خبر جبل الهيكل المشترك هآرتس

الساعة 09:35 ص|29 مارس 2011

جبل الهيكل المشترك هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: كتاب جديد يجمع مقالات لعدد من المستشرقين اليهود وغيرهم يصور العلاقة بين الاسلام واليهودية تصويرا يختلف عما يحاول كثير من اليهود إذاعته - المصدر).

        قبل اسبوعين أُبلغ هنا، في سياق ربط قام به رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بين عملية القتل في ايتمار ونشرات التحريض عند الفلسطينيين، عن بحث جديد حلل "نشرات الموعظة الاسبوعية" التي تنشر في الكنس بالآلاف. وجد الباحثون ان النشرات التي تتمتع كثيرات منها بنفقة وزارة التربية، تستعمل المصادر من اجل التحريض على الفلسطينيين. يُعرض اليهود فيها باعتبارهم أبناء النور في مقابلة المسلمين الذين هم أبناء الظلام وهم قتلة وأشرار وظامئون للدم. طلب بنحاس ليزر، وهو من النشطاء القدماء في "نتيفوت شالوم" أن يحيط القراء علما بأنه توجد الى جانب نشرات الكراهية نشرات سبت مستنيرة ايضا.

        صرف ليزر الانتباه الى تفسير لفصل "فيكراه" في صفحة السبت التي يحررها منذ 13 سنة تحت اسم "سبت سلام". يقتبس هناك من كلام الحاخام حاييم هرشينزون (1857 – 1935) الذي كتب أن الهيكل للشعوب كلها، وأنه ليس فيه تمثال أو رمز مخصص لشعب واحد فقط. رأى الحاخام هيرشينزون الهيكل ايضا مكان القانون الدولي ومركز العدل بين الشعوب. تذكر "شبات شالوم" (سبت سلام) أن هيكل الرب في القدس ليس هيكلا قوميا ألبتة، وأن ماهيته كلها هي تمثيل البشرية كلها والانسانية في الانسان. يؤكد ليزر ان "شبات شالوم" تمولها تبرعات خاصة وصناديق غير حكومية.

توجد اضاءة ايضا لعلاقة الاسلام باليهودية. فهي تُعرض في كتاب جديد حرره البروفيسور موشيه معوز ("مواقف المسلمين من اليهود واسرائيل"). إن هذا الكتاب الذي يجمع مقالات لباحثين وقادة دين مسلمين ويهود، يضعضع التصور السائد أن الاسلام معادٍ للسامية ومعادٍ لاسرائيل.

يقول معوز ان أكثر باحثي الاسلام يشيرون الى أنه الى جانب فترات الاذلال والمطاردة والتمييز السياسي، تمتعت الطوائف اليهودية في البلاد الاسلامية سنين طويلة بالتعايش والتسامح. كانت علاقة المسلمين باليهود أفضل كثيرا من علاقتهم بالنصارى، وأفضل بما لا يقاس من علاقة النصرانية باليهودية. إن مبشرين وكُهانا نصارى غذّوا المسلمين بافتراءات دموية عن اليهود وهم الذين أذاعوا فيهم "بروتوكولات حكماء صهيون".

كما هي الحال عندنا، تقوم دوائر اسلامية وقومية متطرفة باستعمال انتقائي للمصادر الدينية – القرآن والحديث النبوي – وتلصق بها تفاسير معادية للسامية ومعادية لاسرائيل/ الصهيونية. وكما هي الحال عندنا، قوي هذا التوجه منذ كان احتلال مناطق عربية ولا سيما المواقع المقدسة للاسلام في حرب الايام الستة. يؤكد الباحثون ان ايران وحزب الله الشيعيين، والقاعدة وأجزاء من الاخوان المسلمين من أهل السنة، الذين يقودون في العقود الاخيرة التحريض المعادي للسامية، لا يمثلون التوجهات المركزية في الاسلام.

يؤكد معوز أن أكثر نظم الحكم في العالم العربي والاسلامي، والنخب السياسية والعسكرية والاقتصادية، بل قادة كبارا من رجال الدين، تبنوا مواقف براغماتية نحو اسرائيل واليهود. فعلى سبيل المثال زار عبد الرحمن وحيد الذي كان رئيس اندونيسيا – وهي أكبر دولة مسلمة في العالم – اسرائيل بضع مرات وأجرى حوارا دينيا مع اليهود. وبادر عبد الله، ملك السعودية، الى لقاءات مع يهود في اوروبا والولايات المتحدة. وقد اعترفت ايران وتركيا ودول مسلمة افريقية باسرائيل بعد انشائها، وتعاون النظام الهاشمي معها عشرات السنين.

        يُقدر معوز انه اذا كشفت اسرائيل عن استعداد لحل القضية الفلسطينية ولا سيما الاختلاف في الاماكن المقدسة للاسلام في القدس فان هذا سيؤثر تأثيرا حاسما في علاقة العالم العربي والاسلامي بها، ويوقف التوجهات المعادية للسامية والمعادية لاسرائيل عند المتطرفين. في مقابلة ذلك يُحذر المستشرق المقدسي من أنه اذا بقيت اسرائيل تزيد في قبضتها على المناطق فان هذه التوجهات ستزداد تطرفا الى درجة قطع العلاقات مع اسرائيل وهجمات ارهابية على طوائف يهودية في المهاجر.

يا ويلنا اخطأنا

إن رفض طلب من سكان المناطق للخروج من منطقة ما لـ "اسباب أمنية"، هو أمر معتاد جدا. وكذلك رفض استئنافاتهم "اعتمادا على مادة سرية"، اجراء مقبول. إن حالة حازم قطش من رام الله هي بمنزلة الشاذ الذي يستطيع ان يشهد على القاعدة المعتادة في العلاقات بين المحتل والواقع تحت الاحتلال. رفض قطش الذي لم يُجرم قط بجناية أمنية ولم يُعتقل أن يتنازل. فقد طلب قبل نحو من نصف سنة من مركز حماية الفرد أن يُقدم باسمه اعتراضا على قرار منع خروجه الى الخارج. وتحدد نقاش ذلك في 14 شباط من هذا العام.

        في 10 شباط اتصلت نائبة المدعي العام دانيال ماركس بمكاتب "المركز". أبلغت المحامي العاد كهانا أن الجهات الامنية أبلغتها أن خروج قطش من المنطقة ممنوع لأن هذا الرجل "نشيط من حماس له علاقة تنظيمية وأمنية بعناصر من الحرس الثوري في ايران"، لا أقل من ذلك. وجاء هذا الابلاغ الى المركز بصورة خطية ايضا. وأضافت النائبة انه بخلاف زعمه انه لم يُجرم قط قد كان في السجن مدة خمس سنين.

        لم تؤثر في النيابة العامة رسالة من مصلحة السجون صادقت على ان قطش لا يظهر في سجلاتها. بعد إلحاح فقط تفضلت السلطات بالفحص عن امكانية أن الحديث عن شخص آخر. وقبل المداولة في المحكمة في ساعات ما بعد الظهر قبل أقل من يوم جاء عن النيابة العامة انه "وقع خطأ" في مرحلة الاستئناف (لا في مرحلة القرار الأصلي) بسبب طباعة مخطوءة لرقم بطاقة هوية المستأنف. ولذلك فان الجهات الامنية لا تعارض خروجه من المنطقة. كيف كانت تنتهي هذه القصة لولا إصرار أناس "المركز"؟. كم من المواطنين الفلسطينيين المستقيمين لا يعلمون حتى أنهم وقعوا ضحية طباعة مخطوءة.