خبر اليمنيون « يحبسون أنفاسهم » ترقباً لجمعة حاسمة بين معارضي الرئيس وأنصاره

الساعة 08:48 ص|25 مارس 2011

اليمنيون "يحبسون أنفاسهم" ترقباً لجمعة حاسمة بين معارضي الرئيس وأنصاره

فلسطين اليوم: وكالات

يحبس اليمنيون أنفاسهم، اليوم الجمعة، مع توقعات بخروج مئات الآلاف من أنصار الرئيس علي عبد الله صالح ومعارضيه إلى الساحات العامة في مظاهرات حاشدة تأييداً للنظام وأخرى مطالبة الرئيس بالرحيل.

حشود تأييد

وأشارت مصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن الرئيس حشد أنصاره من رجال القبائل في المحافظات للتظاهر تأييداً له، مطلقين شعار "جمعة التسامح" على تجمعهم، رداً على دعوة للمعارضة للتظاهر في اليوم نفسه، أعدت لها العدة تحت اسم "جمعة الزحف".

وأفاد شهود عيان بأن عشرات الآلاف من أبناء قبائل يمنية توافدوا، أمس الخميس، إلى العاصمة صنعاء للتظاهر تأييداً للرئيس، الذي أعلن العفو عن القادة العسكريين المنشقين كبادرة حسن نية، لكن التيار المقابل زاد من تشدده، مطالباً صالح بالرحيل مع تهديدات بالزحف على القصر الرئاسي، غير أنه تم التراجع عن هذه الدعوة، خاصة مع التعزيزات والإجراءات العسكرية غير المسبوقة في محيط "دار الرئاسة" ومنطقة "ميدان السبعين يوماً".

ويخشى مراقبون من تكرار أحداث يوم الجمعة الماضي التي سقط فيها قرابة 57 شاباً قتلى ومئات الجرحى برصاص قناصة اعتلوا المباني القريبة من "ساحة التغيير"، في صنعاء، إضافة إلى مخاوف من مواجهات بين المتظاهرين المؤيدين لـ"الشرعية"، حسب قول السلطات، والمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح.

جمعة الزحف وكان إعلان بعض قيادات المعارضة أن يوم الجمعة سيكون "جمعة الزحف" نحو دار الرئاسة، ردود أفعال واسعة وحالة قلق من وقوع مجازر بشرية أكبر من تلك المجزرة التي وقعت الجمعة الماضية، خصوصاً أن هناك انتشاراً كثيفاً لقوات الحرس الجمهوري ووحدات عسكرية مع دبابات وآليات عسكرية تتمركز في الميادين والشوارع والأحياء المحيطة بمقر إقامة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، غير أنه تم لاحقاً الاتفاق على أن تكون "جمعة الرحيل".

وقد دعا الشباب المعتصمون في ساحات التغيير وميادين الحرية كل اليمنيين بالمحافظات إلى المشاركة في جمعة الرحيل. وتوقع الدكتور رشاد الشرعبي حضور حشود كبيرة إلى مختلف ساحات الاعتصامات لأداء صلاة الجمعة والتظاهر عقبها، مؤكداً أن المعتصمين لن يزحفوا إلى القصر الرئاسي.

وفي المقابل، أعلن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم أن العاصمة صنعاء تستعد لاستقبال أكثر من مليوني مواطن للمشاركة في مسيرة "جمعة التسامح" بحسب ما سماها أنصار الرئيس. وقالت مصادر في حزب المؤتمر إن المسيرة الكبرى ستضم شرائح اجتماعية مختلفة من الرجال والشباب والنساء والأطفال الذين سيعبرون عن تأييدهم لمبادرات الرئيس صالح ووقوفهم مع الشرعية الدستورية ومع الأمن والاستقرار والحوار ورفض العنف والفوضى.

وكان مصدر رئاسي أعلن الأربعاء موافقة الرئيس اليمني على مقترح تقدمت به أحزاب اللقاء المشترك المعارض قبل نحو شهر ويتضمن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل نهاية العام الحالي لا يشارك فيها الرئيس صالح، وقبل ذلك تشكيل حكومة وفاق وطني تكون مهمتها تشكيل لجنة وطنية لصياغة دستور للبلاد وصياغة قانون انتخابات واستفتاء يعتمد القائمة النسبية, غير أن المعارضة رفضت على الفور العرض الجديد للرئيس صالح، معللة بأن هذا القبول جاء متأخرا، وقد تجاوزته مطالب الشارع التي تنادي برحيل فوري للرئيس.

عائلات تفرّ من صنعاء وفي تطور آخر، بدأت عائلات يمنية في مغادرة صنعاء خوفا من تفجر الوضع. وقال الطفل عمر عبدالعزيز والدموع تتساقط من عينيه حزنا وحسرة على زميله الذي ترك الدراسة رغما عنه وامتثالا لمخاوف والده من تفجر الوضع في العاصمة صنعاء: "غادر صديقي محمد سمير مع والديه وإخوته الى قريتهم في محافظة الضالع الجنوبية".

كذلك فعل عارف عبده، عضو في اللجنة المركزية لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم الذي فضل البقاء بمفرده في صنعاء ومغادرة أسرته إلى مسقط رأسهم في بني عمر بمحافظة تعز وسط البلاد، والسبب هو الخوف من اندلاع مصادمات بين أنصار الرئيس صالح والمطالبين برحيله، خصوصا وأن الاحتكاك بين الجانبين تطور من التراشق بالحجارة إلى استخدام الرصاص الحي وصولا إلى الانتشار العسكري لوحدات الجيش التابعة للقادة المنضمين لشباب التغيير في مقابل انتشار كثيف للقوات الموالية للرئيس اليمني.

حالات عديدة مشابهة حسمت أمرها وأخرى تعتزم حزم حقائبها، كما هو حال ياسر راشد الذي يعمل مصورا تلفزيونيا لصالح إحدى القنوات الفضائية، ويقول إنه برغم من أن عمله الإعلامي محفوف بالمخاطر في ظل هذه الأوضاع الا أن خشيته على عائلته وأولاده أكبر، وبالتالي فهو يعتزم أن يسافر بأولاده وزوجته إلى القرية، ويعود هو فقط لمتابعة عمله في ساحات التظاهرات وميادين المواجهات بين مؤيدي صالح ومعارضيه.

ويبلغ عدد سكان العاصمة صنعاء نحو مليوني نسمة أغلبهم من أبناء المحافظات اليمنية الأخرى، وقد توافدو إلى صنعاء كموظفين وعمال خلال مراحل مختلفة من المحافظات الشمالية الكبيرة مثل تعز وإب والحديدة ثم بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990 من عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى, كما أن أكثرية هؤلاء الوافدين لا يمتلكون مساكن خاصة بهم وإنما يقطنون في بيوت مستأجرة.