خبر ابعاد رام الله عن غزة- يديعوت

الساعة 09:34 ص|28 مارس 2011

ابعاد رام الله عن غزة- يديعوت

بقلم: الياكيم هعتسني

(المضمون: اليمين ملزم بان يستوعب بان من الافضل ان تكون فتح وحماس، المنظمتين الارهابيتين الاجراميتين اللتين تتطلعان الى ذات الهدف، تبقيان تشل الواحدة الاخرى - المصدر).

        المصلحة الاسرائيلية تملي هدوءا امنيا حول القطاع وذلك من أجل عدم التشويش على الصورة الحقيقية التي تخرج الان من الشرق الاوسط: اسرائيل كجزيرة هدوء في بحر عربي هائج. وذلك لانه لا صلة للحروب والاضطرابات التي حولنا بما زعم بانها "المشكلة" المزعومة للمنطقة – حقيقة أن ليس للعرب المحليين دولة تدعى "فلسطين" (دولة في الاردن لديهم منذ الان). تونس والقاهرة اشتعلتا، اليمن وسوريا في اللهيب، في البحرين وفي عمان يتظاهرون وفي ليبيا حرب – ومن لديه رأس لـ "فلسطين"؟

        وعليه، فان الشعار الصادر الان عن صناعة السلام – "الان بالذات!" – يبدو مثيرا للشفقة.

        تحسن الحكومة صنعا اذا لم تنجر الى اشتعال واسع. ومع ذلك – ما العمل؟ أوليس كل صاروخ، حتى عندما ينفجر في "ارض مفتوحة"، يصيب: يغلق المدارس، يخلي الشوارع، يزرع القلق، يعطل الحياة. من جهة اخرى، اصابات رمزية "عقارية"، هي عديمة التأثير، وسقوط ضحايا في اوساط السكان المدنيين يوفر فقط لحماس العناوين الرئيسة التي تحتاجها.

        بقي القتل المركز للزعماء واصحاب المناصب في دولة الارهاب الغزية: من الشرطي البسيط وحتى "الوزير" في "حكومة" حماس. كل من يدس رغيفه في صحن الحكم الارهابي سيكنسون من الشوارع وسيحددون كمطاردين. هذا النهج ناجع ورادع، ونحن من اوائل مخترعيه في العالم.

        هناك من لا يكتفون بقرص تخفيف آلام الرأس هذا ويطالبون بعلاج جذري، حل راديكالي، رد استراتيجي – سواء لتعليلات عسكرية ام لتعليلات سياسية. آفي ديختر، رئيس المخابرات الاسبق والنائب عن حزب كديما، يقول عن حق: محظور أن نجتذب الى فخ ابو مازن وفياض، اللذين يعتزمان الاعلان عن دولة فلسطينية في يهودا والسامرة فقط وترك غزة كمشكلة خاصة لاسرائيل. وهو يقترح "الاصرار على التعاطي مع يهودا والسامرة وقطاع غزة كجملة واحدة". ويتبين انه حتى حسب الوثيقة الاكثر صعوبة لاسرائيل "خريطة الطريق" لا يجب ادارة مفاوضات مع رام الله طالما بقيت غزة تتصرف كدولة ارهاب.

        ولكن تتمة أقوال ديختر اشكالية: "دون تفكيك البنى التحتية الارهابية لحماس لن يحل السلام". الاستنتاج اللازم هو أن حربا مبادر اليها ضرورية في القطاع لتصفية حماس وذلك من أجل السماح بقيام دولة فلسطينية ذات "جملة واحدة"، معها فقط يمكننا صنع السلام. مشكوك أن يحب أحد من جنودنا فكرة ان يخدم كصيغة جديدة لـ "ضحايا السلام" في حرب ليست لنا، لفرض رام الله على غزة.

        ولكننا نسعى هنا الى أن نعرض نظرية معاكسة. ديختر محق في انه طالما كان الفلسطينيون منقسمين ومختلفين بين يهودا والسامرة وغزة، لا يمكن ان تقوم دولة فلسطينية. ولكن من هنا ينبع الاستنتاج المعاكس في أنه ينبغي عمل كل شيء كي لا يتحدوا أبدا، وهكذا نوفر على أنفسنا "فلسطين المستقلة" كبكاء للاجيال.

        على هذه الخلفية يمكن أن نفهم لماذا بات الكثير من اليساريين فجأة مكافحين، يدفعون نحو حل الحرب لغرض احتلال القطاع. اسيادهم الفكريون لا بد قد أصدروا لهم هذا الترخيص، وذلك لان النية هي الاحتلال من حماس من أجل العطاء لفتح. ولكن هذا بالضبط السبب الذي يجعل اليمين ملزما بان يستوعب بان من الافضل ان تكون فتح وحماس، المنظمتين الارهابيتين الاجراميتين اللتين تتطلعان الى ذات الهدف، تبقيان تشل الواحدة الاخرى.

        فصل القطاع عن "الضفة" سيمنع أيضا طوفان بشري يغرق يهودا والسامرة ويشعل اضطرابات دموية على خلفية قبلية واقتصادية. وبالاساس: انقسام الفلسطينيين الى شطرين متساويين تقريبا (2.6 مليون في يهودا والسامرة، 2.3 مليون في القطاع) يساعدنا على الا نخسر وطننا في صالح "فلسطين كجملة واحدة"، نهايتها تطويقنا من حدود العراق وحتى البحر المتوسط. استراتيجية محررة من مسيحانية السلام تفترض العكس: فتح معبر رفح وتوجيه القطاع نحو سيناء ومصر، هناك مستقبله وهناك الحل لجماهيره.

        وهكذا على نحو مفعم بالمفارقة، فان اليمين هو الذي يطالب هذه الايام بـ "ضبط النفس".