خبر الإقبال على أسواق الخردة في غزة

الساعة 06:33 ص|28 مارس 2011

الإقبال على أسواق الخردة في غزة

فلسطين اليوم-غزة

تزايد إقبال المواطنين في الآونة الأخيرة على الأركان والزوايا المخصصة لبيع الأدوات والمستلزمات المنزلية القديمة والمستخدمة في أسواق قطاع غزة، ما يشي بحالة من اليأس وعدم الرضا تجاه الأدوات والأجهزة الحديثة التي تكدست في الأسواق والمحال خلال العامين الماضيين بشكل كبير.

وعلى ما يبدو فإن كثيرين من هؤلاء يجدون ضالتهم في هذه الأسواق التي تشهد حراكاً ملموساً في أيام الإجازات، خصوصاً في سوقي فراس واليرموك بمدينة غزة.

وبرر العديد من المواطنين خلال أحاديث منفصلة إقبالهم على الأدوات القديمة بتدني جودة غالبية الأدوات والأجهزة المتواجدة في السوق، لاسيما تلك المستوردة من دول جنوب شرق آسيا أو دول مجاورة.

المواطن أمجد العيلة في الثلاثينات من عمره جاء خصيصاً من مخيم جباليا إلى سوق فراس وسط مدينة غزة للبحث عن محول كهربائي ذي جودة عالية، وقال إنه اشترى ثلاثة محولات من صنع دولة من جنوب شرق آسيا احترقت في أقل من أربعة أشهر، ما دفعه إلى القدوم الى سوق فراس للعثور على المحول الأصلي حتى لو كان قديماً أو مستعملاً.

وبالفعل نجح العيلة في العثور على المحول بعد نحو ساعة من البحث بين عشرات المحال المنتشرة داخل السوق.

وأعرب عن ضيقه الشديد من رداءة الصناعات الحديثة التي تغزو القطاع بكثافة، مؤكداً أن تجربته المريرة مع الأجهزة الحديثة لا تقتصر على محول الكهرباء وإنما على بعض المستلزمات الكهربائية الأخرى خصوصاً المصابيح والمفاتيح.

وطالب العيلة بوضع حد لاستيراد هذه الأجهزة الرديئة ذات العمر الاستهلاكي القصير، مشيراً إلى أنها تستهلك أموال المواطنين دون أن تفيدهم بشيء، بالرغم من مظهرها الخارجي المغري.

أما المواطن حسين نعيم من حي الزيتون فلا يشتري إلا الأدوات القديمة التي يعود منشؤها في الغالب إلى دول غربية ذات أسماء كبيرة في مجال الصناعة، مضيفاً أنه لا يقرب أي سلعة يكون مصدرها دولة من دول جنوب شرق آسيا.

وبرر نعيم ذلك بعدم مقدرته المادية على شراء أدوات لا تعمر طويلاً وتحتاج إلى صيانة دائمة، بعكس الأدوات والمستلزمات والأجهزة المصنعة في دول صناعية معروفة، مشيراً إلى أنه قرر عدم شراء أي جهاز كهربائي أو ميكانيكي حديث نظراً لرداءة المتاح منها في الأسواق.

وقال نعيم إنه يتمنى العثور على جهاز مذياع قديم لمتابعة التطورات الميدانية الحاصلة في القطاع، مبيناً أنه يرفض شراء الأجهزة الحديثة رغم تدني سعرها.

ويؤيده الرأي الشاب أمجد العامودي الذي قدم الى السوق لشراء مضخة للمياه ذات جودة عالية بغض النظر عن قدمها، منوهاً إلى أن ما يهمه هو الجودة والماركة وليس الحداثة والمظهر.

وقال العامودي إن العديد من التجار والمواطنين الذين اشتروا مما يتوفر في السوق من أصناف حثوه على شراء مضخة أصلية تعود صناعتها إلى دول معروفة في الصناعة.

واللافت أن محال بيع الأجهزة الكهربائية المستخدمة المستوردة من الأسواق الاسرائيلية تفوقت على المحال التي تبيع الأجهزة الحديثة المستوردة من دول جنوب شرق آسيا، حيث تشهد هذه المحال إقبالاً كبيراً نظراً لاحتوائها على أجهزة مستخدمة من ماركات عالمية معروفة بأسعار أقل من الأجهزة الآسيوية الحديثة ذات الجودة المتدنية.

وقال أحد المواطنين الذي اشترى غسالة إيطالية من نوع سبكترا عمرها ست سنوات إنه فعل ذلك لعدم قناعته بالأجهزة الحديثة المتوفرة في السوق.

وأضاف أن تجربته مع الغسالات الحديثة دفعته إلى الأخذ بنصيحة بعض المواطنين الذين جربوا مثل هذه الأنواع، مشيراً إلى أنه اضطر إلى بيع غسالة حديثة اشتراها قبل أقل من عام، بعد أن استبدل لوحتها الالكترونية مرتين.