خبر محللون : صمود التهدئة الهشة بين « حماس » و« إسرائيل » مرهون بمصالح الطرفين

الساعة 08:26 ص|31 مارس 2011

محللون : صمود التهدئة الهشة بين "حماس" و"إسرائيل" مرهون بمصالح الطرفين

فلسطين اليوم- وكالات

رأى محللون سياسيون ان استئناف التهدئة بين "اسرائيل" والفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حماس يخدم مصالح مؤقتة لدى الطرفين لكن استمرار هذه التهدئة الهشة مرتبط بالتغيرات الاقليمية. ومع ان الجانبين على طرفي نقيض، فهما يجتمعان في المصلحة المتبادلة للتهدئة "لضمان الحفاظ على الواقع الموجود"، كما يرى ناجي شراب استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر.

ويقول شراب ان حماس "الزمت" الفصائل بالتهدئة "للحيلولة دون قيام اسرائيل بحرب" على غزة رغم الغارتين اللتين نفذتهما "اسرائيل" صباح الاربعاء والاحد غداة اعلان الفصائل التهدئة واوقعتا ثلاثة شهداء من سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الاسلامي.

في المقابل تترقب "اسرائيل" التغيرات في المنطقة العربية.

ويؤكد يوني بن مناحيم محلل الشؤون العربية في اذاعة صوت اسرائيل لفرانس برس ان اسرائيل "ليست معنية بفتح جبهة عسكرية مع حماس نظرا للثورات العربية واجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة المقرر في ايلول (سبتمبر) لدراسة الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 وربما يوجد تقدم في ملف الجندي "الاسرائيلي" الاسير شاليط".

ويعزو مصطفى الصواف رئيس التحرير السابق لصحيفة "فلسطين" الصادرة من غزة اعلان الفصائل التهدئة بعد موجة قصيرة من التصعيد لان "المقاومة ما تزال بحاجة لمزيد من الوقت لإكمال منظومة الدفاع".

ويرى الصواف ان حركة حماس التي تدير قطاع غزة "تحاول توفير اكبر فترة من الامن لتحسين اوضاع وحياة المجتمع" في غزة بعد تعرض القطاع لضربات قاسية في الحرب نهاية 2008 وبداية 2009 لذلك "لا تريد اعطاء الحجة "لاسرائيل" لاستغلال التغيير في المنطقة".

لكن مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر ذهب الى القول ان حماس تريد الحفاظ على وجود حكومتها في قطاع غزة خوفا من الانهيار في ظل "تزايد" حالة "الاحباط" الشعبي.

ويرى شراب ان التهدئة "هشة" لانها لا تستند الى مقومات امنية او سياسية "وترتبط بمبدأ المصلحة المؤقتة وقد تنهار باطلاق صاروخ من غزة اواغتيال لقائد فلسطيني".

وحرصت حماس على ما يبدو على توجيه رسالة الى "اسرائيل" تفيد ان قوة "الرد والمقاومة تطورت بشكل اكبر من ذي قبل"، لذا فعملية التصعيد كانت بحسب شراب "مقصودة ومبنية على حسابات ان "اسرائيل" لن تقوم بحرب لان البيئة الاقليمية لن تسمح "لاسرائيل" بشن الحرب".

 

ويعتقد الصواف ان "المقاومة" وحماس تدرك ان "اسرائيل" تحاول استدراجها لكن انتهاء الهدنة مرهون بـ "باكتمال المنظومة الدفاعية" لحماس ووضوح "معالم التغيير نحو جبهة اقوى للمانعة بالمنطقة بعد التبدل الحاصل خاصة في مصر".

ويؤكد ابو سعدة ان "اسرائيل "لم تسقط الخيار العسكري" لا سيما انها تتعامل مع "الخيار الاسوأ وهو حتمية الحرب اذا ذهبت الامور بمنحى يمكن ان يشكل تهديدا اقليميا لوجودها بما في ذلك من ايران".

ويعتقد شراب ان مصر "لن تسمح بحرب اسرائيلية" جديدة على غزة. وقال ان "اسرائيل وجهت رسائل قوية لحماس وفي نفس الوقت فهمت رسالة حماس" القادرة على ضبط الحدود.

من جهته، اكد بن مناحيم ان "اسرائيل" ستكتفي بـ "ردود محدودة خصوصا ضربات جوية" على اي صواريخ تطلق من غزة، موضحا ان حكومة بنيامين نتانياهو ستجد نفسها "مضطرة لهجوم كبير على حماس والفصائل في غزة اذا سقط ضحايا في اي هجوم صاروخي مثلا ينطلق من غزة".

ولم يستبعد ابو سعدة ان يكون التصعيد من قبل حماس جاء للفت الانتباه عن المشاكل الداخلية مثل التظاهرات التي دعت اليها مجموعات شبابية وزيارة الرئيس محمود عباس لغزة من خلال "فتح جبهة محدودة" مع اسرائيل.

وفي الوقت نفسه، يرى ابو سعدة ان مجموعات الفيسبوك الشبابية خصوصا ائتلاف 15 اذار والحراك الشعبي ليست قادرة على تجاوز تداعيات الانقسام الداخلي الفلسطيني.

ويوافقه شراب الرأي، قائلا ان لدى حماس اهدافا اخرى بـ "احتواء زيارة عباس واحتواء التداعيات الممكنة للحركة الشبابية".

ويعتقد بن مناحيم ان "اسرائيل" لها مصلحة في التهدئة لكن مصلحة حماس تكمن في تعزيز قدراتها العسكري بـ "الحصول على صواريخ متطورة من ايران".

وخلص ابو سعدة الى القول انه "لا استراتيجية" لدى حركة حماس على المدى البعيد بشأن استمرار التهدئة لان الامر مرهون بالمصالح.