خبر السوريون سيهتمون بأنفسهم -هآرتس

الساعة 09:32 ص|28 مارس 2011

السوريون سيهتمون بأنفسهم -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الرئيس السوري، بشار الاسد، يكافح في سبيل بقاء حكمه أمام موجة المظاهرات التي بدأت في درعا ووصلت في نهاية الاسبوع الى أطراف دمشق واللاذقية. ويستخدم الاسد القوة ضد المنتفضين من جهة – العشرات منهم قُتلوا بنار قوات الامن السورية – ومن جهة اخرى ينثر الوعود بالاصلاحات التي يفترض ان تهديء خاطر الجمهور وتنقذ النظام.

        الانتفاضة في سوريا تضع تحديا أمام اسرائيل. فلاول مرة منذ اليقظة الثورية في العالم العربي، وصلت المظاهرات الى دولة مواجهة مجاورة تقيم علاقات ردع متوترة مع اسرائيل وتحتفظ بقوة عسكرية كبيرة. الرئيس السوري الحالي وأبوه، حافظ الاسد، سعيا في سنوات حكمهما الى "التوازن الاستراتيجي" مع اسرائيل، وفي العشرين سنة الاخيرة أدارا مع بعض التوقفات مفاوضات سلمية، ترمي الى استعادة سوريا لهضبة الجولان وتثبيت منظومة علاقات امنية ومدنية جديدة بين الدولتين.

        تضعضع الحكم السوري يجسد حجم الفرصة الضائعة التي في فشل الاتصالات مع سوريا. ليس لاسرائيل اليوم قنوات اتصال مرتبة مع دمشق، مثلما توجد لها مع مصر والاردن. كما انه لا يوجد اتفاق سلام يمكن لاسرائيل ان تطالب باحترامه، مثلما فعلت بعد الانتفاضة في القاهرة.

        للازمة في سوريا ستكون آثار هامة على الوضع الاستراتيجي لاسرائيل. توجد فيها مخاطر، مثلا اذا ما وقعت مخزونات الصواريخ والسلاح الكيماوي السوري في أيادي خطيرة، اذا ما حاول الحكم المنهار تشديد المواجهة مع اسرائيل في سبيل البقاء، أو اذا ما استخدام خلفاؤه النزاع مع اسرائيل لكسب الشرعية الداخلية. كما تكمن فيها الفرص، اذا ما صعد الى الحكم بدلا من الاسد نظام ديمقراطي يبتعد عن ايران، حزب الله وحماس.

        على اسرائيل ان تمتنع عن أي تدخل علني أو سري في ما يجري خلف الحدود الشمالية، سواء بالأفعال أم بالاقوال. عليها ان تضمن تنفيذ اتفاق فصل القوات الذي بفعله يسود الهدوء في حدود هضبة الجولان، ومطالبة كل حاكم سوري الحفاظ عليه في المستقبل. فضلا عن ذلك، على اسرائيل ان تعلن بأنها ستجري مفاوضات سلام مع كل حكومة سورية تنال الشرعية والاعتراف. أما السوريون فينبغي لهم ويمكنهم ان يحلوا مشاكلهم بأنفسهم.