خبر ثقافة الأرض والوطن والتحرير!../ نواف الزرو

الساعة 09:11 ص|30 مارس 2011

ثقافة الأرض والوطن والتحرير! نواف الزرو

من أبرز وأخطر عناوين المشهد العربي في الداخل الفلسطيني (أراضي 48)، أن 90% من الراي العام الصهيوني يؤيدون تهجير عرب 48/ عن الإذاعة العسكرية، 25/12/2010 /، وقال وزير خارجيتهم العنصري أفيغدور ليبرمان، لمجلة "نيوزويك" إن 90 % من اليهود الإسرائيليين يؤيدون نقل عرب 48 إلى الخارج". وقال بني كتسوفر، رئيس "لجان مستوطني شمال الضفة الغربية" تعزيزا لذلك "إن أرض إسرائيل لليهود، وهذا ما يجمع هذه المواضيع تحت سقف واحد"، كما قال، وأضاف "ليس هناك فرق بين عرب الضفة وإخوانهم الذين يسمون أنفسهم بالفلسطينيين والذين يعملون على اجتثاث اليهود من أماكن مختلفة واحتلال أماكنهم".

 

ومن أبرز العناوين أيضا، تفشي مظاهر العنصرية في المدارس اليهودية والإجماع هناك في مناهجهم التربوية على "أن العربي الجيد هو العربي الميت"، فكشف عدد من مدرسي موضوع المدنيات في المدارس اليهودية في إسرائيل عن مظاهر عنصرية متفشية بين الطلاب اليهود وهي مثل عبارة "الموت للعرب" على دفاتر الإمتحانات وجدران المدارس/ عرب 48 18/01/2011 ".

 

وفي هذا السياق العنصري، كشف تقرير حقوقي نشر في أراضي 1948، بعنوان "العنصرية 11"، تصاعد الاعتداءات العنصرية من قبل المؤسسات الرسمية الصهيونية ومن قبل متطرفين يهود ضد فلسطينيي الداخل، وقال التقرير الصادر عن "الائتلاف لمناهضة العنصرية في إسرائيل"، والذي يضم 26 منظمة فاعلة في أوساط مختلف الفئات السكانية في الدولة الصهيونية "إنه تم تسجيل 552 حادثًا وقع على خلفية عنصرية، ما بين آذار (مارس) 2010 إلى آذار 2011"، مؤكدا" ارتفاعا بنسبة 400% في البلاغات حول أحداث عنصريّة وتمييز بين مجموعات عرقيّة مختلفة في الكيان الصهيوني".

 

فيما أظهر تقرير آخر"أن الحاخامات الذين أفتوا بمنع إسكان العرب أو بيعهم، لا يغردون خارج سرب العنصرية، وأن العنصرية والعداء للفلسطينيين والعرب يعبّران عن فكر ونهج راسخين في النظام والتجمع الاستيطاني الصهيوني/ الخليج-الخميس ,16/12/2010".

 

 إن هذا الانفلات العنصري الابرتهايدي الإرهابي المجنون الذي نتابعه في الآونة الاخيرة على امتداد مساحة الوطن العربي الفلسطيني، ليس عفويا أو لمرة واحدة أو بمبادرة فردية من أقطاب اليمين الصهيوني المتشدد مثل مارزيل وبن غفير وغيرهما، بل هو انقضاض عنصري فاشي برعاية سلطوية كاملة، بل "إن قادة اليمين المتطرف يتنظمون المسيرات العنصرية الإرهابية في المدن العربية وبحماية قوات الاحتلال، كما أعلنوا عن تشكيل طواقم خاصة لمتابعة القرى والمدن العربية، لإصدار تقارير منتظمة تتابع ما أسمهو "البناء غير القانوني والتماثل مع منظمات إرهابية/موقع عــ48ـرب -/25/3/2009 ".

 

وذلك ليس عبثا- فهم كمؤسسة وأحزاب وتنظيمات وهيئات صهيونية مختلفة تعمل على مدار الساعة من أجل تهويد الزمان والمكان الفلسطيني تهويدا شاملا، ويعتمدون في ذلك"سياسات التطهير العرقي" التي لم يتوقفوا عنها منذ احتلال واغتصاب فلسطين.

 

فالذي يجري هناك في أراضي 48 يحمل كل هذه المعاني بتداعياتها المختلفة ...!

وفي ظل هذا المشهد الصراعي قررت لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية داخل فلسطين/48، إحياء الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الفلسطيني، تحت عناوين وطنية متكاملة مثل"لا للعنصرية والتمييز"، ولا للهدم، ولا للمصادرات، وذلك إزاء تنامي التطرف وسفور وجه العنصرية الإسرائيلية التي باتت تحظى بكامل الشرعية في الخارطة السياسية الإسرائيلية، وأصبحت في مركزها بعد أن كانت قبل سنوات على هامشها ".

 

وفي هذا الصدد تحديدا قال د. جمال زحالقة"إن هذا السفور يسهل علينا محاربة العنصرية، وأن ما يسمى باليسار ليس أقل عنصرية من نتنياهو وليبرمان، ولكن الأخيرين لا يخفيانها بمساحيق تجميل، مما يسهل علينا تعريتها وفضحها".

 

وقال عوض عبد الفتاح "للتوضيح.. ليس ليبرمان هو الخطر إنما المؤسسة الإسرائيلية برمتها يسارًا ويمينًا هي مؤسسة معادية وعنصرية ضد العرب وحقوقهم وكيانهم القومي".

 

وتعود بنا هذه الاحداث والتصريحات إلى الوراء قليلا لنذكر:

في عكا المحتلة تحديدا- كان رئيس بلدية عكا شمعون لانكري- أعلن في خطاب تحريضي ضد عرب المدينة التي كانت عربية خالصة قبل قيام دولتهم: "من يرفع رأسه سنقطعه، المدينة ستبقى لنا إلى أبد الآبدين"، مضيفا: "عكا كانت لنا، وستبقى لنا إلى أبد الآبدين، لن نسمح لأحد أن يمس هذه المدينة،/ هناك أناس يريدون تخريبها، ولكن نحن لن نسمح لهم".

 

و دافيد أزولاي من حزب شاس يعززه قائلا:: «الأحداث تعزز المدينة، وعمقتها في الوعي اليهودي، لن نتوقف عن تهويد عكا".

 

 وقائد هيئة الأركان الأسبق للجيش الإسرائيلي موشيه يعلون يقول: "إنه ليست هناك فرصة للتعايش بين "الشعبين" العربي واليهودي"، مشيرا في مؤتمر نظمته في مستوطنة نهلال داخل أراضي 48 ما تسمى "اللجنة لمتابعة تحقيق قيم الصهيونية في أرض "إسرائيل" إلى "عدم إيمانه بالسلام بين العرب واليهود وبحياة الشراكة بينهما".

 

وحول عكا أيضا- صرح رئيس المدرسة الدينية في عكا الحاخام "يوسي شطيرن" قائلا: "التعايش هو شعار، في خاتمة المطاف عكا هي مدينة مثل رعنانا وكفار سابا وحيفا، ويجب الحفاظ على هويتها اليهودية... نحن هنا للحفاظ على الهوية اليهودية ولتقوية الروح ولاجتياز الامتحان القومي بشرف".

 

ومن عكا إلى يافا-التهويد يلاحق اهلنا هناك، فلم تتوقف عملية التصعيد الارهابي الترانسفيري ضد أهل يافا الصامدين أبدا، فوسط تخوف من امتداد موجة الاعتداءات العنصرية من مدينة عكا إلى مدينة يافا، يقرأ أهالي مدينة يافا شعارات عنصرية حاقدة على الجدران تتضمن "الموت للعرب"، بالإضافة إلى شتائم وكلمات عنصرية نابية ضد العرب".

 

وقبل ذلك- كانت "استغاثت عائلات فلسطينية في مدينة يافا المحتلة عام 1948 لإنقاذها من خطة إسرائيلية تقضي بطردهم من منازلهم البالغ عددها 400 منزل تاريخي، في مسعى لمواصلة تهويد المدينة العربية".

 

وفي السياق ذاته رفعت مجموعة من المتطرفين الصهاينة  ذروة نشاطها العنصري ضد العرب في الجليل عبر جمعية جديدة تطلق على نفسها اسم "الصهيونية المتجددة"، وهذه الجمعية وبحسب المسؤول عنها، ميخائيل عوفاديا، أقيمت بمبادرة مائة يهودي يميني وجندت خمسة آلاف متطرف جديد في صفوفها وتسعى إلى تجنيد مائة ألف، وتعمل تحت عنوان "العرب في الجليل خطر على مستقبل اليهود" و"لا تنازل عن إسرائيل الكبرى".

 

يتعمق الباحث الاسرائيلي ميرون بنفنستي في هآرتس في إلقاء الضوء على الخلفيات الحقيقية للأحداث العنصرية في ام الفحم وعكا ويافا وباقي المدن الفلسطينية أكثر من غيره، فيقول: "إن هذا التوتر المحلي – البلدي يزيده حدة  بعدٌ قومي شمولي آخر يتجاوز حدود المدينة ذاتها، وهذا الأمر يشتق في اسرائيل من الصراع الشامل الاسرائيلي – الفلسطيني".

 

إذن –هكذا هي الأمور وهذه هي الحقيقة الساطعة....

فنحن ما زلنا في فضاءات ذكرى يوم الأرض..!.

 فالأصل فيما يجري في أم الفحم وعكا ويافا وكل مدن فلسطين 48 إنما هو ذلك الصراع السياسي السيادي الوطني الوجودي الكامن تحت الرماد بل وفوق الرماد في معظم المراحل الزمنية .

 

 فالمعركة- إذن- على المدن الفلسطينية التاريخية... وعلى الأرض والتراث والتاريخ...

 وعلى الهوية والمسميات وعلى كافة الملفات الفلسطينية التي تسعى دولة الاحتلال الى شطبها بالكامل...!