خبر ماذا يريدون من بيبي وسارة- هآرتس

الساعة 09:25 ص|30 مارس 2011

ماذا يريدون من بيبي وسارة- هآرتس

بقلم: الوف بن

(المضمون: انشغال وسائل الاعلام الاسرائيلية بشره بيبي نتنياهو وزوجته ورحلاتهما ونفقة الأثرياء عليهما، كل ذلك لانه لم يقم حتى الآن بأي فعل عظيم يُنسي الناس الانشغال بهذه التوافه - المصدر).

ثم ناس يجمعون الطوابع البريدية، وثم صيادو فَرَاش ومُستنبتو أزهار غريبة، وثم من يهبطون من الطائرات ويتزلجون على الأمواج. يُحب بنيامين وسارة نتنياهو النزول في فنادق فخمة على حساب آخرين. هذه هوايتهما. انها أقل خطرا من قفزات البانجي، وأقل قسوة من صيد الحجل، وأقل فضيحة من تبادل الزوجات. انهما مفرطان في الأكثر في التنظيف الجاف الذي يضر بالبيئة.

        إن التحقيق الصحفي الذي نشره رفيف دروكر ("همكور"، القناة العاشرة) عن رحلات الزوجين نتنياهو عرض عملا صحفيا يُحتذى. رأيت وحسدت. يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة وقراراته تحسم مصائر، ويجوز للجمهور ان يعلم كيف قضى زعيمه وقته في طريق عودته الى الحكم ومن دفع عن اللذة. قشر دروكر شيئا من القناع الذي يفصل بين الملك والملكة ورعاياهما، على هيئة كشف حساب بعد كشف حساب. هذا هو عمل وسائل الاعلام في مجتمع ديمقراطي.

        لكن عندما انتهى البث بقي سؤال: ما هو السيء في هذا؟ لم يشأ بيبي وسارة أن يحسدهما الآخرون. لم يسافرا في سيارة هامر ولم يشتريا شقة في أكيروف. بالعكس حاولا أن يضائلا شرههما وغضبا عندما نشر الامر. كذلك احتكاك نتنياهو بالأثرياء ليس شاذا. فالساسة جميعا يحتاجون الى تمويل ويمدون أيديهم الى أصحاب الملايين. ساعد المنتج أرنون ملتشين نتنياهو بحسب ما يقول دروكر، أما ابنه والمقرب منه فساعدا تسيبي لفني. هذا توزيع للمخاطرات. بل إن رموزا بارزة لنقاء الأيدي في السياسة مثل حاييم اورون وزهافا غلئون من ميرتس، جمعوا مالا للانتخابات التمهيدية من أصحاب ثروة. لا توجد طريقة اخرى للمنافسة في الانتخابات سوى ربط المال بالسلطة.

        كذلك التأثيرات السياسية للقصة غير موجودة. نشك في أن يُضبط نتنياهو مع مخالفات جنائية أو مخالفات شديدة للقواعد الاخلاقية تشوش على حكمه. مرة كل بضع سنين تنشر كشوف عن بُخل رئيس الحكومة وزوجته أو عن تنكيلهما بالعاملين في بيتهما. إن ما يُقال في اللغة العامية الاسرائيلية "فعل بيبي نتنياهو" يصف من يثب عن المائدة في مطعم عندما يجيء الحساب. أصبح هذا جزءا من التراث الشعبي أكثر من ان يكون جزءا من الأخبار. كذلك يعلم مصوتو الليكود جيدا بسلوك زعيم حزبهم. لن ينتقلوا للتصويت لكديما لان صاحب مليارات امريكيا نقل بيبي وسارة في طائرته.

        إن قصص الشره تضايق لثلاثة اسباب. اولا، هي تثير الحسد. فكل من ينام في فندق وبخل في النفقة، أي أكثر الاسرائيليين، يكره أن يحتفل آخرون بلا حساب في الدفع. لماذا تستحق سارة ذلك ولا نستحقه. وثانيا، بسبب جهود الاخفاء والنفاق. فبدل قيادة الدولة، يقضي رئيس الحكومة ساعات على الهاتف مع منافسي دروكر من اجل "اعطاء تفسير تفصيلي" لسلوكه. وبدل ان يقول للجمهور "أُحب أن أُدّلَّل من غير أن أدفع، والآن دعوني أعمل"، يصور نتنياهو نفسه بأنه ضحية مطاردة سياسية من قبل اليساريين في وسائل الاعلام والمتوكلين عليهم في كديما. لا حاجة لهذا. هل استمتعت في دارات فخمة وطائرات خاصة؟ حسن، دع الآن الآخرين يستمتعون باختلاس النظر.

        السبب الثالث هو الأهم. يميل الزعماء السياسيون الى سلوك شاذ. إن تولي السلطة مصحوب في الأكثر بالشذوذ والطموح اللذين لا ضابط لهما؛ أنا فوق الشعب ولهذا أستحق ما لا يحل له. هكذا كانت الحال منذ ايام الملك داود حتى موشيه ديان وجون كنيدي. لكن ثم مخاطرة في هذا التوجه. فالمنتصرون يُغفر لهم مطاردة النساء والفساد والقرب من مخالفي القانون، أما الخاسرون فيُرسلون الى غرف التحقيق والى غرف السجون.

        ليست مشكلة نتنياهو فيما فعل بل فيما لم يفعل، أي إظهار الزعامة واتخاذ قرارات تاريخية. إن رئيس الحكومة دبلوماسي ناجح يُدبر الاقتصاد جيدا ويحذر من استعمال القوة العسكرية ويُمسك بالائتلاف على نحو جيد. لكنه في ارادته عدم المخاطرة يوحي بعدم الفعل والجلوس الدائم على الجدار. في هذا الوضع في حين لا يوجد شيء يُبلغ عن نشاطه في قيادة الدولة، يشغلون أنفسهم بحسابات ثيابه المغسولة. ربما لا ينهي نتنياهو ولايته على مقعد المتهمين مثل اهود اولمرت. سيُتذكَر فقط باعتباره شخصا لم يكن هناك، وبدل أن يهزم ايران ويأتي بسلام مع الفلسطينيين، أضاع وقته على ردود على القناة العاشرة.