خبر رغم كل شيء، تعيين ممتاز- يديعوت

الساعة 09:37 ص|29 مارس 2011

رغم كل شيء، تعيين ممتاز- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

كان ينقص فقط الغلاف حتى يظهر هذا كاحتفال الاوسكار. "والفائز هو" – التوتر في ذروته، نتنياهو يوجه نظره الى الكاميرا، صمت في الجمهور، الكل يحبس انفاسه – "يورام كوهين". تصفيق عاصف. هذا ليس بيانا عن تعيين رئيس المخابرات. هذا سيرك. تستحق المخابرات ورئيسها احتراما اكبر بكثير. فمنذ متى يتم الاعلان عن رئيس المخابرات – أحد أصحاب المناصب المركزية في الحفاظ على أمن اسرائيل وطابعها الديمقراطي – في حدث للصندوق القومي، بتزامن دقيق مع وقت البث الافضل؟ رئيس الوزراء تشوش. خيل له أنه "الاخ الاكبر" وان كل الدولة هي برنامج تلفزيوني. في تعيين المسؤول التالي سيكون الجمهور مطالبا ايضا بان يبعث بالبلاغات القصيرة.

ثمة قدر ما من المفاجأة في تعيين يورام كوهين. من الصعب التحرر من الاحساس في أنه في اختيار يورام كوهين كان هناك استفزاز من رئيس الوزراء لرئيس المخابرات الحالي يوفال ديسكن. نتنياهو ووزير الدفاع باراك أجريا مقابلات للمنصب مع "ج" أيضا، الكبير في المخابرات الذي لم يظهر على الاطلاق في قائمة المرشحين الذين عرضهم ديسكن، رغم ان رئيس الوزراء كان على علم جيد بشبكة العلاقات الاشكالية بينه وبين ديسكن.

وكان التردد طويلا جدا. وفي النهاية تم الاختيار الاكثر محافظة. بصراحة ليس الاقل جودة بل المحافظ. يورام كوهين هو الرجل الذي سيقود المخابرات في الصعود الى التلة. ليس بالقفز، ليس بالتقلبات، بل بالتطور الطبيعي، كمواصل الطريق التي حرثها ديسكن.

جرى الحديث كثيرا عن أن حاخامين تدخلوا ضد تعيين "ي" لانه كان في ماضيه رئيس الشعبة غير العربية، والتي تعمل تحت إمرته الدائرة اليهودية. هذه الحقارة من شأنها أن تلقي بالظلال على تعيين كوهين وتعرضه كتعيين سياسي، وذلك أيضا بسبب كونه رئيس المخابرات الاول الذي يعتمر قبعة دينية. هذا ظلم كبير. إذ لا يحتمل ان يكون تعيينا مهنيا اكثر من تعيين هذا الرجل. اغلب الظن ليس لديه اصدقاء في الكنيست وفي الحكومة، ليس وراءه مؤيدون من خريجي غولاني، ومن هذه الناحية فانه رجل جد باعث على السأم.

مسموح لنا ايضا أن نفترض بان نتنياهو جد لم يستطب التوصيات التي قدمتها وسائل الاعلام بشأن تعيين "ي". فتعيين كوهين يدل بالضبط على ما هي توقعات القيادة السياسية من المخابرات. بتعبير آخر: "المهمة الرئيسة للمخابرات هي مكافحة الارهاب في الساحة الفلسطينية وبالتالي لا تشوش لنا عقولنا بتحقيقات السياسة الخارجية والحروب ضد الشر العالمي. وبتعيين كوهين قال نتنياهو في واقع الامر: اريد رئيسا للمخابرات يبلغني كم عربيا شريرا أمسك اليوم.

لا حاجة للبحث هنا عن ايديولوجيا. نتنياهو اختار الرجل الاكثر قبولا في الجهاز من بين المرشحين، التعيين الذي لن يثير الضجيج ويحدث الحد الادنى من الصدمات الشخصية.

الناس سيقبلون قيادته وصلاحيته بشكل طبيعي، دون فترة اعتياد. معقول الافتراض انه اذا طلب من "ي" البقاء في المخابرات كي يساعده – فان طلبه لن يلقى الرفض. وذلك لان وجود "ي" و "ج" هو مكسب صرف للجهاز.

منذ بداية طريقه اعتبر كوهين رجلا حادا، سريع البديهة، ذا فهم استخباري معمق أخذ في التحسن. خلفيته التربوية تذكر جدا بخليفة يعقوب بيري، وبقدر معين ايضا ديسكن ولكن من الصعب مقايسته برؤساء المخابرات السابقين. عنده، المفهوم الاستخباري والقدرة الاستخبارية عديمة المساومة. والرجل صريح جدا ويقول ما يفكر به. ومع ذلك، فانه حتى من خدم معه لفترات طويلة لا يعرف ما هي مواقفه السياسية.

من اصل المرشحين الثلاثة اجتاز كوهين المسار الكامل والاكثر وضوحا في مجال الوسط العربي، في الميدان. تعيينه أيضا لا يخلق معارضة او علامات استفهام في المخابرات. فهو لم يجعل له أعداء. ربما لانه لا يثير العداء. اسلوبه في الادارة – على مدى كل الطريق – هو التشاور وتوزيع الصلاحيات. ليست لديه مشكلة في أن يسأل الاسئلة في المجالات المهنية اذا كان يشعر بانه ليس ضالعا بما فيه الكفاية.

سلوكه الشخصي بالتأكيد يتناسب وشعار "المتواضع". في هذا الموضوع هناك من يشبهه ببني بيغن. رجل متواضع، منطوي على نفسه، الامر الذي لم يمنعه من أن يكون قاسيا تجاه من لا يفون بمطالبه. بالقياس لبعض من رؤساء المخابرات الملونين – هو بالتأكيد يمكن ان يعتبر قاتم جدا.

التحديات التي تقف امامه هي معالجة فجوات الاستخبارات التي فتحت في السنوات الاخيرة في المجال العربي؛ الاستعداد لعصر مغاير حيال السلطة الفلسطينية وحيال تأثيرات التغييرات في العالم العربي على الارهاب. في المجال التكنولوجي: تخطيط وبناء القدرات، بما في ذلك تطوير قدرات الدفاع الالكترونية عن الذخائر الوطنية لاسرائيل. مجال جديد نسبيا وليس فقط في المخابرات. بالتوازي يتعين عليه أن يخطط ويبني القوى البشرية في المخابرات كي يدفع بدم جديد الى الجهاز.