خبر رصاص مصبوب 2 -يديعوت

الساعة 09:29 ص|28 مارس 2011

رصاص مصبوب 2 -يديعوت

التعلم من الأخطاء

بقلم: غيورا ايلند

        (المضمون: اذا  انطلقنا في حملة كبيرة في غزة، على اسرائيل ان تحدد مسبقا وتنسق ذلك مع الولايات المتحدة، بان نهاية الحملة تتشكل من ثلاثة مواضيع يجب أن تحل في وقت واحد. الاول هو وقف النار؛ الثاني هو تسوية لفتح واسع لمعابر الحدود بين اسرائيل والقطاع؛ والثالث هو اتفاق "معقول" لتبادل الاسرى - المصدر).

        الواقع في الاسابيع الاخيرة يخدم جيدا حماس وبالتأكيد الجهاد الاسلامي، وذلك لان اطلاق صواريخ قليلة، مرة على بئر السبع، مرة على اسدود وفي كل يوم نحو بلدات غلاف غزة، يشل الحياة في جنوب الدولة، فيما أن الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون، هجمات موضعية وقليلة لسلاح الجو الاسرائيلي – هو ثمن صغير ومحتمل. واضح (هكذا آمل) بان هذا الواقع لا يطاق. وانه اذا لم تتوقف النار في غضون عدة ايام، فلن يكون مفر من خروج اسرائيل الى حملة كبرى.

        هذا الواقع بالتأكيد يذكرنا بكانون الثاني 2008، وليس عبثا يذكر تعبير "رصاص مصبوب 2". ومن الجدير إذن تعلم دروس الحملة قبل سنتين وربع السنة قبل الخروج الى خطوة مشابهة.

        الموضوع الاول الذي ينبغي ايضاحه هو هدف الحملة. الهدف هو الرد على سؤال ماذا نريد (على المستوى الاستراتيجي) تحقيقه. يمكن تحديد اربعة اهداف مختلفة، من الاكثر تواضعا وحتى الابعد أثرا).

        الهدف الادنى: تحقيق الردع – نهاجم أهدافا في غزة بقوة وتواتر الى أن يفهم الطرف الاخر بان استمرار العنف يعرض حكمه للخطر فيوافق على وقف النار.

هدف محتمل ثانٍ هو تحقيق الهدف الاول يضاف اليه – توجيه ضربة شديدة للقدرة العسكرية لمنظمات الارهاب في غزة.

هدف محتمل ثالث هو تحقيق الهدف الثاني يضاف اليه منع قدرة حماس والمنظمات الاخرى على مواصلة تهريب السلاح في المستقبل عبر محور فيلالدفيا (حدود مصر – غزة).

والهدف الرابع هو اسقاط حكم حماس وفي ظل ذلك تحقيق كل المستويات الثلاثة السابقة.

توجد ترجمة جد مختلفة لكل واحد من الاهداف الاربعة للعملية العسكرية ("المهامة") المناسبة لها والتي تخدمها.

اذا اكتفينا بالهدف الاول، فانه يمكن على ما يبدو تحقيقه من خلال عملية جوية فقط. اذا كنا معنيين بالثاني ايضا – ضربة شديدة لقدرة حماس العسكرية (قتل مقاتليها، تدمير الانفاق، ضرب مخازن السلاح وما شابه) – فمطلوب ايضا عملية برية، وذلك لانه على أي حال ستستغرق الحملة مدة اطول وستنطوي على وقوع اصابات.

        اذا كنا معنيين بالثالث ايضا، فيجب السيطرة عسكريا على محور فيلادلفيا اضافة الى ذلك سيكون من الصعب اكثر الوصول بعد ذلك الى وقف للنار.

        اذا وصفنا الامكانية الرابعة كهدف – فيجب أن نكون مستعدين لاحتلال كل القطاع، بما في ذلك مدينة غزة.

        مهما يكن الهدف، من الحيوي تعريفه بوضوح قبل الحملة وفهم كامل معناه. من المجدي التشديد على أن "الهدف" الاستراتيجي ليس مجرد امنية. الهدف ينطوي على المصالح الاهم، التي من أجل تحقيقها نكون مستعدين لان ندفع الثمن.

        في حرب لبنان الثانية لم يتحدد أي هدف على الاطلاق، في "رصاص مصبوب" بدأ النقاش على بدائل مشابهة لتلك التي تعرض هنا بعد أربعة ايام من بدء الحملة فقط. ينبغي الامل بان هذه المرة تتم العملية حسب احد الاقوال المحببة لايهود باراك: "نهاية الفعل بالتفكير المسبق".

        الموضوع الثاني هو التحديد المسبق لالية الانهاء. اذا ما انطلقنا في حملة كبيرة في غزة، فانه ستتوفر الفرصة لاصلاح خطأ الحملة السابقة. على اسرائيل ان تحدد مسبقا، وان تنسق ذلك قدر الامكان مع الولايات المتحدة، بان نهاية الحملة تتشكل من ثلاثة مواضيع يجب أن تحل في وقت واحد. الاول هو وقف النار؛ الثاني هو تسوية لفتح واسع لمعابر الحدود بين اسرائيل والقطاع؛ والثالث هو اتفاق "معقول" لتبادل الاسرى، والذي يتضمن بالطبع تحرير جلعاد شليت ايضا.

        قبل اكثر من سنتين وافقنا على دمج البندين الاولين وهكذا خدمنا المصلحة الفلسطينية. وافقنا على ان الموضوع الثالث، الذي توجد لهم فيه رافعة قوية علينا، سيبقى غير محلول. هذا خطأ محظور تكراره.