خبر في التسول وشلل الدماغ- هآرتس

الساعة 09:46 ص|01 ابريل 2011

في التسول وشلل الدماغ- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

باعتباري واحدا من الاشخاص الذين مولوا نتنياهو هنا وهناك في بداية طريقه في السياسة، استطيع ان أكتب كتابا عن نظرية حيل التسول وطمع زعماء اسرائيل على اختلاف أجيالهم. كانت بدعة بيبي بسيطة جدا. كان يدعو الصحفي الى "وقت ظهيرة"، وفي لحظة ما كان ينظر في ساعته ويثب من مقعده بسرعة قائلا "آه! أنا متأخر عن لقاء، يجب ان أُسرع"، وبعد ذلك كان يقول: "رتب أنت الحساب".

هذه الحيلة لم تكن تثير العصبية مثل ما روجّه لمحادثيه من جهة سياسية، فقد حاول أن يقنعني أنا مثلا بأنه يجب عليه قبل الانتخابات ان يتحدث "بصورة يمينية". لكنه بعد أن يُنتخب سيأخذ بمواقف ستمتدحها حتى صحيفة "هآرتس". وكما تعلمون لم يحدث هذا في ولايته الاولى ولا يوشك ان يحدث في ولايته الحالية.

"العقل هو ما نملك"، هذا ما صرح عنه هذا الاسبوع رئيس الدولة شمعون بيرس في زيارته للمركز الذري في سويسرا. لكن الحقيقة انه لا يُحتاج الى الكثير من الحكمة لمصادقة أصحاب ملايين والنزول في فنادق فخمة بل ان تأخذ الى هناك ملابس للغسل البخاري. يحب الاثرياء في العالم غمس ارجلهم في الماء مع رؤساء حكومات اسرائيل، واذا كان بيبي يستمتع بهذا فليُهنئه ذلك. والسؤال هو أين عقلنا القيادي.

كيف نستغل لمصلحتنا الزعزعة التي تحدث في المنطقة، في تونس ومصر واليمن وليبيا وفي سوريا الآن. كيف نجابه الشعور بضيق الذرع من استمرار الاحتلال الموجود عند دول كانت حليفة لنا. أو كيف نجابه تهديد "أيلول الاسود" الذي ينتظرنا في الجمعية العامة للامم المتحدة التي قد يُطلب اليها الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967، لكن الامور عندنا تجري كالعادة. فوسائل الاعلام مشغولة بالملابس التي تأخذها سارة للخارج للغسل، وببيبي الذي يزعمون انه خضع لضغط حاخامين من اليمين في تعيين رئيس "الشباك". اجل، انه ايضا يعد بخطاب لمصالحة أنجيلا ميركل بدل ان يعرض خطة على الفلسطينيين.

في حين يندد أبو مازن بعملية القتل في ايتمار يمضي بيبي الى هناك ويحرض. "أمع هؤلاء تريدون صنع سلام؟" يسأل أحد أصحاب الحداد، ويجيب بيبي: "هم يقتلون ونحن نبني". إن زعيمنا الذي يطمح الى اقناع أبي مازن بأنه يريد السلام يصور الفلسطينيين بصورة الشياطين ويُكبل نفسه بذلك إزاء اليمين. كان على حق أن قال إننا نقعد فوق قنبلة موقوتة. لن يغير بيبي الريح السيئة التي تهب على اسرائيل بخطب في مجلس النواب الامريكي أو في مؤتمر "ايباك" في واشنطن.

صحيح ان قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة لكن مجرد نقاش الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967 سيزيد في قوة الريح السيئة التي تهب على اسرائيل. لم يقل بيبي للجمهور إن ثمة قرارا عن الامم المتحدة برقم 377 (قبل خمسين سنة في شأن الحرب الكورية)، يُخول الجمعية العامة ان تتولى عمل مجلس الامن اذا كان في المجلس أكثرية تسبب له الشلل. إن حقيقة انهم لم يستعملوا هذا القرار حتى الآن لا تقول انه لن يُطبق اذا زاد تسونامي الغضب على اسرائيل.

في هذه الفترة وما حولنا يشتعل، لا يشغل الرئيس اوباما نفسه بنا، لكنه لا ينسانا ايضا. لا لأننا في ضائقة بل لانه الآن خاصة وفي هذا الوضع في المنطقة توقع منا مبادرة ايجابية. وحقيقة أننا نجلس مثل مراقبين مضللة. إن حقيقة أن بيبي "يشترط" عرض خطة بالظهور في مجلس النواب الامريكي تحظى بجواب: أننا لسنا خشبة مسرح. اذا كان عندك ما تقول فقل في القدس أو في رام الله. إن الطريقة الوحيدة لوقف أيلول الاسود في الجمعية العامة للامم المتحدة هي الدخول بلا تأخير في تفاوض حقيقي مع الفلسطينيين ومنحهم الشعور بوجود ما يُتحدث فيه.

زيادة على تهديد ايلول ينظم في الجانب الفلسطيني احتجاج شعبي بطريقة الفيس بوك. إن حكاما لا يقلون قوة عن بيبي لا ينجحون في مواجهة أمواج احتجاج الجماهير. إن الخوف من أن يسير عشرات آلاف الفلسطينيين نحو حدودنا حلق فوقنا دائما باعتباره تهديدا غير عملي. والآن ونحن نرى ما يحدث حولنا ومبلغ كونه معديا ماذا سنفعل اذا ساروا في مسيرات الى الحواجز؟ هل نطلق النار عليهم؟.

أُتركوا بربكم الحماقات عن الرحلات الجوية وعن غسيل سارة. إن عدونا الحقيقي هو شلل قادتنا الدماغي.