خبر يطلقون النار علينا: هذا وقت العمل لمجابهة حماس-اسرائيل اليوم

الساعة 09:10 ص|27 مارس 2011

يطلقون النار علينا: هذا وقت العمل لمجابهة حماس-اسرائيل اليوم

بقلم: ايزي لبلار

(المضمون: حان الوقت لتعمل اسرائيل في صرامة وحزم لاعادة الردع الذي أخذ يضعف في مواجهة حماس وغزة دون التفات الى التنديد الدولي بعمل كهذا - المصدر).

        ثار فينا شعور دي جيفو فظيع في الايام الاخيرة عندما رأينا التصعيد السريع لاطلاق الصواريخ والعمليات الارهابية التي تتم بمبادرة من حماس في غزة.

        اذا لم نأخذ بعمليات شديدة فورا للقضاء على هذه الهجمات، فان الجماعة الدولية ستتعود مرة اخرى ان ترى اطلاق القذائف الصاروخية هو المعيار. وآنذاك عندما نضطر الى الرد في نهاية الامر – سنُتهم مرة اخرى برد زائد عن الحد وبضعضعة الوضع في الشرق الاوسط - لهذا يُفضل العمل الآن في الحال مع اولى محاولات حماس تصعيد الوضع.

        تدهور الوضع في الاسابيع الاخيرة وبلغ ذروته بمطر عشرات الصواريخ التي سقطت على النقب وبلغت أسدود ويفنه تقريبا. والى ذلك، هذه أول مرة كان عند حماس ما يكفي من الثقة بالذات والوقاحة لتحمل المسؤولية بدل أن تُلقي التبعة على "جماعات منفصلة".

        المؤسسة الامنية بحسب ما تقول وسائل الاعلام ترى الهجمات "مواجهة في مستوى منخفض"، وتُسكننا قائلة ان حماس لا تطمح الى مجابهة "جوهرية". من الواضح في واقع الامر ان الردع الذي تم احرازه إثر عملية "الرصاص المصبوب" أخذ يضعف، وعُدنا نُسلم بحقيقة ان أجزاءا كبيرة من دولة اسرائيل معرضة لاطلاق القذائف الصاروخية سواء عُرّف هذا الاطلاق بأنه "اطلاق ذو قوة منخفضة" أم عُرّف على نحو مختلف. المشكلة انهم يطلقون النار دون ردود عسكرية صارمة.

        لا يجوز لنا ان تغرينا الأوهام. إن تحديد ردودنا بقصد ملاءمة توقعات الغرب المتعلقة "بالتناسبية" لن يُقدم أي هدف. إن الدرس الذي جرى تعلمه من عملية "الرصاص المصبوب" هو أن كل عملية نأخذ بها لحماية أنفسنا ستحظى في أحسن الحالات بالتنديد باعتبارها غير متناسبة. ومن المعقول أكثر أن يتم تعريفها بأنها جريمة حرب. قارنوا الرد الدولي الصامت على الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في قصف الغرب لليبيا، بتنديداتهم التي حظيت بها اسرائيل اثناء عملية "الرصاص المصبوب" (برغم الجهود الكبيرة جدا التي التزم بها الجيش الاسرائيلي كي يضائل عدد المصابين من المدنيين الى الحد الأدنى).

        الباعث المركزي على تنفيذ حماس للهجمات برعاية ايران هو صرف الانتباه عن مشكلات ايران الداخلية وبرنامجها الذري المستمر. تريد حماس أن تصرف ايضا المعارضة الجماهيرية الداخلية لسلطتها. لكن حماس فوق كل شيء تفحص عن حزمنا وتريد أن ترى ما هو الحد الأعلى الذي سنظل سلبيين حتى نصله. اسرائيل الآن تمتنع عن عملية لأن الولايات المتحدة تستعمل علينا ضغطا كي لا "نضايق" في اثناء فترة الاضطرابات التي تصيب العالم العربي.

        هذا هو الوقت الذي يجب علينا فيه ان نطلب الى رئيس حكومتنا إظهار قيادة صارمة، وأن يجمع مجلسه الوزاري المصغر وأن يُصر على أن يُظهر جميع الوزراء على نحو قاطع وحدة وأن يتحدثوا بصوت واحد قائلين أن الامتناع عن إحداث الردع مدعاة الى كارثة. ينبغي إشراك المعارضة في العمليات من اجل انشاء جبهة موحدة. لا شك في أن مؤيدي كديما سيطلبون الى الحزب دعم هذه السياسة.

        ليس القصد الى عمليات انتقام بل الى ردع عن تنفيذ هجمات في المستقبل. لن يكون هذا ردا غير متناسب بل طموحا الى إحداث ردع والامتناع عن مجابهة في المستقبل ذات قوة تامة. هذا السلوك يناسب تماما القانون الدولي والتزامنا بحماية مواطنينا من العدوان المطلق.

        اذا لم نعمل فورا في اعادة بناء قوتنا الردعية فقد يكون الثمن أبهظ من كل تنديد دولي قد نحصل عليه نتيجة ذلك.