خبر د.بسام رجا .. شعب الثورات يملك أجندته منذ مائة عام وأكثر

الساعة 07:27 ص|04 ابريل 2011

د.بسام رجا .. شعب الثورات يملك أجندته منذ مائة عام وأكثر

منطقتنا العربية تشهد اليوم  تحولات عاصفة أقل ما يمكن أن  يقال فيها أنها أبرزت قدرة التغيير الشعبي- الثوري  لواقع فرض نفسه لعقود على المواطن العربي وكبل يديه وجعله تابعاً بلا حراك في دائرة السياسات التي رسمت له مصيره وفكرت عنه وقالت باسمه..وربما أي قراءة تحتاج إلى روية لما بعد هذه المخاضات الثورية التي يشهدها الشارع العربي الذي طالما راوده حلم التغيير.وهنا لا بد لنا أن نسأل عن مدى تأثير هذه العواصف الجارفة على الواقع الفلسطيني؟ حيث لم تزل السلطة في رام الله تدفن رأسها في رمال التفاوض والاستجداء الأوروبي والأميركي والصهيوني..غير ملتفتتة إلى عذابات الفلسطينيين ورحلة هجرتهم ومقاومتهم لأكبر مجزرة استهدفت وجودهم في قيام الكيان الصهيوني.

ولاشك أن السلطة في رام الله  متورطة حتى النخاع وهذا لا يعفي الفصائل الفلسطينية المقاومة من سؤال أين نحن من كل هذا؟ السلطة وكعادتها تشاغلت في البحث عن بدائل لفضائحها اليومية وتنسيقها بكل أشكاله..فذهبت للحديث عن انتخابات وتشكيل حكومة برئاسة فياض- مباركة بيعة جديدة بلبوس جديد-..والعتب على الولايات المتحدة في استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد توسع الاستيطان..وهذا بطبيعة الأمر  يحرف نضالنا الفلسطيني عن عين الهدف في كنس الاحتلال( وتمارسه السلطة عن سابق إصرار وترصد)..و واقعها يقول إنها أصبحت وسط رمال متحركة تبتلعها شيئاً فشيئاً ونحن نتابع كيف يدير كيان الاحتلال مشروعه..وهذا يطرح أسئلة كبرى على الفصائل الفلسطينية بكل أطيافها السياسية..وأول ما تصيب أولئك الذين لم يبرحوا مقاعدهم في ما تسمى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ..وعلى العاتبين  عليها والتفرد بها.

أما الفصائل الأخرى فحصتها في المسؤولية أكبر حيث مشروعها المقاوم يقول:إن السلطة فقدت الشرعية الشعبية وغدت خارجة عن الصف الوطني..بل هناك من يخونها بعد وثائق منشورة هنا وهناك تدينها  وانخراطها في تصفية القضية.ولا نبالغ هنا إن قلنا إن شعبنا الفلسطيني في حالة انتظار وترقب لموقف الفصائل الوطنية المقاومة .., و لم تعده تقنعه كل التبريرات عن الظروف والواقع..الخ.فنحن اليوم أمام فجور سياسي للسلطة..بل سقوط نهائي لها..بعد أن حسمت أمرها في خيارات تفاوضية توصلها في أفضل الحالات إلى حكم بلديات.لنقول هنا إن الصراع على السلطة لم يكن مكسباً لأحد مادام أوسلو هو معيار الحراك السياسي وتحت ظلاله تدور المعارك السياسية هنا وهناك.بغض النظر عن التبريرات التي لا تقنع أحداً.

اليوم وكما أشرنا لم يعد هناك أنصاف حلول مع سلطة باعت نضالات شعب فلسطين..وتأمرت على منجزاته الوطنية.., وخطفت المنظمة لتصبح الناطق الرسمي باسم التفريط..وهذا يقول إن شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج ينتظر خطوات ملموسة على الأرض بعيداً عن المحاصصات والتنظير..فنحن في أمس الحاجة لبرنامج جامع للمقاومة.وهذا يُحمل الفصائل المقاومة المسؤولية..حيث خبرت في سنوات طويلة تلك السلطة وخداعها وحربها على المقاومة.شعبنا لايطالب بترقيعات ومؤتمرات وطنية وبيانات ومهرجانات..بل  يرنو إلى وقفة من سلطة أوسلو وإخراجها من المشهد السياسي..وفرض برنامج جامع لكل القوى الوطنية تحت ميثاق وطني يقر بالمقاومة لتحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني.

لسنا بلا ذاكرة وتاريخ..فشعبنا شعب الثورات والانتفاضات على كيان الاغتصاب يملك أجندته منذ مائة عام وأكثر..والقوى المجاهدة التي خرجت من وجعه تمثل طموحه ويحترمها ويقدر دورها..لكن هذا ليس بكاف  في ظل ما نشهده من مجازر سياسية لسلطة رام الله التي تخرج أوراق المصلحة والوحدة الوطنية لتمرير مشاريع مشبوهة تستهدف قضيتنا الوطنية.

ما يشهده العالم من تغيرات كبرى ..يفرض على القوى الشريفة أن تقول كلمتها..وأن تسمع صوت الشعب الفلسطيني الذي  يطلب منها أن تضع الأصبع على الجرح..لوقف النزيف ومن ثم إعادة الاعتبار للمشروع الوطني بعيداً عن كل تلك الأشكال التي أفرزها أوسلو..أي أن فلسطين اليوم ليست بحاجة إلا للمقاومة..المقاومة التي جعلت الصهاينة يعيدون حساباتهم بعد انتصار 2006  في لبنان و2009 في غزة.

بالمقاومة وحدها تكبر فلسطين ويرتاح الشهداء الذين غفوا على وصايا العودة لأطفالهم وأهلهم.