خبر تحدى جبروت الاحتلال حتى نال الشهادة

الساعة 10:59 ص|26 مارس 2011

تحدى جبروت الاحتلال حتى نال الشهادة

فلسطين اليوم _ غزة

هم الشهداء.. قافلة تسير ولا تتوقف.. منذ فجر التاريخ بدأت وعلى امتداد الأفق تمضي.. لها قضية ثابتة وهدف يتجدد والوسائل تتعدد.

 

قصتنا اليوم لشهيد عشق الوطن والجهاد ... ضحى بنفسه وتعليمه من أجل فلسطين .. تحدى جبروت العدو الظالم .. شخصيته حديدية صلبة لا تحيد عن فكر الجهاد ... مثال للتواضع والعنفوان ... شجاع لا يهاب الموت ...عنيد في المواقف الرجولية...ولا يخشى في الله لومة لائم .. كتوم للسر.. قائد فذ ... حريص على المشاركة في تشييع جنازات الشهداء الأبرار، فدوماً تجده في الصفوف الأولى.

 

وقبل أيام كان شهيدنا في الصفوف الأولى أيضاً ولكنه لم يكن يمشي على قدميه كما كان من قبل مدججا بسلاحه هاتفا بأعلى صوته , بل كان في عالم آخر غير عالمنا نور مشرق يخرج من وجهه .. حمل على أكتاف إخوانه ليوارى به الثرى إلى حياة لطالما طلبها من ذي قبل .

 

الشهيد محمد عابد أحد قيادات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استشهد وثلاثة من رفاقه أثناء تأديتهم لعملهم الجهادي حينما قامت طائرات العدو بقصف المجموعة يوم الثلاثاء الماضي , بتاريخ 22/3/2011 .. تاركاً خلفه ثلاثة من الأبناء " عمر وأكرم وكريم " .

 

فقد كان للشهيد محمد عابد مشوار جهادي فمنذ صغره أحب الشهيد المجاهد "أبا عمر" حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فالتحق في صفوف الحركة مع البدايات الأولى لانتفاضة الأقصى المباركة، ليتربى على نهج الدكتور المعلم الشهيد "فتحي الشقاقي" وليسير على درب الإيمان والوعي والثورة.

 

 التحق الشهيد في صفوف الجهاز العسكري "سرايا القدس"، فكان يعمل بلا كلل أو ملل، ونظراً لنشاطه المميز في العمل العسكري، أصبح من القادة الميدانيين في "سرايا القدس" في مدينة غزة، وأحد أبرز مجاهدي وأبطال الوحدة الصاروخية الضاربة في مدينة غزة.

 

ارتبط شهيدنا القائد "محمد عابد" بعلاقات طيبة مع الجميع، وكانت تربطه علاقة الصداقة بعدد كبير من الشهداء والقادة، عُرف منهم الشهداء القادة: (عمر الخطيب "أبا عرفات"؛ وخليل الضعيفي "أبو زيد")، حيث كانت تربطه بهم علاقات الأخوة والمحبة والتسامح، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.

 

عُرف شهيدنا القائد "أبا عمر عابد" بإقدامه وشجاعته الباسلة وتصديه المتواصل للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا الفلسطينية، حيث كان دوماً على رأس المقاومين يخوض المعارك الباسلة؛ ومفجراً للعبوات الناسفة بدبابات وجيبات العدو الصهيوني.

 

تعرض الشهيد القائد "محمد عابد – أبا عمر" لعدة محاولات اغتيال سابقة لكنه نجا منها بفضل الله.

 

وقد شارك الشهيد محمد عابد بعدة عمليات جهادية زلزلت كيان العدو حيث كان الشهيد القائد "محمد عابد" يخطط ويشرف بنفسه على التجهيز للعمليات الجهادية، كما وشارك بنفسه في تنفيذ بعض تلك العمليات، فشارك إلى جانب الشهيد "عمر الخطيب" في التخطيط لعملية بدر الكبرى والمعروفة بعملية "الزورق البحري" في 17 رمضان الموافق 22/11/2002م، والتي أدت إلى مقتل عدد من جنود سلاح البحرية الصهيوني وإصابة آخرين بجراح، وقد استشهد في العملية المجاهدين "محمد المصري" و"جمال إسماعيل"، وكلاهما من مجاهدي سرايا القدس.

 

كما وكان له شرف المشاركة إلى جانب الشهيد القائد "عمر الخطيب" في عملية إطلاق النار على موكب وزير الحرب الصهيوني الأسبق "شاؤول موفاز" لدى زيارته لقطاع غزة؛ وكان ذلك في العام 2003م.

 

كان للشهيد القائد "محمد عابد" دور مهم في العملية النوعية المشتركة بين (سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكتائب القسام) ضد القوات الصهيونية في منطقة "إيرز" بتاريخ 6/3/2004م، حيث تم مهاجمة الموقع بواسطة جيبات عسكرية شبيهه بجيبات قوات الاحتلال الصهيوني.

 

وأشرف الشهيد عابد  على عملية كسوفيم المشتركة بتاريخ 6/7/2004م والتي نفذها الاستشهاديان "عمَّار الجدبة" من سرايا القدس و"إبراهيم عبد الهادي" من كتائب الأقصى.

 

كما قام بتجهيز الاستشهادي "مصعب السبع" منفذ عملية إيرز الاستشهادية بتاريخ 21/2/2003م.

 

شارك شهيدنا "محمد عابد" مع الشهداء القادة "أبو عرفات الخطيب؛ وأبو زيد الضعيفي" في الإعداد لعملية "الصيف الساخن" البطولية داخل موقع كيسوفيم العسكري في يونيو 2007م، حيث تمكن أربعة من استشهادي سرايا القدس وكتائب الأقصى من اقتحام الموقع العسكري بجيب مصفح واستشهد خلال العملية الشهيد المجاهد "محمد الجعبري" ابن سرايا القدس وتمكن ثلاثة من الاستشهاديين من العودة إلى قواعدهم بسلام تحفظهم عناية الرحمن.

 

كان الشهيد القائد "محمد عابد" يشارك بنفسه في عمليات إطلاق الصواريخ؛ حيث شارك في إطلاق العشرات من قذائف الهاون وصواريخ (قدس 3) وصواريخ "جراد" على المغتصبات الصهيونية، والتي أقضت مضاجع بني صهيون.