمكنها ان تقوم في قسم صغير منها، حسب صيغة لجنة بيل في العام 1937، على أساس نحو نصف مليون يهودي كانوا فيها في 1939. ما كان ليكون أساس آخر. ما كانت لتكون  في حينه هنا كل البنية التحتية الصناعية.

        الدولة الجديدة ما كانت قادرة على ان تستوعب ملايين اليهود حتى لو كان هؤلاء يرغبون في الوصول اليها. وذلك في الوقت الذي كان فيه الحزب اليهودي الأكبر في بولندا "البوند" الحزب المناهض للصهيونية والمناهض للدين، الذي سيطر في العام 1939 على الجاليات اليهودية الكبرى في بولندا، وارسو ولوداج.

        الدويلة اليهودية كان يمكنها ربما ان تبعث بفرقتين – ثلاث فرق الى الحرب العالمية التي اندلعت في ايلول 1939. من كان سيدفع لقاء ذلك، في الوقت الذي كانت هناك الازمة الاقتصادية العالمية؟ من كان سيوفر السلاح، في الوقت الذي بدأت فيه بريطانيا تتسلح بكد، وفي الولايات المتحدة سيطرت عقيدة الحياد؟.

        لو أرادت ان تقيم سرب طائرات في الحرب، من كان سيوفره، أو يدفع لقاءه؟ ماذا كانت ستفعل الفرق اليهودية الثلاث أمام جيش الماني من الملايين، هزم كل اوروبا خارج حدود الاتحاد السوفييتي في غضون وقت قصير، بما في ذلك جيوش كبرى، بما في ذلك الجيش الفرنسي الهائل والمسلح جيدا؟ من كان سينقلها الى اوروبا؟.

        أتذكر محاضرة عن الكارثة في المدرسة في بئر السبع. بعدها سأل التلاميذ اسئلة، وها هو ينهض شاب لطيف ويسألني: "أين كان سلاحنا الجوي؟"، الشاب كان على الأقل بريئا، الامر الذي لا يمكن قوله عن رئيس الوزراء.

يجب أن نفهم: الشعب اليهودي كان في حينه عديم الوسيلة، دون تأثير على الدول الغربية، ناهيك عن الاتحاد السوفييتي. لم يكن بوسعه منع الكارثة، وأقوال سياسيين مثل نتنياهو تنبع من عدة احتمالات: إما من ايديولوجيا تقول إن كل العالم ضدنا، لا بأس، سنتغلب (ونرفع العلم وننتخب نتنياهو)؛ أو من الجهل الفظيع؛ أو من الرغبة في اعداد بنية تحتية فكرية لسياسة مصيبة وطنية. لا أدري ما هو الاسوأ. هؤلاء هم زعماؤك – مُربوكِ، يا اسرائيل.