خبر الشرخ السوري- يديعوت

الساعة 09:08 ص|27 مارس 2011

الشرخ السوري- يديعوت

بقلم: البروفيسور ايتمار رابينوفتش

يتصدى نظام بشار الاسد الان للازمة الاشد التي يواجهها منذ ورث كرسي أبيه في حزيران 2000. قبل وقت قصير مضى فقط، في مقابلة طويلة ومشوقة منحها لـ "وول ستريت جورنال" تباهى الاسد باستقرار نظامه بخلاف بارز مع انهيار نظام مبارك. ولكن في نهاية المطاف وصلت موجات الصدى "للربيع العربي" الى سوريا أيضا.

وتتغذى المعارضة بعداء الاغلبية السنية للحكم العلوي ولكن أيضا من احساس الكثيرين بان النظام متحجر، فاسد ويمنع دخول سوريا الى التيار المركزي للحياة في القرن الواحد والعشرين. يوجد في سوريا تعب من النظام وما ينطوي عليه من قمع، وتوجد في درعا وفي مدن اخرى اسباب لعدم الارتياح. فعلى مدى السنين سلم الجمهور السوري بصفقة غير مكتوبة تقضي باعطاء النظام له الاستقرار وأخذ الحقوق والحرية منه. في المناخ السياسي الذي ينشأ الان في العالم العربي، يريد قسم كبير من الجمهور السوري الغاء هذه الصفقة.

خلافا لمصر، ليس في سوريا فارق حقيقي بين النظام والجيش. كلاهما يعكسان الهيمنة العلوية، والعناصر المختلفة للنخبة يعرفون ما هو الثمن الذي سيدفعونه اذا ما سقط النظام. للقمع وللذبح في بداية الثمانينيات يوجد أثر مزدوج في سوريا اليوم. الحساب الدموي للاغلبية السنية مع النظام ينتظر تسديده، ولكن الكثيرين يخشون من أن المقاومة العنيفة ستؤدي الى حمام دماء آخر.

حاليا، رد النظام بمزيج غير ناجح من اقتراح الاصلاحات والتنازلات والقمع العنيف، ولكن أغلب الظن ليس في ذلك ما يمنع التمرد المدني. كما ان هناك مؤشرات على جدال داخل النظام بين المؤيدين لاصلاحات بعيدة الاثر وبين اولئك الذين يدعون بان مثل هذه الاصلاحيات ستعرض وجود النظام للخطر. زعامة الاسد ستختبر في قدرته على بلورة سياسة ناجعة وفرضها على النظام.

الفرصة والخطر

لتغيير النظام في سوريا، ولكن أيضا لفترة طويلة من انعدام الاستقرار، ستكون آثار بعيدة المدى على الشرق الاوسط وعلى أمن اسرائيل: بداية، يدور الحديث عن ضربة شديدة لايران. حتى الان كانت ايران بين المستفيدين من التطورات في المنطقة. سقوط مبارك، الاحداث في البحرين والضغط الذي تعيشه العربية السعودية عملت كلها على تعزيز محور المقاومة بل وصرفت الانتباه الدولي عن برنامجها النووي. اما سوريا فهي الحجر الرئيس في المحور المؤيد لايران. ضعف نظام الاسد، ناهيك عن سقوطه، هو ضربة شديدة لايران، لحزب الله ولحماس.

ثانيا، هذا الوضع يعطي مساحة تنفس لخصوم المعسكر الايراني وعلى رأسهم المعسكر المعتدل في لبنان، ولكنه يخلق اغراءا لايران وسوريا للتخفيف عن سوريا من خلال تسخين النزاع مع اسرائيل.

استمرار الصدامات واحتمال القمع العنيف سيخلقان معضلة للولايات المتحدة وحلفائها. فالتدخل في ليبيا وجد تبريره في أنه لا يجب السماح للقذافي بذبح المواطنين الليبيين المطالبين بالحرية والديمقراطية. وسيتعين على اوباما وشركاه أن يشرحوا لماذا لا يتدخلون لمنع سفك دماء في سوريا.

حاليا، "الخيار السوري" لاسرائيل سيسحب. هذا الخيار يحوم دوما في الهواء كبديل عن المسار الفلسطيني. في السنوات الاخيرة سمعنا كثيرا بان المؤسسة الامنية الاسرائيلية تفضله بسبب ميزة الخطاب والحوار مع نظام مستقر، توجيه ضربة للمحور الايراني وتوفير مفتاح للتغيير في لبنان. آخرون، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، لم يكونوا مستعدين للتنازل عن هضبة الجولان. وهذا المعسكر سيدعي الان، بقدر كبير من الحق، بانه لا يوجد أي معنى لصفقة كهذه مع نظام استقراره موضع شك.

في هذا الوضع مطلوبة سياسة اسرائيلية اساسها القراءة السليمة للتطورات الداخلية في سوريا، التأهب الامني، الحوار والتنسيق الوثيقين مع الولايات المتحدة ومحاورين آخرين، ولكن ايضا رأس مفتوح للفرص التي ينطوي عليها الوضع الجديد.