خبر مالم تعرفوه عن الأسير مهندس عملية « عتنائيل » والتي أدت لمقتل 5 صهاينة!

الساعة 07:50 ص|29 مارس 2011

مالم تعرفوه عن الأسير مهندس عملية "عتنائيل" والتي أدت لمقتل 5 صهاينة!

فلسطين اليوم-الخليل (خاص)

أسدٌ في عرينه رغم ظلم الأسر وجبروت الجلاد ورغم نخر برد جدران الزنزانة وعتمتها وقسوة البعد والحرمان عن الأهل والخلان , ورغم أنين زرد السلاسل وعنجهية السجان , شامخ كشموخ جبال الجرمق وعيبال وجرزيم , ثائر صابر مرابط في غياهب باستيلات بني صهيون , ذاد بروحه وزهرة عمره عن شرف الأمة وعزتها وكرامتها , عرف الفجر في بزوغه والليل في خشوعه .

الأسير "منيف أبو عطوان" احد قادة "سرايا القدس" من قرية الطبقة الواقعة ببلدة  دورا قضاء الخليل جنوب الضفة المحتلة , يقبع الأسير منيف أبو عطوان  في سجون الاحتلال منذ عام 2002م , ومحكوم بالسجن (خمسة مؤبدات وعشرين عاماً) والقابع في سجن ريمون بتهمة عملية "عتنائيل" البطولية والتي نفذها المهندسين - الإستشهادي المهندس محمد مصطفى شاهين , والإستشهادي المهندس أحمد عايد الفقية , التي قتل فيها خمسة صهاينة وأصيب اثني عشر آخرين نهاية العام 2002م في شهر رمضان ، رداً على جريمة اغتيال القيادي في سرايا القدس الشيخ حمزة أبو الرب , الذي خلا قاموسه من مفردة الاستسلام والذي خاض معركة بطولية مع قوات الاحتلال في بلدته قباطيه قضاء جنين مساء يوم الخميس 26/12/2002م واستمرت لعدة ساعات واستشهد خلالها القائد حمزة بعد أن أوقع في صفوف العدو العديد من الإصابات والقتلى .

حيث كان الأسير المجاهد منيف أبو عطوان من جهز المهندسين الشهيدين شاهين والفقيه لتنفيذ العملة البطولية , واشترك الأسير المجاهد عرفات الزير معهم في التجهيز والتخطيط من أجل نجاح العملية .

في تمام الساعة 7:45 من مساء ليل الجمعة الموافق 27/12/2002م كان الاستشهادي البطل أحمد عايد الفقيه ورفيق دربه على الشهادة الاستشهادي البطل محمد مصطفى شاهين من فرسان (سرايا القدس) يقتحمون مستوطنة "عتنائيل – جنوب مدينة الخليل" من الباب الخلفي للمغتصبة تحرسهم عين الله وملائكته، مستهدفين تجمعًا للصهاينة معظمهم من الجنود الذين يمضون إجازتهم في دراسة الأساطير التوراتية في معهد ديني متطرف للمستوطنين.

وقف الشهيدان الفارسان أحمد ومحمد وجهًا لوجه مع أعداء الله فقاتلوا حتى آخر طلقة وآخر قطرة دم وثبتوا في الميدان لمدة ساعتين لم يهربوا ولم يفكروا في الهرب أو النجاة، لأنهم ذهبوا للشهادة في سبيل الله، عندما أدركوا أن النجاة مع الله هي في الثبات في ساحة الجهاد... هي في القتال حتى آخر قطرة دم... فصنعوا معركة بطولية... وصنعوا فضيحة كبرى مرة ثانية للجيش الذي قيل عنه بأنه لا يقهر فقهروه، ومرغوا أنفه في التراب فنالوا الشهادة.. ونالوا وسام البطولة والمجد وثأروا للشهيد القائد (حمزة أبو الرب) ودماء الشهداء الأبرار وقتلوا عددًا من الصهاينة، معظمهم من الجنود، اعترف العدو مؤخرًا أنهم بلغوا ستة قتلى وعددًا من الجرحى.

 

وهنا يأتي دور المجاهد الأسير منيف أبو عطون في التخطيط وإخبار الشهيدين بمعالم المستوطنة وأين سيهاجمون وكيف سينتقلون  , وكانت مصادر استخباراتية صهيونية قد ذكرت أن المجاهدين شاهين و الفقيه تلقوا معلومات ومساعدة من مصادر مطلعة على شوارع وأبنية المستوطنة قبل اقتحامها كما أنهم كانوا يرتدون البزات العسكرية الصهيونية ويحملون بنادق من نوع ‘م16 وأنهم اقتحموا المعهد الديني بعد أن نجحوا في الدخول إلى قلب المغتصبة رغم صعوبة تحصيناتها، ورغم الحراسة المشددة التي كانت تحيط بها، ووصل الفرسان، وانطلقوا من المطبخ وفاجئوا الجنود الصهاينة أثناء تناولهم للعشاء ثم أخذوا ينتقلون إلى الممرات والغرف وقد استشهد أحد المجاهدين في داخل المعهد فيما نجح الثاني بالخروج من المستوطنة وتمت مطاردته بالقرب من بلدة الظاهرية حيث استشهد هناك، وبذلك ارتقى احمد ورفيقه صهوة المجد بامتياز وجدارة.

 

وعن يوم  محاكمة الأسير قال أخ الأسير أبو عطوان واصفاً المشهد : " دخلنا الى قاعة المحكمة من أجل سماع القاضي والحكم على منيف فكان هذا المشهد ,  قال القاضي: منيف أنت متهم بالمساهمة في تنفيذ عملية انتحارية .. وقف منيف على منصة أمام القاضي وكأنه لا يقف في محكمة .. تذكرت وقوفه أثناء مجادلته لنا في البيت وكأن الأمر لا يهمه .. يقول الجندي الذي يمثل دور الادعاء العسكري له: أنت شاركت بتنفيذ عملية انتحارية وبعد إن قام المترجم بالترجمة تجهم منيف وقال لذاك الرجل .. أنت ايش بتخبص ولا مجنون .. دق القاضي بيده الطاولة .. فقال المترجم احترم المحكمة .. ولكن كيف أترجم كلمة بتخبص .. فقال منيف ترجمها زي مبدك يعني هذا بخربط في غير الداير تمتم المترجم كلمات باللغة العبرية فضحك القضاة وضحكنا على ضحكهم .. ولم يكن منيف يأبه بالمحكمة فهو يعرف ان الحكم الذي ينتظره ليس بقليل .. وما كان يهمه هو رؤيتنا فقط حيث كان ينظر إلينا ويدير ظهره للقاضي ويؤشر لنا ويقول: لا تخافوا .. يدق القاضي بيده انظر هنا .. ثم يعود وينظر لنا .. لحظات هي حتى أجلت المحكمة إلى شهر فهجم الجلادون على منيف وقيدوه من يديه حيث كان مقيدا من القدمين وهو واقف وانتزعوه دون أن نتحدث معه ".

 

وبعد أشهر كان الحكم على منيف أبو عطوان (خمسة مؤبدات وعشرين عاماً) وهو يقبع أسد ا في سجن ريمون الصحراوي .

 

علما أن والدة الأسير منيف أبوعطوان الحاجة مريم عود الله إبراهيم أبو عطوان "75عاما" قد استشهدت بعد زيارة الأسير منيف وتؤكد التقارير الطبية وجود جلطة أدت لانهيار والدة الأسير بالكامل ولم يتم متابعتها وقت نقلها لمكان داخل السجن.

 وقال الأسير منيف أبو عطوان والمحكوم بالسجن (خمسة مؤبدات وعشرين عاماً) والقابع في سجن ريمون "إنني استهجن عدم متابعة أم أسير مصابة بالجلطة، وأستغرب أكثر كيف تم رفض إحضار الماء لمريضة على وشك الموت في محيط السجن"، وحمل الأسير أبو عطوان الاحتلال المسئولية الكاملة على ما جرى لوالدته وخاصة تعرضها لجهاز فحص الليزر المحرم استخدامه دوليا لأكثر من ثمان مرات متتالية على حاجز بين الظاهرية والسبع الأمر الذي ألحق بوالدته ضرراً صحياً بالغاً.

وكانت الفقيدة قد ارتقت إلى العلا ليلة الخميس/ الجمعة، متأثرةً بنزيفٍ حاد أصابها ولم يستطع الأطباء السيطرة عليه جرَّاء إجراءات التفتيش المعقدة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق ذوي الأسرى، وذلك خلال زيارتها لنجلها منيف القابع في سجن "ريمون" يوم الأحد الماضي.

وأوضح أبناء الفقيدة أن حالتها الصحية تدهورت عقب رجوعها من زيارة نجلها نتيجة ما تعرضت له من إشعاعات تصدر عن أجهزة التفتيش؛ حيث أغمي عليها داخل السجن ولم تستطع إكمال سيرها لتنقل بعد عودتها إلى المستشفى ويتبين بأنها مصابةٌ بنزيف حاد إلى أن أعلن وفاتها.

وقد نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الفقيدة العزيزة مريم عوض الله أبو عطوان (77 عاماً) والدة الأسير المجاهد منيف أبو عطوان احد قادة "سرايا القدس" وأعربت الحركة عن مواساتها الحارة لابنها الأسير المجاهد منيف القابع في سجون الاحتلال .